|
عندما تنتفض ناقصات العقل
يونس حنون
الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 07:24
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كم الفنا وقصصنا من النكات والحكايا والتي تتهم حواء الزوجة بانها نكدية وتنفر الزوج من العيشة لمجرد انها لاترضى ان تكون كالقطة الاليفة التي تتكور على الارض وتتمسح باقدام سيدها عندما يجلس على كرسيه المفضل يقرأ الصحف ، ولا تسمح لها كرامتها ان تكتفي بان يربت على راسها لبضع ثوان ثم يعود الى قراءته بضمير مرتاح بعد ان اعطاها استحقاقها اليومي من المودة ، ولاتقبل ان تتحمل بلا زعل هياجاته و محاولاته تفريغ مايتجمع لديه من احباطات بالصراخ او التقريع او الضرب الذي شرعوه وتباهوا بانسانيتهم لكونه غير مبرح ، وما قرروه من واجبات على الزوجة الصالحة وانذارها بان تتحمل وزر كل المنغصات التي ازعجت زوجها ولاذنب لها فيها، وان تدع الحياة تمضي وهي شاكرة ممتنة حتى لو احال امثال هؤلاء الازواج حياة زوجاتهم الى جحيم وعذابات لا تنتهي باستغلالهم لكل الحقوق والصلاحيات الذكورية التي منحتهم اياها مجتمعات التخلف ،ناهيك عن انذار الزوجة بضرورة عدم اهمال واجبها الاهم عندما ياتي الليل ويحين موعد الفراش اذ تامرها السماء ان تجري مسرعة الى غرفة النوم وتنسى كل الامها وتعبها ومظلوميتها لان الوقت قد حان لان يفرغ المليك المعظم آخر سمومه ، فعليها ان تكون حرثا" لذلك الزوج الغضوب لتتجنب لعنات الملائكة والرسل بعد ان ادخلوا في روعها ان معايير الرضا السماوي عن المرأة مرتبطة بان ينال الرجل منها وطره . فهل اكتفينا نحن الرجال بكل تلك الحقوق؟ لا بل عمدنا بعد كل ذلك ولاغراض التسلية الى خلق وترسيخ تلك الصورة النمطية للزوج المسكين الذي لا تنقطع زوجته عن الثرثرة والتشكي و النميمة ليل نهار بينما هو (ياحبة عيني ) يتحمل كل ذلك بصمت لانه منشغل بعمل الصالحات . انا نفسي اعترف وانا اكتب هذا الكلام ان زوجتي (ورغم اني لم العب يوما دور سي السيد ) قد تحملت الكثير بسبب نزقي و كسلي وبحثي الدائم عن الراحة وتجنبي لكل مايعكر المزاج وذلك باستغلال لقب (ابو البيت) ذلك الحاكم بامره بمرسوم صادر عن الضوابط والاعراف الاجتماعية التي هي اصلا من وضع الذكور ، نفس الذكورالذين لازال بعضهم في هذا الزمان ينادي بان تحجرالنساء ومنهم امهاتهم واخواتهم و بناتهم في البيت وان يتم تكميمهن وتغطية عيونهن لان ذلك تكريم للنساء كما يقول المتفذلكون منهم في تفسير حبس المرأة بين اربعة جدران بالقول :انها كالجوهرة المصونة يجب ان لايراها احد..... وكأن المنطق يفرض ان توضع الجواهر النفيسة في اكياس قاتمة اللون . ولايزال الكثير من الذكور يتغنون بفرية قلة العقل لدى النساء رغم اننا وفي كل يوم نشاهد الاف الامثلة على ماسي وكوارث حاقت بالعالم بسبب قرارات يتخذها الرجال كاملو العقل والدين لا تدل الا على غباء وحماقة وقلة تبصر ، فبكل بساطة نرمي مثالبنا على المرأة ، بل ونزيد عليها بوصف النساء بذوات الكيد العظيم ، باعتبار ان الرجال الطيبين لايتامرون ولايكيدون ولايغدرون . مهزلة اتهام المرأة انها اقل ذكاءا من الرجل تخالف كل الوقائع التي يمكن ان نراها ونلمسها لو تم منح الذكر والانثى فرصا متساوية في التعلم والتطور، وانا اذكر ان اذكى الطلاب الذين زاملوني في دراستي الطبية كن من الاناث، ولدي الكثير من القصص التي عايشتها بنفسي او قراتها تثبت ان حواء يمكن ان تمتلك من الذكاء الاجتماعي و سرعة البديهة ما لايحلم الكثير من الرجال بامتلاكه
