أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - اللهم إني فاطر














المزيد.....


اللهم إني فاطر


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3096 - 2010 / 8 / 16 - 12:01
المحور: كتابات ساخرة
    


الصيام ترف لا يمارسه إلا المترفون، فلا يمكنك أن تصوم إلا إذا كنت متخماً، لنتصور أن نفرض الصيام على جياع إفريقيا والصومال وإثيوبيا، سيصبح الأمر كفراً ها هنا وليس عبادة.
لنقر بأن الصيام يجب ألا يفرض على الفقراء البتة، وأنا واحد منهم، بل يجب موجه نحو الأغنياء والمترفين، فلم أر فقيراً يتحدث أو يتغزل بالصيام أو يستقبل الشهر الفضيل بفرح فكل شهوره هي رمضان برمضان، وأعتقد أن هناك عداوة ما بينه وبين أي نوع من الصوم والقلة والحرمان.
فالمتخمون من أصحاب الكروش المنفوخة، والمؤخرات المتورمة، والخدود المتوردة من كثر ما أكلت من المال الحرام وتبيع الوهم للفقراء الصائمين، يصومون أحياناً كنوع من التطهير وللتكفير عما امتلأت به كروشهم من مال سحت وحرام، وتجارة بلقمة عيش الفقراء، ولإيهام الناس بأنهم سيذهبون هم أيضاً إلى الجنة بعد الممات، برلاغم كل الموبقات التي ارتكبوها في الحياة، وكي يمارسوا ترف الصيام كمغامرة غريبة عن حياتهم وبعيدة عنها.
ومن يحاول أن يغسل ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، وارتكب من الموبقات ما لا كفارة له، يصوم الشهر الفضيل عله سبحانه وتعالى يغفر له.
والسمينات البدينات طيبات الأعطاف متوردات الوجنات اللواتي شبعن مما "لذ" وطاب، وأكثرن من أكل المحاشي، والكوارع، والمقالي والمشاوي و"المغالي" وأتخمن من النشويات، والسكريات، والهايدروكربونات، يصمن الشهر على أمل أن يعدن صغيرات رشيقات محبوبات من الذكور والشبان.
أصحاب مراكز التجميل و"الريجيم" يقنعون الناس الأغنياء، طبعاً، ويحثوهم على الصوم، وارتياد مراكزهم، كي "يلهطوا"ـ و"يلهفوا" منهم ما تيسر يتظاهرون بالصيام كي يأتي الناس إلى مراكزهم ويشتغلون ويكسبون، وليس لوجه الله طبعاً.
اصحاب الفضائيات الذين يسوقون مسلسلات الخزعبلات ويتاجرون بعواطف ومشاعر الناس يروجون للصيام كي يتربحوا من الإعلانات الكثيرة في الشهر الفضيل لسلع إسرائيلية وأمريكية وصليبية تذهب ريوعها للإمبرياليين اليهود الكبار.
والمقيمون والمتعاقدون والعاملون في مشيخات الخليج الفارسي يتظاهرون بالصيام والورع والتقوى، والصيام وقيام الليل، لتجديد عقودهم ونيل رضا مستخدميهم وكفلائهم يصومون الشهر الفضيل، وكنت أرى بعضهم في بارات الخليج بعد انقضاء الشهر الفضيل.
والفقهاء المتكسبون المتاجرون بالأديان والمسترزقون المتعيشون من حكومات الفجور والفساد يصومون ويتحدثون عن بركات وفضائل الشهر الفضيل في الفضائيات.
والسياسيون وزعماء الأحزاب والجماعات الدينية المشعوذون أصحاب العمامات الطامحون للسلطة والزعامة والتسيد لنهب العباد وإرضاء نرجسياتهم أمام الفقراء والسواد الأعظم يتظاهرون بالصيام أمام الجماهير الغفورة كي يدغدغوا عواطف أولئك البسطاء .
الاستشهاديون والانتحاريون والولهانون الراغبون بمعانقة الحور الحسان، والغلمان المرد المخلدين يصومون من أجل الظفر بالسبعين حورية في الجنان.
وعاظ السلاطين الذين يقلبون الحق باطلاً والباطل حقاً، يتظاهرون بالصيام كي يحافظوا على وظائفهم في بلاطات أسيادهم ولاة الأمر.
كتبة وأبواق السلاطين، ورواة "الأحاديث"، والأقاويل، والمعجزات عن ولاة الأمر، العاملون ليلاً نهاراً على تشويه الحقائق وقلب المفاهيم وتسويق الأكاذيب والترهات يصومون الشهر الفضيل، لا لكي يكسبوا بركات ورضا السماء، بل رضا وبركات أرباب المال والثروات المنهوبة من عرق ودماء الفقراء.
لا غرام ولا هوى لي بالحور العين، ولا أفضل تعدد الزوجات وملك الإيمان، وافضل امرأة واحدة فقط، وبما أنني صائم صوماً طبيعياً من يوم يومي، والصيلم ليس للفقراء، وأحس بآلام الجياع وأكتب عنهم، قبل الصيام وفي كل الأشهر، ولم أعرف يوماً التخمة والشبع والبحبوحة، ولأنني لست واحداً من كل هؤلاء المذكورين أعلاه، ولا مصلحة لي بالصيام، ولا أريد الذهاب إلى الجنة ومجاورة الفقهاء وبن لادن ورموز الإرهاب والقتل الكبار الناجين والمبشرين بالجنة، ولا أي من البدو العربان مرة ثانية في الدار الآخرة، أو لي الطاقة على تحمل وجودهم، واقتنعت تماماً بالجحيم الدنيوي الذي أعيش فيه والأبدي باعتباره أفضل من معاشرة هؤلاء، فاللهم اشهد أني فاطر، ولن أصوم الشهر مع أي من هؤلاء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يصومون؟
- غوانتانامو العقل
- أين مسلسلات الخيال العلمي العربية؟
- اللغة العربية في برنامج الاتجاه المعاكس: إشكالية اللغة والحض ...
- حديث أبي هريرة وهرّته: هل الأنظمة العربية في النار؟
- المخابرات السورية هي الحل
- لماذا لا يتقن العربي والمسلم لغته؟ 2
- لماذا يعجز العربي والمسلم عن إتقان لغته؟ 1
- مازوشية النقاب: كيف ستتزوج المنقبة؟
- السيد وزير التربية السورية المحترم
- خطر الجهاد على الأمن واالسلم الدوليين
- الله لا يشبعكم يا رب
- النقاب والعبودية والاستبداد
- وهم الاستثمار واستثمار الوهم: لا لتوطين الوهابية في سوريا
- سورية: ضربة جديدة ضد ظاهرة النقاب
- ]لماذا لا يوجد حزب علماني في سوريا؟
- هل بدأ شيوخ الأزهر ببيع صكوك الغفران؟
- دعوى قضائية عاجلة ضد جميع إجراءات الفصل الجنسية في سورية
- بانتظار هيئة الأمر بالمعروف والمنكر في سورية
- العلم السوري


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - اللهم إني فاطر