|
الهاشمي ...يستحق قيادة العراق
عباس ألنوري
الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 15:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أني متأكد بأن الكثير من أخواني القراء سيكون لديهم حكم مسبق قبل تكملة قراءة المقال. وأني واثق بأن هجوماً عنيفاً أستقبله بكل رحابة صدر من بعض الذين لا يعرفون هذا القيادي الإنساني والوطني المخلص. ولدي الثقة الكاملة بأن الكثيرين ممن عملوا بقرب الهاشمي أو قابلوه وعرفوه حق المعرفة يؤيدون كلامي...لكنني لا أكتب من أجل التأييد ولا خوفاً من الوعيد ولا طمعاً بشي... وإنما أكتب تكملة لموضوع أثرته من قبل بعنوان ((من يستحق قيادة العراق)).
وهذا السؤال يطرحه المواطن العراقي الذي حاول من خلال الانتخابات المنصرمة أن يحدد شكل الحكومة وقادتها، ولكن أنقلب البعض ممن لم يحضوا بالأصوات الكافية كما كانوا يحسبون لها وكما خططوا وجندوا كثير من ممتلكات الدولة...والشعب رغم كل المحاولات البائسة أعطى صوته لم يستحقه. والمصيبة أن الجميع يناشدون الديمقراطية وينشدون لها الأغاني والأناشيد والتطبيل والتظليل ...وفي الواقع أغلبهم ضد الديمقراطية المتعارف عليها...ولديهم صورة واحدة عن الديمقراطية التي تعطيهم وحدهم الحق في السلطة...ومع هذا لم يتفقوا على صيغة معينة تؤهلهم لتشكيل الحكومة القادمة التي ينتظرها الشعب العراقي بفارغ من الصبر.
لماذا الهاشمي يستحق قيادة العراق من بين كل القيادات التي عرفها الشارع العراقي؟
لكل أعطي هذا الإنساني والوطني حقه أود أن أبين بعض الفوارق بين قيادات وأخرى دون مسميات، والأمر واضح للفطن.
- من يستحق قيادة العراق – الذي همه وغمه المواطن البسيط أم الذي يسعى جاهداً لحزبه وضمان مصالحه الخاصة ومصالح المقربين له. - من يستحق قيادة العراق – الذي وظف الأموال لمعونة المحتاجين أم الذي هرب أموال الشعب بطرق مختلفة للخارج لبناء وشراء قصور ملكية أو شركات في مختلف دول العالم. - من يستحق قيادة العراق – الذي حاول الإصلاح والصلاح بين الفئات المتناحرة أم الذي يزرع الكره والبغضاء ويشتت الهمم ويضع العراقيين في مواقع دونية حسب انتمائهم وأعراقهم وتاريخهم ومذهبهم. - من يستحق قيادة العراق – الذي يطلق سراح المعتقلين الأبرياء أم الذي يوعز بسجون سرية يعذب فيها الجاني والبريء. - من يستحق قيادة العراق – الذي وضع عشرات الأفكار للمصالحة والمصاهرة أم الذي يعد بأن عدد كبير من العراقيين لا يستحقون الحياة فيهجرون لبقاع العالم مشردين داخل العراق وخارجه. - من يستحق قيادة العراق – الذي يساعد المريض العراقي إن كان عربي أو كردي دون أن يسأل لأي مذهب ينتمي أم الذي يعطي فتات ما سرق من أموال ولمن يعطيها للبلدة التي ولد فيها...ويخلق لنا عوجه أخرى ويذكرنا بأيام الذل والهوان...وإن أعطى فعطائه بمذله...بطانية و(صوبة) والنفط مقطوع...وفناني الغاز غالية...والكهرباء ممنوع إلا لهم. - من يستحق قيادة العراق – الذي ترك حزباً من أعرق وأقدم الأحزاب وذو تاريخ ومواقف وطنية وإسلامية...فقط لأنه تأكد بأن خدمة جميع العراقيين لا يأتي من خلال فكر ضيق يحسب لجهة ونوع معين...أم الذي متمسك بحزب سرق قيادتها بين ليلة وضحاها...وأنكر على القيادات الحقيقية حقهم...وتنكر لعوائل شهداء هذا الحزب العريق والكبير في اسمه والجليل بمن فجر صوته...والأغرب أستغل المنتمين لهذا الحزب بل سرق أموالهم. - من يستحق قيادة العراق – الذي أوعز لمفوضية النزاهة بأن جميع الحسابات والبيانات الخاصة والعامة مفتوحة للتدقيق أم الذي يحمي (الحرامية) ويتستر على (السراق)...