رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 935 - 2004 / 8 / 24 - 08:48
المحور:
الادب والفن
أختفي خلف جلدي ,
وأكمن ,
أطلق سحري .
أتحول ,
أصبح نسمة ..
تتسلل عبر الشقوق ..
المسامات ..
تدخل بابا .. جدارا .. ونافذة ..
رئة ..
ثم تخرج مثقلة بالسموم ,
توزعها في خضم الفضاء .
تتلاشى ..
تتشتت ذراتها ..
وتموت .
أتحول ,
أصبح ماء .
أتسلل عبر المسامات ..
في جسد الأرض ..
والصخر ..
أدخل جوفا.. ونسغا ,
وأحفر مجراي ,
أعدو ,
أتبخر .. أعلو .. أطير ..
وأهبط ثانية ,
أختفي ,
ثم أظهر ,
أطلق سحري ,
أخبئ لوني ..
كالزجاج الشفيف أصير ,
كموشور مختبر ..
يتلقف حزمة ضوء شديد
البياض ..
يحلل أطيافها القزحية ,
يكشف أسرارها .
أختفي خلف جلدي ولوني
الشفيفين ..
لا العين تبصرني ..
لا المسامع تدركني ,
لايد تتمكن مني .. فتقبضني .
وأتابع ,
أسعى ,
وأطلق من جسدي صورة
تلو أخرى ..
أختفي ..
ثم أظهر :
لي ألف شكل ..
وعين .. وأذن .. وذراع ..
ولسان ..
ولي : كل ما أشتهي :
الحظ .. والشكل .. واللون ..
لا أعرف المستحيل ..
لي النهار ..
ولي الليل .. حدان ..
أو شاطئان ,
ولي أن أرى الما وراء ..
وما قبل أو بعد ..
لي أن أنقب في المستحيل ..
الغريب .. العجيب ..
وأن أتقمص " قارون " ..
" سقراط " ..
عبر المدارات ..
عبر رحيل الفصول ..
أزاول طقس التحول ,
ثم أبدل ما شئت : وجهي ..
وجلدي .. وصوتي .. ولوني ..
وشكلي ..
وأطلق سمعي .. جناحيّ ..
عينيّ ..
أبحث ,
أوغل في السحر ,
أستخرج المستحيل ,
وأمنح ما شئت ..
مما حملت ,
وأبني ,
أحلل ,
ثم أركب ,
أبني من الرمل صرحا ,
وأخضر في الحطب الميت .
أزرع في كل حبة رمل حياة ..
ونخلة ..
أختفي ,
أتحول ,
أرحل في دورة الفلك ..
عبر المدارات ,
في الماوراء ,
وفي القبل .. والبعد ..
أوغل ..
أحصد زرعي ,
وأجمعه ,
ثم أحمله ,
وأعود ,
وأمنح ما شئت مما لدي ..
وأرحل ..
ثم أعود .......
دمشق – سوريا
#رياض_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