|
حكمت حكيم كما عرفته!!
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 16:23
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
حكمت شخصية وطنية عراقية مناضلة ، وأممية صادقة وبخصوصية كلدانية معروفة ، للجميع ، محبا لكل الناس ، ومحترما لكل الآراء ، كنت قريبا منه فكريا ، لابل ملتصقا بآرائه وأفاره قوميا وأمميا . جمعنا نضال مشترك في حزب وطني عتيد ، كنا قريبين جدا رغم بعد المسافة بيننا ، وقربها احيانا اخرى ، الاتصالات مستمرة هاتفيا حتى فراقه الأخير والى الأبد. لتنوب عنه الكلام والحوار ، قرينته ورفيقة حياته في السراء والذراء ، حتى توقف النبض للفقيد حكمت حكيم . شاء القدر ان نلتقي سوية في القوش صيف عام 2008 ، بفقدان مناضل آخرسبقه ، ابن القوش البار المرحوم ابو عامل ، اشتركنا معا لأستقبال جثمان المناضل سليمان بوكا حتى اداء مراسيم الدفن وتقديم التعازي ، لأهل الفقيد كما لقيادة الحزب الشيوعي العراقي ، بحضور الرفاق محمد جاسم اللبان وجاسم الحلفي وابو تارة من الشيوعي الكردستان ، والرفيق النصير آشتي ، كما الرفيق الفقيد درمان سلو (ابو حربي) من الشيوعي الكردستاني ، بالاضافة الى جمع كبير من رفاق واصدقاء الحزب من مختلف المناطق ، كانت مناسبة مؤلمة حقا ، فشاء القدر ان يغيب عنا مناضل آخر من طراز خاص ، حضن الاممية الانسانية ، رافعا راية الوطنية العراقية العليا ، محتفظا بخصوصيته القومية ، خدم شعبه وحزبه في مواقف صعبة ، في البصرة وبغداد وتلكيف وجبال كردستان ، كما محطات متنوعة في الدراسة والتدريس ، في موسكو واليمن الديمقراطية وليبيا ، وبعد التغيير في 2003 ، كان من الرفاق القادمين الى العراق ، للمشاركة في البناء السياسي للدولة ، ومشاركته في البرلمان العراقي وسكرتاريته ، كما عمل مستشارا قانونيا لرئاسة الجمهورية العراقية ، والقانوني من خلال عضويته في لجنة صياغة الدستور العراقي . كان ذات حضور مميز على الأرض قادر على مواجهة المستجدات ومعالجة الامور بحكمة وحنكة ،لم تنحني قامته ، امام المحن وتقلبات الزمن الغابرالعاصف ، لم يهتم في نهايته الانسانية المحتومة ، بقدر خدماته الجليلة لشعبه ، الذي ينتظر منه ومن الآخرين ، مزيدا من العمل والجهد والمثابرة الحقة ، من اجل قومه وشعبه ووطنه وانسانيته ، كونه يعلم يقينا الموت لابد منه ان آجلا أم عاجلا . . الراحل حكمت حكيم سياسيا مثقفا ، واكاديميا محترفا ، مناضلا يافعا ، صبورا فذا ، مستفادا من الظروف الصعبة في النضال الطلابي في الداخل والخارج ، كما في سوح المواجهة مع الفاشست ، من خلال فاعليته ، في العمل الأنصاري في كردستان العراق ، منذ بداية الثمانينات وحتى حملة الانفال القذرة على الشعب في كردستان العراق عام 88 من القرن الماضي. كان مع وحدة شعبنا بكل تسمياته المختلفة ، ومع احقاق الحقوق المغيبة لأية قومية كانت ، وخصوصا قوميته الكلدانية ، المغيبة في كردستان دستوريا ،ومع بناء الانسان السليم المعافى ، في وطن مزقته الحروب والويلات والمآسي والمحن والقتل والتشريد والالغاء والتهميش والتسلط والاستبداد وفقدان الحقوق ، للشعب العراقي ، كما السلب والنهب والفساد المالي والاداري ، للسلطات المتعاقبة طيلة اكثر من خمسون عاما ، وخصوصا للقوى القومية المهمشة والمسلوبة لكل ما هو حق ، بلا عدالة ولا أنصاف ، بل تنفيذ الواجبات عنوة بلا ثمن. ككما كانت للفقيد صلات واسعة مع كثير من الشخصيات العراقية ، إضافة الى علاقاته الودية مع القيادة الكوردية ، خصوصاً مع الأستاذ مسعود البارزاني . كان احد اعضاء الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان ، له مساهمات عديدة فكرية وثقافية ، ودراسات متعددة ، وعليه الاتحاد فقد عضواً مثابراً نشطاً خسرناه ، كما خسرته القوى الكلدانية والعلمانية العراقية ، وخسارة للوطن العراقي برمته . إننا نقدم لعائلته الكريمة تعازينا ومواساتنا ، سائلينا الرب ان يلهمها مزيدا من الصبر والسلوان وللمرحوم واسع الرحمته والخلود ، سيبقى في الذكرة الا الأبد..
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاخوة القراء الافاضل
-
ثامر توسا وحكاية الواوات وأشورة بلاد الرافدين
-
توما توماس ومبادئه الراسخة ، تجاه القوميات (2) الاخيرة
-
توما توماس ومبادئه الراسخة ، تجاه القوميات (1)
-
الامة الكلدانية ، تنهض من جديد ، بقوة لا تلين ولا تقهر!!
-
مسلسل قتل الشعب العراقي ، وصراع الكتل السياسية في أزدياد
-
الاول من أيار في أستراليا - ملبورن
-
الاعتداءات الهمجية على قساوسة تللسقف متكررة
-
في ذكرى 76 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
-
الحزب الشيوعي العراقي والدرس الانتخابي
-
انا واحد .. بصوتين لأتحاد الشعب نينوى مرشح رقم 2
-
ناصر عجمايا بين مطارق عديدة .. ومواقف صلبة!!
-
نحن معكم .. يا شعبنا
-
363 قائمة الشعب ,أنتخبوا (363 قائمة اتحاد الشعب)
-
الاخوة الاعزاء في لجنة الشؤون المسيحية من باب انساني
-
القوميات المختلفة والواقع المطلوب لشعبنا.. كلمة لابد منها!!
-
الشعب الاصيل مضطهد بمطارق عديدة
-
الفساد الاداري والمالي في كردستان..عنكاوة , نموذجا..
-
أوراق المجلس الشعبي محترقة..عليه أطفائها
-
المطلوب من الحكومة المؤقرة ورد فعل الشعب العراقي
المزيد.....
-
البيان الختامي للمؤتمر التضامني مع عاملات وعمال «وبريات سمنو
...
-
كيف وقعت الصين الشيوعية في حب الخصخصة؟
-
ماذا جرى قبل انفجار -تيتان-؟.. كشف آخر ما قيل على متن -غواصة
...
-
حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
-
العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
-
صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف
...
-
رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
-
مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا
...
-
مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار
-
سمير لزعر// مخطط تشريد الطبقة العاملة وتجويع الشعب يضع افوا
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|