ويساهم في تسييس القضاء لبريء هذا ويجرم ذاك. - من يستحق قيادة العراق – الذي ضمن خواص كوادره من جميع أطياف الشعب العراقي وفي مناصب مرموقة أم الذي لا يعطي منصباً إلا لقريب أو خاضع وفقط لمن هم من المكون الخاص والخاص جداً. - من يستحق قيادة العراق – الذي يجول البلدان المعنية لفتح مياه نهري دجلة والفرات ويخاطب الدولة الجارة جداً جداً...بأن لا تحرم جيرانها المسلمة من أربعة وأربعون نهراً قد نشف وضاق بأهلهم الأرض بما لا يمكن زراعة خضار...أو روي الأبقار أو شحت مياه الشرب...أم الذي يغير زيه لكي يرضي الجار. - من يستحق قيادة العراق – الذي وضع مستقبله السياسي في خطر فقط لكي يقف موقف معتدل ويدافع عن حقوق جميع العراقيين في الخارج إن كانوا في إيران أو أمريكا أو في أي مكان...أم الذي تنكر لمن كان معهم أيام الضيق والحصرة أيام المعارضة أيام كان ضيفاً على دولة مسلمة جداً...والمخيمات لا تزال مملوءة بأعداد كثيرة... - من يستحق قيادة العراق – الإنساني الذي يبكي لكل مظلوم...أم المتغطرس الذي لا يهمه إلا السلطة وإن كان يرقص على أشلاء الأبرياء. - من يستحق قيادة العراق – الذي أبدى استعداده للتنازل عن جميع الصلاحيات فقط من أجل مصالحة حقيقية أم الذي قادر أن يبيع دينه وآخرته ومذهبه...ولم يتوانى من قتل أبناء مذهبه...ولكن لن يتنازل عن الصلاحيات بل يريد المزيد...ولم يسلم السلطة لأنها باتت كل شيء ...ولن ننسى من قال من قبل...لا أسلمها إلا تراب.
أخواني القراء...هل لكم المقارنة ووضع كل القيادات في ميزان ومقياس وترون من يستحق قيادة العراق...هذا ما فهمته وما لمسته عن قرب...وعن أدلة...وليس عن مشاعر وأحاسيس...فلست من مذهبه...لكنني عراقي ويشرفني أن أكون عراقي قبل أن أكون شيعي أو سني عربي أو كردي وتركماني أو سرياني أو صابئي أو أزيدي أو كلداني...الحق ...العراق للجميع ولكلٌ خصوصيته..هكذا يقول الهاشمي...ويقول أيضا أنا موظف لدى العراقيين وأكون وفياً لخدمة العراق والشعب...فأين وفاء الآخرين...والشعب أختار فلماذا أالتفوا على قرار الشعب وكسبوا الوقت من أجل إقناعهم بما ينسجون من بيت العنكبوت.
#عباس_ألنوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشكيل الحكومة القادمة ...ومعضلة رئيس الوزراء
-
هل ((تخلص العراق)) من الطائفية...
-
المجتمع الدولي قادر على حل أزمات العراق
-
فرز الأصوات في بغداد...دلالات لهيمنة خارجية
-
أين وطني؟
-
القيادات العراقية شبوا على شيء...هل يشبون عليه
-
هل يأتي يوماً ...ونتخلص من الأمراض
-
العراق سقيم ولا يستقيم
-
يوميات مجنون 1,2,3
-
فكرة عراق جديد (حديث) ... محارب من أنظمة
-
فشل الأفكار في العالم العربي
المزيد.....
-
-جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون
...
-
-لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ
...
-
تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا
...
-
-9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش
...
-
الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
-
كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
-
ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
-
نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك
...
-
دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|