أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكي رضا - الأموات أحياء في سان خوزيه والأحياء أموات في بغداد














المزيد.....

الأموات أحياء في سان خوزيه والأحياء أموات في بغداد


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 3155 - 2010 / 10 / 15 - 02:48
المحور: كتابات ساخرة
    


سانتياكو التي عزف فيكتور جارا في ملعبها ، وغنى للفقراء والبسطاء والاحرار في كل العالم ، اغاني السلام والحرية قبل ان يقطع الفاشيون يديه ، ويفرغوا رصاصات الحقد الهمجي في رأسه . عادت اليوم وبعد نهاية الحكم الديكتاتوري الى واجهة الاحداث ثانية ، لتغني نشيد الامل ونشيد الانسان ، عند ثقب صغير في احدى مناجمها للنحاس والذهب . هذا الثقب الصغير الذي اصبح بحجم الكرة الارضية ، واليه توجهت انظار الملايين من كل انحاء العالم . منتظرة تلك اللحظة التي يرى فيها ، عمال المناجم هؤلاء السماء ثانية ، بعد اقامة طويلة ورحلة صعبة من باطن الارض الى سطحها . وحبست عوائل العمال وذويهم ونقاباتهم ، ومعهم الشعب الشيلي وحكومتها ، وكل الخيرين في العالم انفاسهم . حتى صعود آخر عامل وهو رئيس المجموعة الى الاعلى ، حيث كان رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء والضيوف ، والفرق الطبية ووسائل الاعلام في انتظارهم .

بهذا الانقاذ سطر الشيليون ملحمة كبرى في احترامهم للبشر ، وانقاذ ارواح عمالهم ، اثر حادثة عادية تحدث في العديد من المناجم في كل انحاء العالم . لقد راهن الشيليون على ارادة العمال صانعي الحياة ، ووطنية ساستهم والعلم وليس الخزعبلات ، لتحويل الموت في عمق 622 مترا تحت سطح الارض الى حياة وكسبوا الرهان . وغدا وعلى ملعب فيكتور جارا في العاصمة سانتياكو ، سيغني الشيليون ثانية للحياة والشمس والحب والحرية .

ولم يكن الرئيس البوليفي ومن وراءه شعبه ، بعيدا عن تلك الحفرة . وهو ينتظر عامل بوليفي واحد لاغير ، كان مع مجموعة العمال في جحيم سان خوزيه . عامل واحد لاغير يا ساسة العراق ، جعل رئيس دولة ان يترك كل مهامه وليقف في صحراء أناكاما شمال شيلي ، بعيدا عن قصره (ومنطقته الخضراء ) . كي يحتضن مواطنه فور خروجه ، من برزخ الموت الى بهجة الحياة .

اين مكان العراقي في مبادئكم واحزابكم ودينكم ومذاهبكم ؟ بعد ان اصبح العراقي مشروع للقتل والموت اليومي ، في ازقة وشوارع ومدارس وجامعات ومعامل العراق ؟ هل وقف احدكم في مكان انفجار ما من تلك الانفجارات الكثيرة ، لينتظر ما تفعله فرق الانقاذ ؟ هل تذكر احدكم عائلة عامل استشهد في انفجار ارهابي ، كما عمال المساطر في مختلف ارجاء العراق ، أوعمال نسيج معمل الحلة ؟ اين انتم من الذين منحوكم الثقة في الانتخابات الاخيرة ، وهل اجتمع النواب الذين وصلوا باصوات هذه الجماهير المغيبة الى قبة البرلمان لليوم ؟

اين مكان العراق في كرامتكم ووطنيتكم ، وانتم تقفون اذلاء امام اعداء العملية السياسية في عراق ما بعد البعث الفاشي ؟ هل منحكم شعبنا الثقة كي تتسولوا الدعم من دمشق البعث وعمان ( اولاد العم ) ، ورياض الوهابية وطهران الفقيه ، وانقرة آل عثمان وغيرها من العواصم التي لاتكن لشعبنا ووطننا الا الحقد ؟ اليسوا انفسهم الذين جعلوا العراق صحراء بلقع ، بعد ان اقاموا السدود على دجلة والفرات ، ليقتلوا الارض والانسان العراقي عطشا ؟ اليسوا انفسهم الذين جففوا نهر الوند ، وقطعوا كل مجاري المياه الى اراضينا ، ويهددون العملية السياسية في البلد ، بميليشيات مراهق سياسي يهدد اتباعه العراقيين ، بقطع الالسن والايدي ولم يبقى الا الوشم كي نعود الى عهد فدائيي صدام الارعن ؟ اليسوا انفسهم الذين يدربون الارهابيين ، في معسكرات تدريب خاصة ، وجعلوا عواصمهم مأوى لعتاة البعث وازلامه ، وبقايا عائلة المجرم صدام ، ليقودوا عناصر الارهاب ضد شعبنا والوطن ؟ اليسوا انفسهم الذين يثيرون الحقد الطائفي ، من خلال فتاوى الكراهية التي يبثها فاسقي دينهم ومذهبهم ؟

ارجعوا الى بلدكم وشعبكم لانهما الحاضنة الطبيعية لكم ، وهو الذي منحكم وللاسف الشديد الثقة التي فرطتم بها ، ولم تكونوا اهلا لها . فقد زرعتم بصراعاتكم حول السلطة ، والثروة والجاه والنفوذ ، الموت في بلدنا بدل الحياة . وها هو شعبنا اشبه بالاموات نتيجة احترابكم ، وكيف لا وهو يعيش في مقبرة كبيرة وموحشة اسمها العراق .

الا تعسا لكم ولمن سيعطيكم الثقة ثانية ، بعد ان استمرأتم الذل امام اعداء شعبكم ووطنكم .

أعراقيون انتم
أولاد الفعلة لست خجولا
حين اصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير اطهر من اطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى
اما انتم لاتهتزلكم قصبة *

*مع الاعتذار للشاعر الكبير مظفر النواب
زكي رضا
الدنمارك
15 / 10 / 2010



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكتة السيد المالكي في وقت العراق بدل الضائع
- هل لا زال الله في أجازة ؟
- آقاى شهرستانى دست شما درد نكند !! *
- أسئلة حول مقالة من الاصلح للدكتور عبد الخالق حسين
- أفي طائفية المالكي شك ؟
- هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه وعلى عاتق من ...
- هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه ، وعلى عاتق م ...
- هذوله احنا
- البعثيون والصداميون .. نكسانه مو نكسانه
- متى اجتث الشيوعيون حزبا يا حسن العلوي ؟
- السيد بهاء الاعرجي أصبت ورب الكعبة
- تصريحات المفوضية العليا (المستقلة) للأنتخابات منحازة
- البعثيون بين الانتشار والتبخر
- قتلة الامام الحسين (ع) بالامس هم انفسهم قتلة العراق اليوم
- قليلا من الكرامة قليلا من الحياء يا دعاة المحاصصة
- لبيك اللهم لبيك .. سرقنا العراق وجئنا اليك
- دردشة مع السيد رئيس الوزراء
- قراءة في قانون برلمان المحافظات العراقية
- ما اشبه اليوم بالبارحة يا ملا عبود
- قيامة بغداد وسياسة صنع الغباء


المزيد.....




- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي
- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكي رضا - الأموات أحياء في سان خوزيه والأحياء أموات في بغداد