|
حكاية البقرة والضفدعة في قراءة الصف الثاني إبتدائي !
أمير أمين
الحوار المتمدن-العدد: 3021 - 2010 / 6 / 1 - 20:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حينما كنا صغاراً .. كنا مبهورين بكتاب اللغة العربية والذي نسميه القراءة ورسوماتها المتنوعة والجميلة وكانت الصور; المرسومة كوسيلة إيضاح تؤثر في أحاسيسنا أكثر من الكلمات في كثير من الأحيان....كنا ننظر بدهشة وإستغراب للمحادثة الجادة بين البقرة والضفدعة قرب ساقية الماء التي تتوسط حشيشاً زاهي الإخضرار..كانت البقرة كبيرة جداً وقد إمتلئت أثدائها بالحليب ..تجتر سيقان النبات الإخضر بينما تحاور الضفدعة التي بان عليها الضعف والتعب والهزال.. كانت الضفدعة تفكر كثيراً بطريقة تجعلها تصل الى حجم البقرة أو على الأقل الى نصف حجمها..وبينما هي غارقة في التفكير إلتفتت الى زميلتها البقرة ( زملاء مكان قرب الساقية ! يعني بينهما حدود مشتركة ) قائلةً لها : هل من طريقة تجعلني أصبح بحجمك يا بقرة !! كانت الضفدعة خائفة من ردود فعل البقرة على هذا السؤال المضحك الذي ما أن نطقته حتى شعرت بالأرتياح وكأن جبلاً زال عن كاهلها..إلتفتت اليها البقرة وبنصف نظرة قائلةً لها :: ممكن جداً يا عزيزتي وواصلت شرحها والضفدعة تصغي اليها بجميع حواسها بعد أن صفى ذهنها من ما كان يؤرقها طيلة تلك الفترة..قالت لها : إنفخي نفسك بشدة وسوف تصبحين مثلي كبيرة لأنني كنت مثلك حينما ولدت!! صدقت المسكينة كلام البقرة ونفخت نفسها بكل ما عندها من قوة ونفخت ونفخت حتى إنفجرت وماتت.. كان حزننا كبيراً نحن الأطفال وتصورنا أن الفكرة الساذجة إنطلت على الضفدعة التي فقدت حياتها بسبب طمعها في الوصول الى مبتغاها بطريقة غبية !!! ........................................... هذه الحكاية القديمة أيام الطفولة أراها تتجسد الآن بوضوح من خلال التحرشات المتكررة من الحكام الكويتيين بالعراق الديمقراطي حديث الولادة إبتداءً بفرض تعويضات مادية هائلة على العراق نتيجة غزوه الكويت عام 1990 وإستقطاع نسبة ليست قليلة من واردات نفط العراق في الوقت الذي يحتاج فيه شعبنا العراقي الى أشقاءه العرب لكي يسندوا ظهره وقت الشدائد والمحن التي يمر بها شعبنا ولا يزال في مرحلة إنتقالية هي الأصعب طيلة تاريخه الحديث بسبب الحروب والمغامرات وغيرها خلال الفترة المنصرمة والتي جاوزت الثلاثة عقود.. وفي الوقت الذي يريد شعبنا وحكوماته الجديدة الخروج من البند السابع وتبعاته المؤذية لشعبنا على كافة الصعد , تقوم الكويت بعرقلة ذلك الهدف النبيل بدواعي وأسباب واهية ! مروراً بما أشيع من تمويل مشروع سوري لتغذية أراضي في سورية من خلال تحويل جزء من نهر دجلة اليها وحرمان العراق منه ! الى المشكلة الأخيرة والتي تخص تضييق الخناق على شركة الخطوط الجوية العراقية والتي إستبشر بها العراقيون خيراً خاصة بعد إقلاع أول طائرة الى لندن من بغداد بعد توقف لهذه الرحلات دام لأكثر من عشرين عام وللأسف ما أن عرفت السلطات الكويتية بأمر الطائرة ورحلتها حتى سارعت الى رفع دعوى قضائية في المحاكم البريطانية ضد شركة الخطوط الجوية العراقية وكسبت الدعوى ( بنقود نفطها ) وتم الحجز على الطائرة والكابتن كفاح حسن مدير شركتها الذي أخلي سبيله لاحقاً بعد أن وضع في موقف محرج وكأنه أمسك به متلبساً بالجرم المشهود ! ولم تستطع بريطانيا من الإبقاء على الطائرة محتجزة لأنها لم تكن مملوكة لشركة الخطوط الجوية العراقية..