أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح البدري - هروب !؟














المزيد.....

هروب !؟


صالح البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 20:38
المحور: الادب والفن
    


( هروب ) ؟؟

( الى عامل من الحيّانية *)


صالح البدري


أهْرُبْ
أهْرُبْ
أهْرُبْ
فقطراتُ الغيثُ الهامي
تهْرُبْ :
( تصافحُ وجهَ سيولٍ هاربةٍ ، تكتسحُ خوفَ الأستنقاع ِ، تهْرُبُ من خوف الأستزراعِ ، في رحم العفن الفاشيّ
لتصير كراتٍ مائية ، شلالاتٍ ، تقدحُ شرراً وضياءً للأكواخِ التعبى في - الحيانية *- .. و- توربينات - لتضئ العتمة َ والظلمة في كل ( صرائف ) هذا الوطن المسبي ، وتصير (فراتاً) يهرُب من قمم وصخور كلسية ، لاتأوي غير ضباع وذئاب إثنية ، وأضاح ٍ قد سُمنّت للذبح ِ في عيدٍ ( وطني ) قادم
وتدخلُ في ساحات الهرب الغاضب : دجلة ُ
تتركُ كلَّ جسورك يا بغداد المحتلة ..
تترك جثثاً مزروعة في قاع ِ الماء ، تتركُ حزناً مزروعاً في قاع ِ القلب ِ ، سجوناً سرية ، ومقابر جماعية ، حزناً مدفوناً في قاع الروح . وتمر بأهوار في "ميسانَ و ذي قار" ، تعانقُ كلَّ دوائرِ السفرِ ، الجنسيةِ ، الممنوعةِ من التجنيس إلاّ بقصاصات تسيسية !!
*
تهْرُبان .. أنت والأحلامُ
تحاذران من السواحل / المَتاهة ْ
والدوران في الأزقة المعتمة
من كلاب الصيدِ .
والأفخاخ الفقهية .
فأنت لست وحدك أيها ( الحيّاني )
تحاذرُ
من كلابِ الأزقةِ ( الخضراء) !
*
يا أرضَ البصرة :
سَتنْشقُّ الليلة َ كلُّ قبورِ الشهداء الأهوازيين ، ويخرج ثوارُ الزَنج برايةِ علي بن محمد ، ويناقشوا خططاً للهروب !
لأنَّ سيوف بني ( العباس ) صارت أقلاماً للأملاء ..
فتاوى لجمع المال
ومدافع للردة ..
وسياطاً تجلدُ ظهورَ الفقراء !
نبتتْ عوسجاً فوق الهامات المحنية ، فوق قبور الأحياءْ .
نبتت صباراً : يمتصُ بقايا القطرات الظمآ للصحراءْ !
*
هرب الثوار (الزنجيون) . هرب النحويون البصريون. نام (الوراقون) في ردهات مكاتبنا اللاوطنية ، صار الليلُ يطارد غبشَ العمال الأجراء وعمالَ السخرة ، في ساحة ( أم البروم ) و ( الأسدُ ) * صار رماداً !!
فأهرب..
كي لاتُمْسخ
كي لا تتمرغ في الوحل بين الأفخاذ الشُرطية ، في زنزانات المُلكيَّة والسجون السرية والأقنعة (الوطنية) !! .
كي لا تُسْكَبَ كلُّ مياهك يا ( شط العرب ) في الأرحام . وكي لا تملأ عين الأطفال ملحاً وتراباً في ( الصبخة والفاو ) * ! وتفضُ بكارات عذارى بابل في حضرة أمراء وسماسرة البترول ؛
في كركوك الصارت يوماً عربية !

*

أهْرُبْ
صارت كلُ دساتير الدولة ، ناراً وثنية ، وذكوراً للشرطة اللوطيّة ْ .
فأهرُب : فالكل هنا يهرُب ، من هذا الهرب الهارب .
فالفرحُ الأبيضُ يهرب .
النخلُ .. الحبُ ..الأحلام .. .
مادام القطاعُ العام ،
يسمح للشرطي " الثوري ِ بحذف الياء " ،
: تشجيعَ الجنسيةِ المثلية
في المعاهد والزنزانات والكليات العلمية !
في الندوات الصفراء تحت صور القادة في القمم (الميكيافيلية).
أهْرُب :
فأنت لست وحدك من يهرُب :
فالفراتُ العاشقُ يهْرُب
يبحث عن رمله المتعب .
ودجلة ُ المنسية ُ تهرب .
وباقاتُ ورود العشاق ،
أحواضُ الأسماك
رائحة ُ الجوري والليمون والمسك ،
تبحث عن وطن ٍ آمن
وحدود .

*
يا جنائنك يا بابل :
ستنزعُ بدلتها الخضراء
تلغي كل طقوس الفرح الكاذب
وتنتصب رؤوسُ الفقراء ، شاخصة ً، بحدقات نارية
تزرعُ في رأس " حمورابي "
غضبَ الشعب المسكين
في القرن الحادي والعشرين
غضب " الصبخة والحيانية "
وكلَّ أحياء ما قبل النفط
وبعد النفط
الخاضعة لأنتدابا ت المذلة والفقر !!
تزرعُ غضبَ الأزمات الدورية
والأعدامات السرية
وخدعة البطاقة التموينية !!
كذب مجالسنا الشعبية
بؤس الغارات الأمنية
في "العشار"
و"الثورة"
وكردستان..
والدورة والمحمودية
وسيضطر "حمورابي"
أن يكسر في ساحات الأعدام المجانية
في الثكنات
في الأسواق السوداء
في الأحياء الشعبية
فوق جسورك يا "بغداد "
بأسم حقوق الأنسان
في " الحيانية " :
مسلتهُ الوهمية .
*
فآهرُب
إهرب
فعراقُ الكذبة ، يهرُب
الشرفُ العربي ، يهرُب
جبهات الموت المجانية ،
مقابرنا الجماعية ،
إهرُب ، وأبحث عن حرية .
فالتهمُ الرسمية
جاهزةً كذكور القادةِ
كالألقاب الكاكية .

***
/*/ الحيَّانية والصبخة والفاو والعشار : أحياء سكنية في البصرة .
/*/ ساحة أم البروم : في وسط منطقة العشار في البصرة للباعة المتجولين والشحاذين والمطاعم الجوالة .
/*/ الثورة والدورة والمحمودية : أحياء سكنية في بغداد العاصمة .

******


النرويج
2010



#صالح_البدري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصب الظمآن
- رسولُ الحدائق
- العراق في أعناقنا
- رحلة في دوائر الضياع
- البدون في الأمارات
- غابة السلطان
- خط أزرق تحت وهج التاريخ العربي(هل نحن ظاهرة لفظية؟)
- مسارات الأسئلة
- مجنون يتحدى القدر
- مجنونٌ يتحدى القدر
- أين ذهبت أموال العراق
- الى إمرأة تدعي المعاصرة !!
- طفولة الأشياء
- سجنٌ كبيرٌ
- عصر الأفساد
- شعر
- شعر شعبي
- إقصوصة
- شعر
- الحوار المتمدن .. فلسفة الكلمة الأعلامية المتحضرة ؟؟


المزيد.....




- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح البدري - هروب !؟