أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - هروب أحد - الملائكة - / الى خمارة - تو كوتوكي -














المزيد.....

هروب أحد - الملائكة - / الى خمارة - تو كوتوكي -


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 11:59
المحور: الادب والفن
    


هروب أحد " الملائكة "
الى خمارة " تو كوتوكي " ..؟!
هل يمكن أن يهرب أحد " الملائكة " من سجنة في السماء ..؟! إذا كان هناك ملائكة .. في الفضاء ؟ . ربما .. فالسجن هو السجن ، سواء في الفضاء أم على الأرض . وسواء أكان السجان إلهاً أو بشراً أو نصاً حجرياً يعبد . أيام " أمين موس " لم يكن الورق مستخدماً بعد ، رغم وجود أوراق " البردي " المصرية الصنع ، لذا فقد أنزل " الإله تعاليمة على لوحين من الحجر .. غريب ..! ثم كُسر " أحد الألواح الحجرية " بسبب غضب " أمين موس " ولكن ، إذا إنتفى وجود ملائكة في الفضاء أو السماء .. فالأمر لا يعدو سوى كونه " .... " حتى الملائكة لو وجدت ، فهي تكره السجن حتى عند الإله . في عالم الطيور ، " العصفور الدوري " إذا سجن في قفص حتى لو كان ذهبياً أخضراً فاقعاً ، فإنه ينتحر وينفق . هذا لا يعني أن شعوب المنطقة " العربية " عليها الإنتحار ، فهي ليست عصافير الدوري لشديد الأسف . بسبب كونها سجينة نصوص حجرية .
المهم ، السجن هنا تعبير أكبر من مفهومه كزنزانة من أربعة جدران ، إنه سجن الفكر والجسد ، وحرية التعبير .
لماذا هرب أحد " الملائكة الى خمارة في حي " أخرنون " ..؟!
هذا العنوان ، هو قصيدة شعرية للكاتب والشاعر " الفتيري باباذوبولس " تحولت الى أغنية من تلحين الموسيقار الكبير " ميكس ثيودراكيس " مؤلف موسيقى " زوربا " الشهيرة . في الثقافة اليونانية من أدب وفنون تشكيلية ، لا يوجد تابو ، بل كل شئ معرض للنقد ، ولا توجد محرمات لاسيما في العمل المسرحي سواء الدراما أو الكوميدي أو الساخر ، وتملك جرأة نادره في إقتحام " التابو " . وفي مجال الأغنية فالنقد يرتدي قمة الإبداع في عملية تفكيك لكل المواقف. وهي جزء من حضارة ذات طابع نقدي وجدلي متوارث .
" إلفتيري باباذوبولس " شاعر وكاتب يوناني معروف على مستوى عالمي ، لحن له الموسيقار اليوناني " ميكس ثيوداراكيس " العديد من روائعة وتحولت الى أغاني شعبية ساهمت بمقاومة الإحتلال النازي أيام زمان . معظم قصائدة تنهل من التراث الأغريقي القديم . وتمزج الماضي الأسطوري بالحاضر في سياق نقدي بديع . له هذه القصيدة الجميلة التي ننقلها بتصرف صغير لضرورة إختلاف اللغة الموسيقية للشعر بين العربية واليونانية .
"تو كوتوكي " تعني " حانة صغيرة " يؤمها الفقراء لإحتساء النبيذ ، وقليل من " المازة " التي غالباً ما تتألف من بضعة سميكات " غافروس " قليلة وقطعة خبز وملح. و" أخرنون " هو حي شعبي في أثينا يعود تاريخة الى ثلاثة ألاف عام قبل الميلاد كان يضم عدة مسارح وحانات شعبية ، وساحات عامة للجدل والحوار .
تقول القصييدة : ويفضل هنا القراءة الموسيقية الراقصة ، على أنغام ألة البوزيكي المشهورة .
ملاك هرب من سجنه في السماء ... تو كوتوكي ... تو كوتوكي ..
ذهب الى " تو كوتوكي ... تو كوتوكي في شارع أخرنون .. تو كوتوكي
قال لصاحب الخمارة .. أنه لن يصعد الى السماء مرة أخرى .. تو كوتوكي .. توكوتوكي
شرب النبيذ الأحمر حتى صحا من النوم ...؟! تو كوتوكي ..تو كوتوكي
أهدى جناحيه لصاحب الخمارة .. وغادر حراً .. تو كوتوكي ..تو كوتوكي
إذا كنت محظوظاً وشاهدته في الشارع .. فتحدث معه بلغة جميلة وعذبة ..تو كوتوكي ..تو كوتوكي
إنه " ملاك " هارب من سجن السماء .. فقد أصبح حراً طليقاً ..؟
له شعر أسود .. حنطي اللون .. ووجه شاحب حزين ..تو كوتوكي ..تو كوتوكي .
**** *****************
يقدس التراث الإغريقي القديم مبدأ الحرية الفردية ، وفي الأساطير أن الألهة كانت تهبط من عليائها الى حانات " بلاكا " وهو حي قديم بجانب صرح " الأكربوليس " تحتسي النبيذ ، ترقص ، وتغني ، وتمارس فعل " الحب " وتحاور مواطنيها من البشر في الفكر والفلسفة . وهناك المئات من القصائد التي تجسد الصلة الحيوية والطبيعية " الرمزية " الأسطورية بين الألهة القديمة وبين البشر دون إستعلاء . وبلا أنبياء كوسطاء ، ولا مفسري أحاديث لم تروى . فلم يكن عصر " الأنبياء " قد ظهرللعلن بعد . الأديان هذه " الآفة العجيبة الوافدة من وادي النيل ، تلك العقيدة الموبوءة لمصر القديمة " حسب تعبير الشاعر " اليهودي هنري هايتي " في القرن التاسع عشر.
في حوار بين إله المطر وبين فلاح ، تقول الأسطورة ، أن الفلاح لم يقتنع بوجهة نظر إله المطر حول أسباب ندرة الأمطار لذاك الموسم ، فهدده الإله بالرعد والبرق ، هنا رد عليه " الفلاح " قائلاً : الأن أدركت خطأك عندما لجأت الى قوتك ..
ترى من هو الإله الحقيقي ..؟! إنها جدلية علاقة الحوار بالفكر . فالقوة كانت دائماً سلاح الحيوان الغريزية . حتى لو كانت القوة مجسدة باللغة المنطوقة ، وليست كفعل فيزيائي ضد الأخر المختلف . فكيف هي الحال مع النصوص الحجرية التي تستخدم لغة القتل والدمار والتهديد والوعيد بعذابه الشديد .. ترى هل يعقل أن يكون مستوى الإله من موقع إفتراض وجوده الوهمي ، بهذه الصفات العنيفة ..؟
غالباً ما تجسد الأسطورة طبيعة ثقافة المجتمع وجذوره الفكرية .
للكاتب الراحل الكبير ، " عبد الله القصيمي " قول جميل يقول : الإنسان كائن لغوي ، إنه يتلقى كل الأشياء حتى مرئياته وآلهته ، باللغة . إن اللغة عنده جهاز شامل ، يري ويفكر بلغته أكثر مما يرى ويفكر بعقله وعينية " ..
تو كوتوكي ... تو كوتوكي ... تو كوتوكي .. ترى لماذا هرب أحد " الملائكة من السماء ... الى خمارة شعبية ؟! من لا يشرب الخمر لا يدخل الجنة ..؟!



