أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فاروق - مصابيح (من مجموعتي القصصية ثقوب تتسع قليلاً)














المزيد.....

مصابيح (من مجموعتي القصصية ثقوب تتسع قليلاً)


حنان فاروق

الحوار المتمدن-العدد: 3160 - 2010 / 10 / 20 - 18:43
المحور: الادب والفن
    


عندما حككت المصباح هذا الصباح وخرج منه الجني يسألني ماذا أطلب ظللت أفكر...لم أكن متوقعة على الإطلاق ماحدث..تخيلت أني أحلم لكنه وخزني ليؤكد لي أنه حقيقة ..تذكرت وجه بائع الروبابيكيا الذي ابتعت منه المصباح وهو ينادي على بضاعته ذلك النداء المألوف الذي جذب عمري كله ثلاثين سنة إلى الوراء..قفز إلى قلبي وجه أمي وهي تنادي عليه هناك وتعطيه كل أثاثنا القديم الذي كومته في غرفة المخزن في بدروم الفيللا ..لم تفاصل كثيراً فقد كانت لا تجيد( الفصال) وأورثتني تلك العادة التي تسميها خالتي(خيبة ثقيلة) لكن أمي أسرت لي أن جدتي هي الاخرى من نفس الفصيلة وأنها كانت تنهر خالتي كلما أوقفتها في السوق تجادل بائعاً من أجل قروش قليلة ..تضحك خالتي وتصف أمي بأنها (بنت ناس) وتقول أن الدنيا تحتاج إلى (بنت السوق) التي تأخذ حقها من عين الدنيا ولايكسر عينها مخلوق حتى لو باعت نفسها...تدق أمي صدرها وتصيح مستنكرة..(أخزاك الله ياشيخه..ماالذي تقولينه؟)..تضحك خالتي وتشيح بوجهها عنها..أخيراً تقفز الأمنية إلى قلبي ولساني وأطلب من الجني أن يعيدني لأمي في بيتنا القديم..ضفائري التي تركتها هناك أوحشتني وتشدني إليها فتؤلمني فقدماي مثبتتان في الأرض لا تستطيعان العودة ..يقفز الجني الصغير الخارج لتوه من المصباح إلى الشارع فأركض وراءه وقلبي يكاد يشق ضلوعي من السعادة فحلمي القديم على وشك التحقق وها أنا سأبيت الليلة في أحضان أمي وأستمتع بالضحك على مشاداتها مع خالتي واقبل يد جدتي في الصباح وهي تعطيني قروشها خفية من وراء أمي التي تخاف أن يفسدني المال أو تضحك عليّ فراشة المدرسة وتأخذه كله نظير العسلية التي لا أستطيع مقاومتها..أطل من النافذة أحاول أن أميز العفريت ..أخيراً أجده ينظر حائراً إلى ارتفاع عمارتي الشاهق ويضع رأسه على رأسه كأن ضغطه ارتفع وهاجمه الصداع ..أنادي عليه فيختفي لحظة ثم يظهر أمامي بلا شبيك لبيك فأتوجس خيفة وينقبض قلبي الذي كان يرفرف منذ دقائق ..يسألني عن العمارة التي أقطنها وعن مكان بيت أمي فهو بعد لم يحفظ اسماء الشوارع ولا تخطيط المدينة الجديدة التي صحا من نومه عليها فأطمئن قليلاً وأخبره أن تلك العمارة ذات الخمسة عشر دوراً بنيت مكان بيتنا القديم بعد أن هددنا الفيلا القديمة وسكنا نحن الطابقين الأخيرين بعد أن أصبحت لنا وشركاءنا الذين شاركوا بالبناء ونحن بالأرض خميرة لا بأس بها لولاها لما استطعنا أن نعيش في هذا الزمن البعض...حك العفريت رأسه قليلاً ثم قال:أفعل لك ما تريدين..أعيدك هناك مقابل أن تمنحيني بيتك الجميل هنا فأنا خرجت من المصباح لتوي وليس لدي بيت..وأنت لن تحتاجي بيتك هذا بعد أن تعودي هناك...نظرت إليه مشدوهة..ودون أن أفكر هتفت:

أريد خالتي



#حنان_فاروق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (1)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلا قدمين
- سيجارة
- وريد
- إعدام
- أمي :أنا..........!!!
- عفواً مستغانمي..ليس على حسابنا
- كَأَنْ لَمْ يَكُنْ
- هل قلت لكم؟
- مقهى
- التهام
- العقرب
- مساء عنكبوتي
- من هذه؟
- صداع
- مائة وأحد عشر
- نصف ضوء
- على حصان أبيض
- حقائب
- ذات جنون
- تلكؤ


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فاروق - مصابيح (من مجموعتي القصصية ثقوب تتسع قليلاً)