أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيمون عيلوطي - المرأة وانسجام المتناقضات في تماثيل سناء فرح بشارة














المزيد.....

المرأة وانسجام المتناقضات في تماثيل سناء فرح بشارة


سيمون عيلوطي

الحوار المتمدن-العدد: 3150 - 2010 / 10 / 10 - 11:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



السمات التي تميز أعمال الفنانة سناء فرح بشارة النحتية هي المرأة، والمرأة عندها لا تنتمي إلى وطن بعينه، ولا تعود إلى قومية محددة، إنما تأتي في منحوتاتها وهي تتشكل بالمرأة العصرية الكونية مع الأيحاء الواضح الذي يعبر عن انبثاقها من الزمن الغابر نحو هذا العصر بجميع أبعاده ومتناقضاته مما يجعلها تبدو مهمومة ما بين تقاليد الماضي التي أرهقتها، وما بين مقتضيات هذا العصر الذي يلزمها بالانطلاق.

إن رؤية سناء للحياة عموما وللمرأة خصوصا، والتي تتلخص في رأيي حول الصراع الأزلي الذي يواجه المرأة في كل زمان ومكان في سبيل تحقيق ذات الأنا – الأنثى،لا يحد من جمال النحت، ولا ترهقه الفكرة، وتحس أنك أمام تمثال لم تبدعه يد فنانة، إنما تشكل هكذا من تلقاء ذاته، وسر هذا يعود إلى تمكن الفنانة سناء فرح بشارة من أدواتها الفنية، وطريقة نحتها التي لا تظهر به الصنعة، ولا يد الفنانة التي أبدعته، ولعل استعمالها لمادة البرونز، أضاف إلى تماثيلها تلك الدهشة التي تشعر بها عند مشاهدتك لمنحوتاتها التي تحمل المواصفات الانوثية بكل ما فيها من انسانية نلحظها بوضوح، خاصة حين تحاول أن تنهض باعتزاز وترتفع بعنقها نحو السماء، وهذا ليس غرورا أو تكبرا .. إنما تحد، وبالتالي توبيخ الأعراف التي ظلمتها وكبلتها عبر التاريخ، وقد لاحظت ذلك كاتبة المقال الذي ورد في موقع سناء تحت عنوان(الكامل بكلّ أجزائه / كشفٌ وتقَصٍّ للعالم الفنيّ لدى سناء فرح- بشارة)، حين قالت: (إن انسياب وحيوية الجسدِ المنشدّ نحو الأعلى يجد له تعبيرا قويًّا في الجزء العلوي من الجسد الأنثويّ – العُنُق. فعُنُق النساء في تماثيلها عضو حيويّ ورئيسيّ يحظى بالتِفات بالغ. العُنُق كمكان لمجرى الهواء، لإسماع الصوت، ولبدء عملية البلع. يمرّ العنُق معالجة بيديّ الفنانة، فهي تؤكّد على حركته. حركة ترمز هي أيضًا نحو الأعلى.)

من يدخل إلى عالم سناء، ويتأمل تماثيلها، ينجد نفسه أمام عالم متناثر ومفكك إلى حد يلزمه هو أيضا أن يساهم مع الفنانة في إعادة بنائه وتشكيله من جديد، إنه عالم يتداخل فيه الشكل الخارجي الذي ترمز إليه فنانتنا بالفراغات، واللباس الخشن، والأعناق المرفوعة، أقول: يتداخل ذلك بالمضمون الفلسفي الذي تحاكي الفنانة من خلاله المرأة المنغمسة بجذور التقاليد التي تحد من شأنها، وتهمش دورها الاجتماعي، وعلى مختلف الصعد ، فنشاهدها تتمرد على هذا الواقع الذي ترمز إلية فنانتنا من خلال الأعناق المنتصبة والتي تلامس السماء باعتزاز واصرارعلى الفعل المؤثر في شتى ميادين الحياة، وبهذا تبرز أمامنا هذة المرأة بالتفاصيل التي كُوّنت في الحياة من أجلها.. فنراها تأخذ صورة الأم حينا، والأخت حينا، والحبيبة التي تعانق شموخ الحب، وهموم الوجود الذي تمر به عبر زحمة التناقضات الوجودية والكونية في حوار سرمدي بين الأنثى الروح، والأنثى الجسد، وتأتي في النهاية مجسدة على هيئة الأنثى التي تجمع في صفاتها وملامحها جميع النساء بامرأة واحدة.. وان ذلك ما يجعلها تغدو متوّجة بالكمال أو تكاد . وفي هذا الصدد يقول الكاتب خالد حوراني في ملاحظاته المنشورة في موقع سناء، (المرأة، من وجهة نظر المرأة، عالم مليء بالجمال والسلام والقوة وهشاشة الكائن في آن. تنقلنا سناء من واقعية الشكل تدريجياً الى التعبير عنه، ومن ثم تحليله.. وحتى تفكيكه في اطار من الشك الضمني في جدوى مطابقة تمثيل الواقع ، ولكن هذا يتم بهدوء وتحفظ ملحوظ) .