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات - مرغريتا - الصغيرة ..!
- هل - الإله - مؤلف كتب ..أم خالق الحياة ..أو قاتل للإيجار ..؟ ...
- موقع الحوار المتمدن / هذا الملاك الجميل ..
- من بحر عكا.. الى بحر أثينا ؟
- صراع - القات - والأيديولوجية / في اليمن - الديمقراطية - ؟!
- من يستيقظ أولاً ...يصبح بطلاً قومياً ..؟!
- سقوط أخر سلالة - الملكة بلقيس - / هيلاسيلاسي .. أسد أفريقيا
- إنه .. عصر الزهايمر الفكري ..؟!
- - كارلا بروني - ليست عاهرة / منظمات ترميم الصمت هي العاهرة ؟ ...
- تأملات ..قيثارة ..وبيانو .. وعود
- الصيف .. صديق الفقراء والعشاق / والمهاجرين والمتعبين ..
- ملائكة - الحوار المتمدن - تغني للفرح ... ولنكهة الحناء .
- ملاءات بيضاء ...وقمرُ أحمر ..؟
- أسطورة خلق أخرى/ في عشرة أيام ..!؟
- ماذا يريد الإنسان من الحياة ..؟
- أبو مين ..حضرتك ..؟!
- لماذا يعشق البحر النساء ..؟
- كتالونيا
- مطلوب دولة حضارية .. تستقبل / اللاجئين الفلسطينيين من لبنان ...
- الطبيعة الا أخلاقية / لإسطورة الخلق الميثولوجية ..؟


المزيد.....




- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيمون خوري - هروب أحد - الملائكة - / الى خمارة - تو كوتوكي -