وبصراحة تعجبني حواء عندما ترد بافحام على من يحاول استصغارها او الاستهزاء بها محتميا بذكوريته المتسلطة وتوقعاته ان وداعة المرأة ستجعلها تتجنب الرد على استفزازات السفهاء....فيخيب ظنه اذكر شخصيا حادثتين طريفتين تعرض اليها اثنان من زملائي ايام الدراسة في كلية الطب ، عندما حاولا الاستظراف على زميلات لنا لكنهما جوبها بردود قاسية اخرستهما الحادثة الاولى حصلت صباح احد ايام كانون الثاني وكانت قارصة البرودة ، كنا نقف كمجموعة من الزملاء والزميلات خارج قاعة المحاضرات ننتظر ان تفتح لنا لنحصل على بعض الدفء، وفي تلك الاثناء اقبلت زميلة لنا بالغت في التدثر فظهرت وكانها من بنات الاسكيمو ، وكان احد الواقفين زميل حاول سابقا" التقرب منها لكنها لم تكن تبادله المشاعر لانه كان ثقيل الدم فكانت تقابل محاولاته بالتجاهل المؤدب وصاحبنا يابى ان يرتدع بسبب مايتمتع به من صلافة، لذا فقد كان عازما على الانتقام العلني منها بالاستهزاء، وما ان رآها قادمة حتى صاح بها يريد الاستهزاء : هاي شنو؟ لابسة كل هدومج وجاية؟ البسيني اني هم فد مرة ! فاجابته ببرود : لعد اني شمسوية ؟! واحتاج جوابها بضعة ثواني كي يفقهه الواقفون الا صاحبنا فلم يفهم الا بعد حين لماذا انفجر الجميع بالضحك عليه (باللهجة البغدادية ان تلبس انسانا معناه ان تعامله وكانه غير موجود) والحادثة الثانية وقعت في قاعة محاضرات مادة الجراحة وكان المحاضر هو الجراح الكبير الاستاذ تحرير الكيلاني اختصاصي جراحة الجهاز الهضمي وهو زميل كلية الجراحين الملكية في بريطانيا وعندما انتهت المحاضرة علقت احدى الزميلات بالقول : تصوروا ان خلفية الشهادة الجدارية للدكتور الكيلاني قد رسم عليها القولون والمستقيم دلالة على اختصاصه وهنا ايضا اراد احد الزملاء ان يستظرف فسال الزميلة بخبث: اذا ماذا رسموا على جدارية دكتور كمال السامرائي ( اخصائي الامراض النسائية الشهير) ؟ فاجابته بدون تردد : وجهك ولكم ان تتوقعوا ماشعر به الاخ بعد الضربة القاضية التي جاءته من الزميلة فماذا لو كن غير ناقصات عقل ؟ مناسبة هذه المقالة رابط لموقع من اياهم ارسلته لي قارئة كريمة اسمت نفسها (ناقصة حظ وبخت ) ، هذا الموقع يجتر نفس الهذاءات المعروفة لتبرير ضرب الزوجة اذ يصر محرره على ان من واجبه ان يرشد امة محمد الغافلة عن الحق الى كيفية معاملة الزوجة فيقول مانصه : الضرب طريق من طرق العلاج يجدي مع بعض النفوس الشاردة التي لا تفهم بالحسنى، ولا ينفع معها الجميل، ولا تفقه الحجة، ولا تقاد بزمام الإقناع فالضرب - إذاً - للمصلحة لا للإهانة، ولو ماتت الزوجة بسبب ضرب الزوج لوجبت الدية والكفارة، إذا كان الضرب لغير التأديب المأذون فيه. أما إذا كان التلف مع التأديب المشروع فلا ضمان