تستخدم سناء في عملها للتعبيرعن شخصية المرأة التي تبدعها في تماثيلها، عدة أساليب، وانطباعي الشحصي حول ذلك هو أن استخدامها مادة البرونز، أضاف إلى أساليبها الفنية في النحت الكثير من الأبعاد والرؤى، ولعل اختيارها للملابس الخشنة،" كما تقدَّم"، وإلى أسلوب التقطيع، وغيرهما من أساليبها الفنية، إنما يعطي طرف الخيط للدخول الى عالمها الفني واكتشاف المضامين التي تريدها، ولكنها فنانة عربية تعيش في حيفا – كما لاحظت ر. ميلانو في مقالها القيم حول تماثيلها، جعلها تستطيع الجمع ما بين النقيض والنقيض بطريقة تعكس واقع عيشها في مدينة لا تعبر عن ثقافتها وانتمائها القومي، وربما هذا الأمر في رأيي هو السبب الذي حدا بها أن تذهب في أعمالها إلى المرأة الكونية التي ترتفع عن القوميات، بغية أن تلتقي "هذه القوميات" في انسجام ووئام، وقد تمثَّل كل هذا عند الفنانة سناء فرح بشارة، بأبهى صور الشفافية، والإنسانية، والجمال .



#سيمون_عيلوطي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِثْل مْصَيِّف الغور *
- حلم
- إلتصاق الأغنية بواقع مجتمعها .. شرط لنجاحها وانتشارها !!
- العلقم
- حوار مع المرشد السياحي في معالم فلسطين فوزي ناصر
- ليس بالماوس وحده يحيا الطفل
- مقابلة ادبية
- حوار مع الكاتبة راوية بربارة
- حَوَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّام هايِج ْ بِالرُّّّّّّّّعود
- الأنتفاضة
- قصيدِة غزل للقدس العَتيقَة
- بشارف لغسان كنفاني
- بلاد بخروم الابر
- جروح خطى الاحلام
- جُزُر العَجايِبْ وِالغرايِبْ
- منديل جفرا
- صورة
- قطَّّّعو حروف الكتب
- القاهرة نبع الوحي
- نخل العراق


المزيد.....




- شهاداتٌ من رحم الألم: مجازر الساحل السوري تهزّ الوجدان الإنس ...
- خطوات منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي: -تعليم المرأة حق مشروع- والك ...
- مصر.. اكتشاف مقبرة جديدة لأمير فرعوني من الأسرة الخامسة (صور ...
- نقابة أطباء السودان: مقتل أكثر من 230 طبيبا واغتصاب 9 طبيبات ...
- قواعد اللباس..لماذا لا تحصل النساء على جيوب في ثيابهن بقدر ا ...
- نضال المرأة تفتتح غدا أعمال مؤتمرها العام الرابع مؤتمر الشهي ...
- شاب يهاجم امرأة بسكين أمام متجر في ألمانيا ويصيب شابا حاول ا ...
- فرصتك للدعم بدأت.. خطوات التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...
- استقبل حالا.. تردد قناة وناسة 2025 لمتابعة برامج الاطفال علي ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سيمون عيلوطي - المرأة وانسجام المتناقضات في تماثيل سناء فرح بشارة