أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - الفولكلور والتراث .. جدلية الحضور والغياب















المزيد.....

الفولكلور والتراث .. جدلية الحضور والغياب


محمد عبد الزهرة الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 14:43
المحور: الادب والفن
    


الجزء الثاني
وان اختلفت أراء الباحثين وتعددت وجهات نظرهم فلا يوجد اتفاق تام حول ماهية الفولكلور ، لكن يمكن إن نصل إلى صياغة تعريف بعد عرض بعض الآراء حول طبيعة الفولكلور منها جاء به (جون تومز) من صك هذا المصطلح عام 1846 إذ عرف الفولكلور بأنه " المعتقدات والأساطير والعادات التقليدية الشائعة بين الناس... وبأنه : وآداب السلوك والعادات وما يراعيه الناس والخرافات والأغاني الروائية والأمثال ..الخ التي ترجع الى العصور السالفة " وهو ما يستلب حق الفولكلور في تمثيل الحاضر واقتصار تعريف ( تومز) الى الماضي باعتباره جزء من التراث وما ورثه الخلف عن السلف عبر الأجيال ، فيما يرى ( أيكه هولتكرانس ) جامع قاموس مصطلحات الاثنولوجيا والفولكلور بجهود المنظمة الدولية (اليونسكو) أن الفولكلور " هو علم الذي يدرس التراث الروحي ( اللامادي) للشعب وخاصة التراث ألشفاهي " وهي إحدى توصيات مؤتمر ( ارنهام arnhem )المنعقد في (هولندا عام 1955م ) أي إنها دراسة المأثورات الشعبية من خلال الميل العاطفي والقيم التي تكتسبها ثقافة معينه لكي تتفرد عن غيرها من المجتمعات من اجل تفسير حيا ة الشعوب وثقافتها عبر العصور إلى جوار ذلك يذهب ( كراب ) الى القول " إن مجال الفولكلور هو إعادة بناء صورة التاريخ الروحي للإنسان ، لا كما يتمثل في إعمال الشعراء والفنانين والمفكرين ،لكن كما يتضح في أصوات الشعب الغير مصقولة" وهنا الفولكلور يلبس ثوب التاريخ وهو عكس ذلك لان هناك فرق بين تسجيل الوثائق والاستعادة باعتبارها إيقاظ صوره كامنه في الفرد من تجارب و خبرات الماضي ، تنحصر في فئة من أصوات الشعب الغير مصقولة ، كما ذهب بعض الباحثون إلى تعريف الفولكلور أنه " مخلفات الثقافة القديمة السابقة على التحضر ، أو رواسب في البيئة الحضرية الحديثة وهو يتفق مع تعريف (تومز) ونظرته الرومانسية إلى ماضي ، فيما عرفه ( اندرو لانج A.lang ) بأنه " دارسة الرواسب الثقافية " إذ ينتقل تعريف الفولكلور إلى مرحلة مهمة استشفها الباحثون من خلال ربط ذات الإنسان في كل زمان ومكان وبالماضي والحاضر على حد سواء واعتباره امتدادات فكرية متناقلة لعامة أفراد المجتمع ،كما يقول (بوترpotter ) " أن الفولكلور هو الحفريات الحية التي ترفض الموت " ما يعني انه خلود في ذاكرة الجمعية للشعب تظهر متى اقتضت الضرورة لها شكلت عمق الوعي الإنساني عبر العصور امتدت إلى اللحظة الحاضرة كارتباط الطقوس البابلية وأثرها في التعزية الحسينية في عراق اليوم ، وهو ما ذهب ( فارنياك Varagnac ) الى القول انه " ذلك الجزء من الماضي الذي يحتوي عليه الحاضر " كما أفاد ( تيودور وبولوس teodoropoulos ) " إن الفولكلور ليس سوى الرواسب... استمرارا لإبداع شعبي ، يمثل جزءا من منبع بعيد لا ينضب عن إمدادنا " وفي قاموس فونك للفولكلور يعرفه ( ميش Mish ) بأنه " الكيان الكامل للمعتقدات والعادات والتقاليد الشعبية القديمة، التي ترسبت الى يومنا هذا بين عناصر اقل تعلما في المجتمعات المتحضرة " وهو يتفق مع ما ذهبوا إليه من سبقه في ربط الماضي من المعتقدات والعادات في وراثة أجزاء كاملة للحاضر كما ذهب (جيمس فريزر) في كتابه الفولكلور في العهد القديم الى انه " العلم الذي يستوعب مجموعة المعتقدات والعادات المأثورة لدى شعب من شعوب ، ما دام مرد هذه المعتقدات والعادات إلى السلوك الجمعي لعامة الناس " وهو يرتكز في ذلك على سمة امتلاك الشعب للعادات والمعتقدات الخاصة بها فهو انعكاس خبرة طويلة من حضارتها في حياة الناس بشكل عام , ويقول تايلور " أن الفولكلور يتكون من المواد التي تنتقل تقليديا من جيل إلى جيل دون إسناد – يعتد به – إلى مبدع أو مؤلف معين " ويأخذ على هذا التعريف مجهولية المؤلف بينما هو منسوب الى الشعب وحضارته التي تعطي هوية كافية لتعرف على مؤلفه ، كما نذهب إلى ما ذهبت إليه ( مامي هارمون ) في تعريف الفولكلور الذي " يمكن أن يظهر في أي موضوع وفي أي جماعة أو فرد ، وفي أي زمان أو مكان ، وهو يشمل كل المعلومات والمهارات والمفاهيم التي يكتسبها الفرد بشكل حتمي نتيجة لتأثير البيئة التي نشأ فيها " فالفرد هو نتيجة لازمه لبيئته تأثر وأثر بها بأفكاره بعيداً عن ألانطواء إلى الداخل وما هو ألا استجابة لمتطلباتها وفق الحاجة والضرورة لان الفرد بطبيعته كائن مكتسب للمعارف بشكل أرادي أو لا أرادي كما يرى تيوردور انه " نتاج جماعي يخلد نماذج من الثقافة تعبر عن دور التراث و ذلك الجزء من الثقافة الذي يحتفظ به عن وعي وغير وعي في المعتقدات والعادات والأساطير والحكايات وكذلك في الفنون والحرف التي تعبر عن طباع جماعة وعبقريتها " فان ( تيودور جاستر ) يذهب إلى خاصية الديمومة والبقاء في الاحتفاظ بالمأثورات التي تعلمها الفرد بشكل مباشر وغير مباشر عن طريق الانتقال من الخلف عن السلف وبما حذف وأضاف إليها من تغيرات في أنتاج الجديد ميزت جماعة في جملة مواهب من الهام السريع و الخلق الإبداع ، بينما يربط ( سكر فيتر ) بين التراث والثقافة في قوله " إن التراث مرادف للثقافة ، وانه شكل ثقافي يتناقل اجتماعيا ويصمد عبر الزمن " وسبب في هذا الرأي يرجع إلى أن الفولكلور وعاء شامل للأفكار منتشرة ،وهو فهم سليم يجمع ظواهر اجتماعية من المعتقدات والتقاليد و الديانات والطقوس والأساطير والحكايات الشعبية بطريقة وصفية على أنها مأثورات لذلك يرادف ( فيتر) بين التراث والثقافة حيث يؤكد ليمون انه " كل ما يعرفه الشعب من خلال التراث وهو تراث العصور الماضية " ولابد من أشارة إلى كلمة الشعب في هذا الرأي وهو كمصدر لبعض الكلمات مثل الأغنية الشعبية والمعتقدات الشعبية ، فقد تنوعت استخدامات كلمة شعب كما يشير الباحثون فان (تومز) عندما صك هذا مصطلح الفولكلور (folk-lore ) كان يقصد في ذلك " الجزء من السكان الذي احتفظ بالعادات وآداب الياقة ، الفلاحين أو أهل الريف " ومنهم من يرى الشعب هو الأمة لما تخفي هذه الكلمة في طياتها من تعاطف فكري بين أفراد الشعب تجمعهم قواسم مشتركة في التاريخ الواحد ويتجلى ما هو (الشعبي) بأنه "خصائص كل الأشياء الخاصة بالشعب " لان كل شيء ينبع من الشعب ينسب إلى الشعب نفسه أي يرجع إليه في حين استخدم مصطلح الشعبية الذي صكه جوته " وأراد التعبير عن الشعب كشخصية موحدة ، تعيش خصائصها في كل فرد من إفراد الشعب " وهنا يذهب الدكتور احمد مرسي إلى تعريف الفلكلور هو" الفنون والمعتقدات وأنماط السلوك الجمعية التي يعبر بها الشعب عن نفسه، سواء استخدام الكلمة أو الحركة أو الإشارة أو الإيقاع أو الخط أو اللون أو التشكيل المادة أو اله بسيطة" أي انه يحيل الفولكلور إلى أنماط سلوكية وقوليه عبر فيها إفراد الشعب عن ذواتهم و دون أن يحدد الزمن ، بذلك نرى أن مصطلح التراث الشعبي يفي بالغرض أمام ما يعنيه الفولكلور في الوطن العربي فيما تختلف الآراء الدارسين العرب في استخدام (مصطلح التراث الشعبي) (والتراث ألشفاهي) وغيرها في مجال الفولكلور فان " كلمة التراث في الثقافة العربية – في الأغلب الأعم – ما ورثه الخلف عن السلف من اثأر علمية وفنية وأدبية ذات قيمة مما يعتز به المجتمع العربي ويتمسك به ويعمل على تعريف أبنائه به " فهو ميراث متناقل لكل المورثات القولية والسلوكية بعد موت المالك الحقيقي الذي ينتقل إلى الأبناء في الحفاظ على كل ماله قيمة يتمسك بها الفرد . و قد اختلف الباحثون العرب حول تحديد مفهوم التراث وكما يلي :
1. يتفقون على أن التراث بأنه" كل ما ورثناه تاريخياً" كما يرى الدكتور فهمي جدعان
2. بأنه "كل ما وصل إلينا من الماضي داخل الحضارة السائدة" في راي الدكتور حسن حنفي.
3. أما بعض الباحثين فيرى أن التراث هو ما جاءنا من الماضي البعيد والقريب أيضاً وعلى رأي الدكتور محمد عابد الجابري."