عليه.. هذا وقد أثبتت دراسات علم النفس أن بعض النساء لا ترتاح أنفسهن إلا إذا تعرضن إلى قسوة وضرب شديد مبرح، بل قد يعجبها من الرجل قسوته، وشدته، وعنفه؛ فإذا كانت امرأة من هذا النوع فإنه لا يستقيم أمرها إلا بالضرب. وشواهد الواقع والملاحظات النفسية على بعض أنواع الانحراف تقول: إن هذه الوسيلة قد تكون أنسب الوسائل لإشباع انحراف نفسي معين، وإصلاح سلوك صاحبه، وإرضائه في الوقت ذاته؛ فربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل الذي تحب أن يكون قواماً عليها إلا حين يقهرها عضلياً. انتهى النص وكل تخلف وانتم بخير هذا الفقيه يريد ان يلبس هذاءاته لباس العلم فيقول اثبتت دراسات علم النفس، اية دراسات واين نشرت ومن الذي قام بها ؟ كيف يتصور هذا الابله ان من يستمد به الغضب ويلجأ الى ضرب من هي اضعف منه سيكون في حالة وعي تام لهذه الضوابط المضحكة حول طرق الضرب ومقداره واين توجه الضربات وبماذا ؟ أو ان الضارب سيقيس ضرباته بالمسطرة والميزان كي لايتجاوز الحدود التي قررها الفقهاء قبل مئات السنين والتي لو تم تطبيقها حرفيا كما يقول فليس وراءها كفارة حتى لو ماتت الزوجة بسببها ؟ والانكى ان يتم وضع هذا الكلام تحت عنوان من صور تكريم الإسلام للمرأة http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1628 كم اتمنى ان اكرم امثال هذا المتخلف تكريما مشابها لما يقرره للنساء وكالعادة فان من يعترض على هذه الهراءات سيجابه بالمقولة المتهافتة المعتادة : الا ترى كيف ان المراة في الغرب منحرفة لان القانون يمنع ضربها؟ هكذا بكل بساطة نقرر ان النساء في الغرب منحرفات لان اوهامنا قررت ذلك بناءا على اعتقادات وافتراضات غرسها فينا شيوخ التخلف والتباهي الاجوف بكل ما لايمت بصلة بالانسانية الحقيقية فياعزيزتي ناقصة الحظ والبخت، لااملك الا ان اقول لك انهم قد يستعبدونك باسم الدين ولكن لاتسمحي لهم ان يستعبدوا عقلك فتصدقين ان من واجبك ان تخضعي للرجل مهما كان مفتريا كي تدخلي الجنة ، ولن ينقذك الا الاصرار على انك بشر تمتلكين ارادتك وانسانيتك بمعزل عن التفسيرات الذكورية للنصوص الدينية والتي تهين كل بنات جنسك بحجة الحفاظ على الجواهر المكنونة ، فليحافظ هؤلاء المنافقون على ادميتهم لو استطاعوا .
#يونس_حنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن نحب حكامنا....وايد وايد
-
عندما يوضع الفكر الليبرالي والفكر السلفي في سلة واحدة
-
عنترة.... في ادنبرة
-
هل سنخسر قادتنا قريبا؟
-
كيف يتعامل كفار الدانمارك مع المهاجرين المؤمنين
-
الصبر ....على الهبر
-
ثالث اجمل نساء العالم
-
البوس ...بين الاغاني والسياسة
-
كيف نغيظ الكفار
-
الشهيد سردشت..... وذكريات مقالة قديمة
-
شكروعرفان للحوار المتمدن
-
الحلم……سيد الاخلاق
-
زلازل ....ومهازل
-
النقاب....والكباب
-
انتخبت مثال الالوسي، وتوقعت هزيمته
-
الطريقة الصحيحة لضرب الزوجة
-
الفرق بين المرأة المسلمة والكافرة2
-
الفرق بين المرأة المسلمة والمرأة الكافرة!
-
مقالة متنازع عليها
-
كيف نحبب الكفار بالاسلام
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|