أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصر القوصى - دراسة حول مومياوات الفراعين














المزيد.....

دراسة حول مومياوات الفراعين


نصر القوصى

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 15:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أن الدراسة التى نضعها أمامكم الآن , رصدنا فيها المراحل المختلفة التى مرت عليها مومياوات الفراعين من خلال العشرات من كتب الآثريين .
حيث تثير كلمة مومياء فى النفس الغموض , وعبور الواقع الى ما وراء الخيال , فالعامه من الناس ينظرون الى الكلمه على أنها جسد ميت , قديم تتلبسه الأرواح الشريره , وتجلب النحس والتشاؤم لكل من يلمسها , أو يقترب منها لذلك لم يكن الطريق أمام العلم سهلا مفروشا بالورود , حيث أتجهت الأنظار الى الناحيه التجاريه ,وفى أحيانا آخرى كانت المومياوات نوعا من اللوحات الفنيه , التى يقتنيها الآثرياء الأوربيون حبا فى الغموض المغلق بالسحر, غير أن القرن العشرين من التاريخ الميلادى أعتبر نقطة تحول فى علم دراسة الأجساد المحنطه , والذى عرف باسم ( الموميولوجى ) وأصبح فى النهايه علما له أسس ويؤدى الى نتائج قد تغير فى تاريخ البشريه كما تفيد فى حاضرها.
وقد تأكد أن ارتباط اللعنه بالمومياوات الفرعونيه , لم يكن بمحض المصادفه , أو أنه جاء من وحى الخيال بل هو سوء فهم للنصوص المصريه القديمه , ففى مقابر الدولتين القديمه والوسطى ( بين القرن الثامن والعشرين والقرن السابع عشر قبل الميلاد توجد نصوص شاعت بين علماء المصريات باسم
( نصوص اللعنه ) وهى كتابات موجودة على أوجه المقابر تهدد كل من يلمس المقبره , بسوء بأنه لن يفلت من عقاب الثعابين والتماسيح والأشياء المخيفه غير أن الهدف الرئيسى من هذه النصوص , هو حماية المقابر من المعتدين ويذكر أنه وجد داخل حجرة الدفن لمقبرة الكاهنه الطيبه (حنوت محيت) هذا النص
" يا من جئت لتسرق لن أسمح لك أن تسرق فأنا حامى المرحومه (حنوت محيت) " بجانب أن نصوص اللعنه عند قدماء المصريين لم تكن إلا لإضافة اللعنه , وذلك لإدراكهم أهمية الكلمة ,ومفعولها السحرى فى التخويف , وليس بهدف أن تتحول الى حقيقة والا تعرض كل العاملين فى مجال الآثار الى اللعنه.
وقد آتهم الروائيين والسينمائين بأنهم وراء ترسيخ هذه الفكره لدى العامه , فأول حادثه إرتبطت بفكرة اللعنه , تلك الحادثه التى وقعت عام 1699 عندما أشترى أحد تجار الآثار الآوربيين أثنين من المومياوات المصريه , وحملها معه فى باخرة الى أوربا فى عرض البحر المتوسط , هبت عاصفة شديدة فانقلبت الباخرة وغرق أغلب من فيها , فظن التاجر أن سبب هذه المحنه التى تعرضت لها الباخرة هى المومياتان المصريتان اللتان أستدعتا الأرواح الشريره لتقلب الباخرة , فقرر التاجر إلقائهم فى البحر الجميع أكد أن تلك القصة لم تكن إلا من وحى خيال الكاتب الفرنس ( لويس بنشييه) , وهى أقدم قصة خياليه تد ور حول المومياوات المصريه , ومن أشهر القصص غير الواقعيه هى محاولة تبرير غرق السفينه الشهيره تيتانيك عام 1912 بوجود مومياء مصريه ,, على سطحها وقت الغرق , وهى نفس المومياء الموجودة فى المتحف البريطانى تحت رقم 22542 بل إن الكنديين أكدوا صحة هذه الأسطورة , وأضافوا لها أن هذه المومياء أرسلت الى مونتريال بعد غرق السفينه تيتانك , وغرقت فى المياه الكنديه سانت لورانس مؤكدين أن المومياء المقصوده لم تكن جسدا ولا مومياء , بل هى غطاء خشبى ملون كان موجود على تابوت لكاهنه من الأقصر غير معروف أسمها وترجع للقرن الحادى عشر قبل الميلاد , ويبلغ إرتفاع الغطاء حوالى متر و62سنتيمتر موجود بالمتحف البريطانى تحت رقم 22542 , ولا يزال بعض البريطانين يخافون أن يلمسونه , أو حتى الإقتراب منه معتقدين أنه سيجلب لهم اللعنه والحظ السيىء .
وقد مرت المومياوات المصريه بالعديد من المراحل قبل الوصول الى علم دراسة الأجساد المحنطه , وفى القرن العاشر الميلادى كانت نظرة العالم للمومياوات المصريه نظره غريبه , فقد إعتبروها مصدرا جيدا للدواء وعلاج الناس .
وقيل أن المؤرخ العربى عبد اللطيف البغدادى ذكر أنه ظهر فى ذلك العصر طبيب عربى يدعى (المجر) , وكان يصف لمرضاه الذين أصابتهم أمراض جلديه , دواء يتكون من مسحوق بودرة عظام المومياوات المصريه , بل إن أحد أمراء أوربا وهو والد زوج الأمبراطوره الفرنسيه (كاثرين ) كانت تصيبه نوبات عصبيه وهستيريا , ولا يوقفه سوى إبتلاع مسحوق بودرة المومياوات المصريه , وسجل كاتب عربى آخر فى عام 1424 أن الناس كانوا يبحثون عن المومياوات فى المقابر , ويعلونها فى المياه تحت درجة حراره عاليه حتى تتساقط جلودها , ويجمعون الزيت الذى طفا على السطح المغلى ويبيعونه للفرنسيين مقابل خمسة وعشرين قطعه من الذهب , كما أنه فى العصر فطن أباطرة المخدرات فى أوربا الى أهمية هذه المومياوات فقاموا بشرائها لسحق عظامها , وخلطها بالهيروين أم فى القرنين السابع والثامن عشر الميلاديين , تغيرت النظرة العالميه للمومياوات , وتحولت من تدميريه غير حضاريه الى فنيه راقيه , حيث جمل أثرياء أوربا قصورهم بالمومياوات , بديلا عن اللوحات الفنيه , وكان أول رجل فكر فى ذلك هو الفرنسى ( دوكاسييه) الذى أشترى من القاهرة مومياء وتابوتين عام 1605 ميلاديه.



