مولدة صبح مولدة ليل - بلص مهفة - مهداة لوزير الكهرباء ورئيس الوزراء والبرلمان

عادل اليابس

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 09:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مولدة صبح مولدة ليل " بلص مهفة " مهداة لوزير الكهرباء ورئيس الوزراء والبرلمان القادم حال الكهرباء في بلدنا، يصفها ما كنا نقوله في ظل النظام المقبور اليوم أحسن من غد، وقول شر البلية مايضحك، والمصيبة نضحك علي من ؟، أنفسنا أم تخلفنا، فحتى أعتى الدول الأفريقية تخلفا، يحظي مواطنها بحصة من التيار الكهربائي تفوق حصة ما حصلت عليه بعض الكيانات السياسية العراقية من الوزارات. ومعاناتنا الدرامية اليومية، من وضع الكهرباء لا يطفئها ظهور مفوض عام النزاهة في أحدي الفضائيات ليصرخ وبالحرف الواحد الكهرباء في العراق ماتصير لها جارة والوزارة تسيطر عليها مافيا فساد، والعجيب، تغاضي الوزارة عن الرد عليه، ومثلها مجلس الوزراء، وإخواننا البرلمانيون انشغلوا بمعركة مخصصاتهم، لذلك لم يسمعوا بهذا التصريح . وتبقي قاعدة دبر نفسك، هي الفاعلة، ووفقها، علينا التصرف بالتحصيل الحاصل، وأوله أن تشترك بخط مولدة أهلية، وفعلت، ولكن صاحب المولدة، لا يشغلها في الليل، بل من التاسعة صباحا، وحسب قطوعات الكهرباء الوطنية، ولأن هذه لا تخضع لبرمجة، وتتنامى يوما بعد آخر، صار سعر الأمبير غير مجد وبالتالي هناك خياران لا ثالث لهما، أما زيادة السعر وأما تقليل ساعات التشغيل، ولأن الحالة الاقتصادية لأغلب المواطنين تعبانه فرجحوا ووافقوا علي الخيار الأخير، وتم الاتفاق علي بدء تشغيل المولدة الأهلية بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا، وللتعويض عن ذلك سارعت كغيري بشراء مولدة منزلية ذات طاقة عشرة أمبيرات، أقسم بائعها بأنها كورية الصنع ومن النوع الممتاز، وأرشدنا من اكتسبوا خبرة عنها من المعارف والجيران بكيفية استخدامها، كخطوات تشغيلها وإطفائها وتبديل زيت محركها وفقا لعدد ساعات التشغيل، ولأنها تعمل بالبنزين، وأنتم تعرفون ندرته في بلدنا النفطي، والحصول عليه، أما الانتظار لساعات طويلة في محطات التزويد وتداعيات ذلك من تدافع في الطابور والصياح والعراك مع من لا يلتزمون به، وأما شراءه من الباعة السوداويين بأسعار مضاعفة، ومن مثلي لامناص لديه من الحل الأخير. عملت المولدة المنزلية لمدة أسبوعيين، وبعده "طبت ساكتة" علي حد قول أخواننا المصريين، وطلبنا النجدة من العارفين، فجاءنا الجواب، بأنه لا توجد صناعة كورية حقيقية، وكل المستورد يصنع في تايوان، وعلينا إيجاد مصلح أبن حلال، وهؤلاء، افتتحوا ورشا لهم، في كل الأزقة والمحلات، والطريف أن محلات تصليح الدراجات الهوائية بجمعها انقلبت ورشا لتصليح المولدات أشاد جارنا بصاحب الورشة في منطقتنا، وحملناها له، ومن هل العين وهل العين، وخمسون ألف دينار، وهو ما يمثل ربع ثمنها، لم تزد مدة عملها بعد الصيانة عن ساعات، وذهبت للاستفسار منه عن السبب، قال: ماذا أعمل الأدوات الاحتياطية المتوفرة في السوق مغشوشة وتخجلنا مع الزبائن. رحلة المولدة بين أيدي المصلحين تجاوزت رحلات السند باد، وزادت أجور تصليحها عن ثمن الشراء. خلال غياب المولدة تلك لابد لنا من تدبير حالنا في الكهرباء، وما متاح هو شراء مولدة ثانية، ولكن هذه المرة لن نلدغ، واشتريناها يابانية أصلية بناء علي قسم البائع اليمين وهو الوكيل الوحيد المخول بتسويق ماركتها، ولكن سعرها كان ستة أضعاف ألأولي عادت المولدة الأولي وهي في دور النقاهة، فصار عندنا مولدتين ، وكان علينا تناوب استخدامهما، مع شح الكهرباء الوطنية، لذلك عملنا لوحة سيطرة كهربائية للمولدات الثلاث، ولأن أفراد العائلة أختلط عليهم الأمر، من تحويل الجنج أوفر علي المولدة الأهلية، أو لأي من المولدتين في المنزل، وللكهرباء الوطنية، هذا إذا حضرت، ولإيضاح ذلك لهم، اضطررت، لوضع علامة بصيغة، المولدة الأهلية، مولدة واحد، مولدة أثنين، بقيت حيرتهم كما هي، فهم لا يعرفون كيف ومتى يستخدمون أيا من المولدتين ، وألمعي مثلي لا تخونه النباهة، فوجدتها، وقمت بكتابة العبارات التالية علي لوحة السيطرة الكهربائية في منزلنا، مولدة صبح، مولدة ليل، مولدة،أمبيرية ،كهرباء وطنية . نشرت بجريدة (الزمان) الدولية - العدد 2442 - 4/7/2006
الجديد بعد أربع سنوات من حكومة المحاصصة، وبعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، والصراع المسعور على المناصب ، عدنا في الكهرباء إلى أربعينيات القرن الماضي ، وبرزت " المهفة " كخيار وحيد ، يذكرنا باسم وزير الكهرباء الحالي ، ورأفة به فالمسئولية تضامنية ، يتحملها كل البرلمانيين ، وكل الحكومة المنتهية ولايتها ، وبثلاثية رئاساتها عموديا وأفقيا . وموتوا حرا مساكين الشعب العراقي موتوا، فانتم من صوت وانتخب لحكومات القوائم المغلقة والمفتوحة . عادل اليابس

#عادل_اليابس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات