أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي -3 -















المزيد.....

هل رأيتِ موت ظلي -3 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 18:33
المحور: الادب والفن
    


.. وقيل أنه قبل انبلاج الفجر على قرية معلقة على خاصرة الجبل, ظهرت في سماء القرية هالة من ضوء, جعلت ليل القرية نهارا, وأن الهالة سارت في الطرقات والأزقة, وتوقفت أمام بيت خرجت منه امرأة لها بهاء حوريات الحلم, فتحولت الهالة إلى قنديل حملته يمامة وطارت..
وقيل أن الطيور المهاجرة عادت من المنافي وبنت أعشاشها على هامات الشجر, وتناوبت الرقاد على البيض حتى فقس البيض عن طيور البراءة, وأن عصفورا غادر عشه ذات ليلة إلى حضن المرأة, ووشوشها:
- اتبعيني إلى قبو البخور تجديه
- أين القبو؟
- في مقهى الذاكرة..
وقبلها, فداهمتها رجفة شوق, ونزفت عرقا بطعم القرنفل, وسرى في دمها طعم بعيد لا زال يسكنها, فانتعلت عند الفجر قلبها إلى العرافة في بطن الجبل..
دست العرافة كفها بين نهدي المرأة سألت:
- ماذا ترين؟
- بعيدي يقترب
ووقفت على بياض العين دمعة يرقص داخلها أمير, فاختلط الأمر على العرافة أذا ما رأت دمعة المرأة أم وجه الأمير!!
***
عن النادل:
أن فارس مل الانتظار فغادر المقهى, ولم يشرب كوب القرفة بالزنجبيل, رجوته أن ينتظر فربت على كتفي قال:
- أخبرها أني يوما سأعود
***
.. أه من رشق السهام في خاصرتي.. آه من نزف قلبي, فالبيداء مقفرة والمسافات طويلة ودمي يسبقني, وأنا لا أملك من أمري غير روحي, جاءني بعضي في صوت يأتي من بعيد.. - إنها تجاهد الوقت حتى يحين الوقت.. - وكيف عرفت؟! – تركت بعض روائحها في المكان.. ضحك الصوت, خلته يسخر مني, والتبس عليَّ الأمر, هل أنا أرهف السمع لصوت نبضي, أم هو صوت رجل آخر يقرأني!! فاستغثتُ بنزف الخاصرة.. وهتفتُ: - هل هو أنتَ أنا.. – إنما أنا حارس القبو.. نادل مقهى الذاكرة وحملتها من خاصرتي إلى عينيَّ ورحنا نرقب المدى.. كان الوقت نهايات نهار, والشمس تجلس عند خط التقاء السماء بالماء تجلس على صدر البحر تمشط ضفائرها جديلة من برتقال.. ورأيت النورس قادما على متن الجديلة يعلو ويهبط لاهيا.. حتى إذا ما بلغ الشاطئ فرد جناحيه يتبختر.. قبلني بين عيني وغنى: - هي ما زالت تلضم من حبيبات الوقت قلادة.. – هل قابلتها يا طائر الفرح.. وأين؟ - حدثتني عنها أختي اليمامة التي ترقد على بيضها في القبو. وامتطى النورس ضفيرة الشمس يمم شمالا إلى منارة عسقلان.. فجأة انهمر الموت.. كانت زوارقهم تترصد كل صاحب حلم في المكان
*** نقر حبات المطر أم خطو ظبية حلت في المكان, "حدث نفسه نادل المقهى نفسه" قدم لها كوب القرفة بالزنجبيل. همس مرحبا: - أنظري في الفنجان تجديه.. ورأته يصعد على موج البخار.. لا تدري إن كان على فرح أو كان على وجوم.. واحتسته رشفة وجد.. وضع النادل على الطاولة شطيرة طُليت " بالقمير" مزروع برطب الرافدين, هدلت اليمامة بوجع: – آه يا لهفي عليه سدوا عليه المنافذ عند رابية تقع بين موتين على مشارف غزة, رفعوا في وجهه كفا ملطخة بالدم, كتبوا عليها "هنا ايرتس" ممنوع الدخول.. بكت اليمامة شهقت دمعة دم: - انه ينزف من ثقب غدر نال منه الخاصرة.. قالت الريح: – ولو يا يمامة الروح.. انه سيجتاز المسافة..