لكن الكويتيين حققوا حكماً يقضي بمنع تجهيز طائراتنا في كل من لندن والسويد والمانيا بالغذاء والماء والخدمات الأرضية ( إذا إستوجب الأمر ! حسب القرار) والمشكلة قديمة جداً وتعود الى فترة سابقة من تاريخ العراق تقترب من العشرين عاماً حيث يتهم الجانب الكويتي , العراقيين بسرقة 10 طائرات حديثة من مطاره الدولي أبان الغزو للكويت ويطالبون بتعويضات خيالية بدلها علماً أن تحريات الجانب العراقي بعد سقوط النظام أوضحت أن أربعة منها سحبت للموصل وتم قصفها من قبل أمريكا حينما إحتلت العراق والستة الأخرى جرى تهريبها الى أيران وأجرت الكويت عليها الصيانة وسحبت من قبلهم الى الكويت مجدداً ونتيجة للضغوط الهائلة من قبل جكام الكويت للثأر من شعب العراق وحكومته الجديدة ولغرض الإنتقام فقط جراء غزو النظام السابق للكويت , يقوم حكامهم بتغذية روح العداء لشعبنا وتجريده من خيراته وممتلكاته مستغلين الفترة الإنتقالية الحرجة ووجود قوات الإحتلال وإنشغال الجيش العراقي بتكوين وتسليح نفسه مجدداً بتضييق الخناق علينا والعيش برغد على حساب محنتنا المؤقته مما إضطر مجلس الوزراء بأن يعلن إفلاس الشركة وتفكيكها في الوقت الذي كانت فيه الحكومة والشعب العراقي ينظرون بلهفة وإعجاب لسرعة التطور الذي حصل على شركة الخطوط والتي قامت بسرعة قياسية بإعادة تأهيل بعض الطائرات وشراءأخرى وعقدت صفقة مع شركة بويننغ لشراء 55 طائرة حديثة لتعزيز إسطولها الجوي بعد أن إتسعت رحلاتها لأكثر من عشرة دول عربية وعالمية وللأسف لم تنتهي المشكلة بحل الشركة وتصفيتها وإنما إستمرت المضايقات الكويتية بالمبالغ التي وضعوها بأنفسهم كتعويضات وهم لا زالو يدعون بحقهم المفترض وسيلاحقون العراق في المحاكم الدولية !! أنا أعتقد أن حكومتنا تستطيع أن تسير معهم الى مبتغاهم وكما يقول المثل العراقي ( أمشي وية العيار لباب الدار ) ولكن أولاً عليها إعادة النظر بالقرار الصادر من مجلس الوزراء بحل الشركة والعمل على توسيعها لتشمل جميع دول العالم في الوقت الذي على حكومتنا الجديدة الآن أن تقوم برفع دعوى قضائية في المحاكم الدولية لتعويض العراق عن فقدان أكثر من مليون شهيد بسبب إحتلال العراق ودخول القوات الأمريكية اليه عن طريق الكويت وأيضاً بسبب تدمير بنية العراق التحتية وتدمير إقتصاده ومنشآته الخدمية والمطالبة بدفع تعويضات من حكام الكويت تصل الى عشرات مليارات الدولارات وعلى حكومتنا المنتخبة عدم إغفال ذلك حتى لو تنازلت الكويت عن مسألة تعويض طائراتها المطروحة حالياً..الكل يعرف أن الكويت كانت تريد فقط التخلص من نظام صدام حسين هي وعدد من دول المنطقة وهذا الشيء لم يصبح سراً بعد أن صرح به ديك شيني نائب الرئيس بوش بقوله: حينما زرت المنطقة لم أجد أحداً من حكامها ضد إحتلال العراق وتغيير نظامه!! والآن وبعد أن تخلصت الكويت من هاجس الخوف من إسم صدام ونظامه صارت تستقوي بالدول العظمى لتحقيق أطماعها المادية في الوقت الذي قام به أولاد المغفور له زايد ومنذ اليوم الأول بمد يد العون لشعبنا من خلال إرسالهم المستشفيات النقالة سريعة الحركة والأدوية والمستلزمات وقرارهم الشجاع بتسقيط كافة الديون على الحكومة الجديدة..هؤلاء ناس وجيراننا ناس آخرين وحتى روسيا والصين وفرنسا وغيرها الكثير أسقطت نسب عالية جداً من ديونها المستحقة من أيام النظام السابق متفهمة الوضع الجديد للعراق وشعبه والذي يحتاج الى الدعم والمساندة المادية والمعنوية لكي يقف على قدميه ويسير بخطى ثابتة ورصينة مع سائر الدول المتحضرة.. ولا يسعني هنا إلاّ تحذير الإخوة الكويتيين من حرارة الدم العراقي والذي لا يقبل الذل ولا يساوم على حقوقه كافة..عودوا الى رشدكم يا إخواننا حكام الكويت والطمع نتيجته سبق وأن لمستموها قبل عقدين من الزمن حينما أغتصبت الكويت وتوزعتم على عدد من الدول.., وإدرسوا حكاية البقرة والضفدعة فهي لا زالت موجودة في قراءة الصف الثاني الإبتدائي والعاقل من يفهم الأمور ويشم رائحة الخطورة قبل وقوعها وإن من تستندون عليه في الوقت الراهن لن يدم طويلاً فهو زائل حسب الإتفاقيات الأمنية المبرمة معه من قبل حكومتنا الحالية .كونوا أصدقاءً أوفياء للعراق وشعبه فهو سندكم الوحيد وقت المحن والشدائد ولن تخسروا شيء...
#أمير_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ربع قرن على إستشهاد ..سحر بنت الحزب
-
بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الشهيد ( أبو الندى ) و
...
-
في أربعينية الفقيد الخال بدري عرب !
-
عمي جوعان يحب الحرس القومي !!!
-
الداد ... المهمة الاولى لحكومتنا القادمة !
المزيد.....
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|