|
أشتهي
شذى احمد
الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 20:01
المحور:
الادب والفن
عزيزي أهديك تحياتي اعتذر لأنني اكتب لك للمرة الأولى هناك الكثير الذي يدور بخاطري يتعذر علي قوله لك وجها لوجه لقد نسيت مع الأيام أن الملم كلماتي في حضرتك حتى صارت الجمل والأفكار تتقافز وتتطاير كأنها الفراشات كلما أردت الحديث معك فقررت آن اكتب لك فأرجوك استمع لي
أيام مضت من هذا العام بل شهور عاشرت ساعاتها الباردة والحارة ، تلاقفتني بلهيبها حينا وبزمهريرها حينا آخر. زممت شفتي من الغيظ والغضب وكتمت في كثير من الأوقات صرخاتي حتى تعودت الخرس. شققت لدموعي بالمحاجر ترعا من الإهمال حتى ألفت الركود!. تناثرت أحلامي أمام ناظري مرة معاتبة وأخرى مهددة بالانتحار ورأيت حبالها تتدلى من أغصانها اليابسة كم مرة احتجت في آذني ذاتي هامسة لما لا تنصفيني لكنني كنت كطاغية استمتع بإهمالها تقاسمتني القدور والأواني .. شر اشف تدمن الاتساخ ، وأكواب تصيح بي قبل آن تفرغ وهي ممتلئة لأنقلها هنا وهناك. بيوت عناكب تستمرئ عجزي وتوزع تصريحات البناء في كل زاوية وركن تتعالى قهقهاتها الساخرة وهي تلوي أصابعي المتهرئة من هدمها الذي لا يطول أمده حتى للحظات فرحي بإزاحته لتعود لبنائها مرة أخرى. أغلقت الألوان بوجهي أبوابها المزدانة بعطر الحياة لأنني أعلنت الحداد غير الرسمي في مظهري . اليوم أستميحك العذر ارغب بإيقاف عقرب الساعة اليوم استأذنك بالانصراف لقد أعددت قائمة جديدة لا علاقة لها باحتياجات المطبخ ، أريد آن اذهب بها إلي لا اعرف كم سيطول من الوقت لكن علي العناية بقائمتي .. والبحث فيها في قائمتي سطرت بعض الحاجيات .. أشكرك اعرف انك تريد آن تسألني كم ثمنها ، واعرف بأنك كريم سوف تتكفل بدفعها لكنها القائمة الأولى وربما الأخيرة التي تعد وهي لا تحتاج للدفع بالمال!. عزيزي الغالي أريد بعض الوقت لي هناك بعيدا معي.. فروحي تفتقدني كثيرا. نسيت أن أتحاور معي منذ زمن طويل وارغب بان اعرف كيف أصبحت وكيف أمسيت ارغب بان اعرف كم كبرت وماذا صنعت بي السنين لي رغبة حقيقية بان أتلمس الأخاديد التي تركتها السنوات على صفحات وجهي واعرف ما تنوي عمله!. أريد أن اعرف سندات ذاكرتي التي تركتها في ودائع دائمة ما فعل بها الدهر وأيا منها عليه أن يكون فوق السندات الأخرى ، وأيا منها عليه أن يرحل .. لقد تراكمت حتى كدت أنسى ملامحها. أريد أن اخلع قفازي الذين خبرا أصناف الطعام وروائح المنكهات وأسرار الطبخ وأصناف المنظفات واعرض يداي للهواء النقي كي تجفا آو تبردا كما تشاءان أريد أن أغير خطواتي التي ملتها قدماي من والى دواليب .. آسرة .. كراسي .. مخازن المؤونة وكنس الأتربة من فوق سطوح المكتبات .. أريد أن أتناول الكتب التي دللتها تلميعا لأقرأها بعد أن أعددتها لك ولأفراد الآسرة سنين طوال. سأترك لك في الخزانة كل ما يلزمك واخذ ما يلزمني وضبت لك كل ملابسك و أربطة عنقك وقمصانك المكوية والمرتبة سآخذ فساتيني التي ضاقت علي سأرمم بها ما خربه الزمن في من وزن زائد!!. سأستبدل علبة الواني الترابية بأخرى بلون المشمش أريد أن آري الخريف ينزف على تجاعيدي ويسكب دموعه الحرىّ. سأترك علب العطور كلها حتى تلك التي كنت أضعها تلبية لرغبتك في ليالي حنينك لكل منها والتي كانت تدور برأسي رائحتها فلا ادري أن كان ما يصبني من خدر بسببها آم بسبب ما يستهلكني اليوم من مشاوير الأسرة التي لا تدع لي حتى الوقت الكافي لمعرفة الجواب سأترك كل العطور ليس لأنني لن احتاجها كي أضعها لغيرك عليك أن تعرف انه آمر مفرغ منه !. بل لسبب آخر فأنا اشتاق واحن لرائحتي أريد أن أشمني فلم اعد اعرف من زمن بعيد رائحة عرقي ..حدتها.. نفاذها كيف تنفرني آو تدفعني لكي اقلب صفحة ذاكرة ما.. من اجل هذا أريد أن اترك علب العطور كما هي أن رغبت افتحها كلما احتجت شذا جديدا ينعش ذاكرتك . احتاج إلى أميال ابتعاد عن مساحة بيتك الذي أدور في أرجاءه كل الوقت مثل نحلة دءوبة كي أترامى في أحضان حنين ظل يتنازعني مثل موج البحر ارغب بان انعم بهمساتك ولمساتك التي سقطت سهوا في قدور يفوح منها لهب الخشية من عين أحد أبنائنا وهي تصطاده اشتهي أن اذهب بعيدا و أستعيدها كلها فان لم استطع فبعضها اشتهي أن أراك من بعيد و أنت تحوم حولي باحثاُ عما يطفئ نار شوقك ملتصقاُ بي لتحول مشاويري المكوكية دون الاستماع لأخر زفراتك الهائمة أريد أن ابعد كي المسك فلقد أعيتني الواجبات و أفقتدتني الرغبة في طيش المغامرة والمغازلة آنا ذاهبة لكي أتحرر منها. اشتهي أن تدب بأوصالي حمى الرغبة باهتمامك بي فدعني انتظر مكالمتك ، ودع كلماتك تشي بكل ما لم تخبرني به لأنك هجرت أذني حتى قاربت على الصمم. فاهمس لي بأنك تشتهي كل ذلك مثلما اشتهي.
د.شـــذى احم
#شذى_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عدد زوجاتك بالقانون
-
إسقي العطاشى
-
متى ترمى سهامكم
-
الكتابة تأخذنا للمدنية
-
اصابنا الاعياء
-
لم تنقذهم شبابيك مفتوحة او مغلقة
-
ياريت لو يحكمنا حقير..
-
اين سيكونون .. في البحار
-
اين سيكونون
-
مرثية مهداة الى سردشت عثمان - لو انتظرت لزوجتك ابنتي
-
الاول من ايار بين صنيع اليمين واليسار
-
اعيادها الحول ويزيد
-
مادمنا الاوائل فلما لا
-
نعت البداوة بعيدا عن الاسلام
-
رخيص الا
-
اي نوع من النساء
-
العقوبة للمغتصب الاول فحسب
-
ميريام ...هو حقك فلا تتنازلي عنه
-
ابطن عيني لو يصير
-
خدك احمر
المزيد.....
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|