***
وأنا لا زلت على ميعادي عند منارة عسقلان.. زرعوا الموت في صدري, صرخوا: - أين البطاقة أيها البدوي الغريب؟! - رسمي هو أسمي.. فأنا - أغرب عن هنا.. لا تدنس أرض الرب "ايرتس" اليهود.. بقروني في الخاصرة. فتكاثف من حولهم الغبش, ولم يروا النورس يأخذ روحي يثبتها راية على رأس المنارة.. آه يا لهفي عليكِ.. لم يشغلني عنك سواكِ, لكنهم زرعوا دروبي بالعسس نشروا العيون, أني أتزود ببقايا نبض قلبي للوصول فانتظريني..
***
عجب النادل في أمر اليمامة.. لم تخلد إلى عشها كالعادة هذا المساء.. ظلت تحلق في سقف القبو وتهدل.. حتى أذا اقترب الميعاد, شكت على سطح الطاولة عودا من بخور, وأخذت ترقص.. ضحك النادل على وجد قديم وحدث نفسه:
" يا لكِ من يمامة ذكية, حركتِ فيّ شجن اعتقدتُ انه لطول الغفوة مات.." .طارت اليمامة وشوشته: - لا تموت الروح وإن ذهب الجسد.. هل نسيت!
وحضرت المرأة في ذات الميعاد..
***
بينما كنت اعبر بين ذاتي وذاتي.. جاء النورس مع ضفيرة الشمس.. قبلني وقال: - ماذا تفعل يا صديقي
- أعبر من جسدي إلى روحي.. ربما أقطع المسافة بين الفناء والخلود. – أخرج من لحمك وانفلت..
وانفلتُ من أسري.. ووجدتني أتوسد صدر أميرة.. أعبر الأجندات إليها وأري التواريخ شلال سراب.. وأرى شيئا كالجنون أو المجون.. وأرى الكرامة مثل قيح الصديد.. وارى الخلاعة والمياعة والأسياد هم العبيد.. وأراها تسري في دمي, تلهث مع نبضي.. تمسح دمعي ذاهلة بصمت.. صمت النورس على وجع, وأخذ يأكل بعض كبده ويردد: - ما أقسى أن يكون الوطن منفيا في الوطن..
***
عن النادل..
أن الأمير ما زال يدور حول السور العتيق, وأن العسس يقفون له بالمرصاد كلما حاذى البراق.. وأن كل من دخل المدينة رآه يقطع درب الآلام يقتفي خطوات ابن مريم عيسى المسيح, ويصلي الصبح حاضر خلف الإمام في الأقصى الشريف.. وعن اليمامة عن النورس..
أن امرأة غادرت بلاد الرافدين في زمن الالتباس, تحمل الغائب بين الجوانح وتجلس في ركن قصي من القبو, حتى أذا فرغ المقهى من الرواد وانتهي النادل من ترتيب الحكايات على الرفوف, يطبع على جبينها قبلة مخضبة بالدموع, ويردد ويعني:
- مهما طالت الغيبة بالغائب حتما يعود



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل رأيتِ موت ظلي – 2 -
- هل رأيتِ موت ظلي – 1 –
- حنان الهوني ونزف الأرق الجميل
- أحلام عصفورة صغيرة
- حصان أشهب بغرة بيضاء
- رواية جفاف الحلق – 17 - والأخيرة
- رواية جفاف الحلق – 16 -
- رواية جفاف الحلق – 15 -
- رواية جفاف الحلق – 14-
- شهادات محمد أيوب في الجبهة الموازية
- رواية جفاف الحلق – 13 –
- رواية جفاف الحلق – 12 –
- رواية جفاف الحلق -11 –
- رواية جفاف الحلق – 10 –
- رواية جفاف الحلق -9 –
- رواية جفاف الحلق -8 -
- روية جفاف الحلق -7 -
- رواية جفاف الحلق – 6 –
- رواية جفاف الحلق – 5 –
- رواية جفاف الحلق -4 –


المزيد.....




- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - هل رأيتِ موت ظلي -3 -