كما تعددت مواقفهم عن التراث كما سنرى لاحقاً انعكاسه على كتاب العرب بين " الموقف السلفي الذي دعا إلى إعادة التراث ، والموقف الرافض الذي دعا إلى تجاوز التراث، والموقف الجدلي الذي سعى إلى رؤية الماضي في ضوء الحاضر، ورؤية الحاضر في ضوء الماضي. " بينما يفرق حنا عبود بين القديم والتراث ويقول " إن القديم هو الغابر زمنياً ، سواء أكان حاضر الفعالية أم لم يكن. والتراث هو ذاك القديم الذي يمتلك حضوراً فعالاً في العصر" فيمكن القول أن الفولكلور يعبر عن روح الجماعة ويتماشى مع ذوقها في إقليم جغرافي محدد،وهو ما أبدعه الشعب بوسائله التعبيرية ، وهو كل ما يعرفه الشعب بأبعاد ضاربة في تاريخ البشرية ألشفاهي .عامل من عوامل الابتداع الإنساني في مجالات الفنون والفكر والأدب والصناعة والتجارة . فان جدلية الحضور والغياب بين الفولكلور والتراث تكمن في أن ليس كل ما في التراث يصلح أن يكون فولكلورا ، كما ليس كل قديماً تراث ، لأن المأثورات الشعبية هي من تكون حية فاعلة في المجتمع ، وقد تموت وتجدد أشبه بدورة الحياة .

الإحالات
الجزء الأول والثاني
* فريدريش فون ديرلاين , الحكاية الخرافية : نشأتها . مناهج دراستها. فنيتها, ترجمة: الدكتورة نبيلة ابراهيم ، ط1، (بيروت: دار القلم للطباعة والنشر ) ،1973
* كاظم سعد دين ، معالم مضيئة من التراث الشعبي ، ج1 ، ط1، ( بغداد : مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ) ،2008 .
* د. احمد مرسي ، مقدمة في الفولكور ،( القاهرة : دار الثقافة للطباعة والنشر )،1975
* أيكه هولتكرانس ، قاموس مصطلحات الاثنولوجيا والفولكلور ، ترجمة: د. محمد الجوهري ود. حسن الشامى ، (القاهرة : مطابع دار المعارف بمصر ، 1972) ،
* جيمس فريزر ، الفولكلور في العهد القديم ،ترجمة : نبيلة ابراهيم مراجعة د. حسن ظاظا ، ( القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1973 ) .
* الدكتور محمد رياض وتار ، توظيف التراث في الرواية العربية المعاصرة ، ( دمشق :من منشورات اتحاد الكتاب العرب ،2002)
* حنا عبود ، مجلة التراث ، (دمشق : منشوات اتحاد الادباء والكتاب العرب ) ،العدد 24 تموز 1986



#محمد_عبد_الزهرة_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الفولكلور ( المأثورات ) - الثقافة الشعبية .
- سلاما ً يا من أنا .. كلي أنت
- قلتها لك ..
- الأمس كان غداً في مسرح البصرة ... حوار مفتوح مع الناقد المسر ...
- المسرح والتعزية الحسينية .. وتصادم الحضارات
- نرجس لكل قلب
- تيارات الجدة التجريبية في المسرح الأوربي
- الجدة التجريبية واثرها في المسرح العربي المعاصر
- صراع الفلسفات في الحركة النقدية المعاصرة
- ِبناء الأيديولوجيات في الفكر المسرحي المعاصر
- التجليات الجمالية للمضامين في المسرح السياسي
- جماليات الأستجابة في دائرة الطباشير القوقازية ..( برتولد بري ...
- فؤاد التكرلي ..وفلسفة اللامعقول في الفكر المعاصر
- تعقيباً على رسالة اليوم العالمي للمسرح 2010 للممثلة البريطان ...


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - الفولكلور والتراث .. جدلية الحضور والغياب