#نصر_القوصى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة تفضح هذه العرافة التى تسيطر على عقول النساء وتقرىء ا ...
- الشيخ لبيب أول حارس لكنوز القدماء المصريين
- لقاء صحفى مع رجل عجوز كره نفاق المجتمع وأحب براءة الطفولة
- لقاء مع عراف يعرف أسرار البيوت
- الصحافة الفرنسية تنتقد خطة تطوير مدينة الأقصر
- مات العم نوبى البطيش قاد عربة موتى مسيحى الأقصر 20 عاما
- الصحافة حينما تبرز جوهر الأماكن الآثرية القديمة
- حوار صحفى كشف جميع أوجه الغموض
- الصحافة ساعدت فى نجاح تجربة الكفاح هذه (2)
- الصحافة ساعدت فى نجاح تجربة الكفاح هذه
- ألمانيا تكرمه ومحافظ الأقصر يستولى على ارضه
- نبذة من تاريخ أشهر مدينة آثرية فى العالم
- التعاسة فى الحب
- القرى المصرية أكثر تمييزا وعنفا طائفيا من المدن
- لقيامه بتقديم شكوى الى رئيس الجمهورية
- رساله تفوح بطعم الفساد والآلم والتمييز بين آبناء الوطن الواح ...
- برنامج القاهرة اليوم والأستهانة بالشعب المصرى
- من يصنع الفتنة
- رساله الى كل آمراه مريضه بالخيانه
- المريس قضية لا تنتهى


المزيد.....




- روسيا وقطر.. تعاون بقضايا استراتيجية
- في قطر... أول لقاء بين الشرع والسوداني بعد أشهر من الحذر
- علماء: رصد أقوى -مؤشرات- للحياة في كوكب خارج النظام الشمسي
- أهالي حمص السورية يستقبلون الحجاج الإسبان بأهازيج الترحيب (ص ...
- السلطات البولندية تخفي معلومات عن الانفجار في مطار شوبان منذ ...
- سيناتور روسي: ماكرون يحاول استدراج ترامب لمعسكر الراغبين باس ...
- القوات الأمريكية تعلن تدمير منصة وقود في ميناء رأس عيسى اليم ...
- ما الذي جرى خلال لقاء السوداني والشرع في قطر؟
- فجوة بين نتنياهو وترامب مع تصاعد الخلاف بشأن إيران
- قيادي في “حماس” يكشف لـCNN موقف الحركة من المقترح الإسرائيلي ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نصر القوصى - دراسة حول مومياوات الفراعين