نور العذاري
الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 24 - 13:40
المحور:
الادب والفن
نور العذاري
جنوب الوطن المحترق
...........................................................................
في الليالي المظلمة..
أجلس وحدي يا صغيرتي على شرفتي القديمة المتهالكة كشجرة توت بري أصابها الخريف بسلطته المرعبة فأحالها أعواداً يابسة جرداء..
ايها القمر المطل من سماء جارخيتي..
من أحيائها القديمة الموغلة في القدم..
حيث تتلاشى العصور ولا يبقى منها إلا عبق امرأة سومرية هي أنت..
أجلس وحدياً كعادتي – صغيرتي الجميلة –
أدخن ذكرياتي واحتسي كأس شرابي..
وأثمل بألمي.. مع قطع الليل المظلم في بلاد لم تعد تطلع فيها الشمس..
ولا تعرف أرضها معنى الشروق..
ايها القمر المضيء في ليل حياتي..
أخرج يومياً كعادتي..
أفتش عنك في أرجاء هذه البلاد التي جوعتها الحروب.. فلا أجدك..
أصرخ باسمك فلا اسمع غير صدى صوتي..
أيتها النرجسة البيضاء الطالعة في صحراء عمري المتهالكة..
ست سنوات مضت من عمري الذي شارف على الانتهاء..
وأنا أبحث عن الخلود..
أبحث عن فرصة تسمح لي بالوصول إلى بوابة قلبك المغلقة في وجهي..
عسى أن يسمح لي قدري..
بل عسى أن تسمحي لي – يا سيدة القدر وأميرة العشق الصغيرة – بدخولها..
حينها سأحظى بكأس خلودي..
فأنت نبع الحياة..
وزوادة الروح المتعبة من الحروب..
وغاية الجمال..
بل أنت أجمل لوحة خطتها يد الله..
صغيرتي..
أيتها الصغيرة عن كل شيء إلا عن الحب..
فرصة أخرى فقط أثبت لك فيها حبي..
وأثبت فيها أنني احد رعاياك المخلصين..
بل أكثرهم وفاء وتضحية..
فأنت سبب خلودي..
ومفتاح وجودي..
وأن عبقريتي جهدها هواك..
وعجلتها أشواقي إليك..
تلك التي تلهبني وتحرقني كلما مرّ طيفك في مخيلتي..
فرصة أخرى أيها القدر الأحمق.. والمبهم الذي لا يرد..
فرصة أخرى للقائها..
حينها سأحملها بكلتا اليدين..
سأحضنها وأنتفض بها إلى السماء..
حيث الحب والخلود..
وسأقطف لها من الشمس اساور من ذهب..
وأنسج لها معطفاً من ألوان الطيف..
سأحضنها بكلتا اليدين..
كطفل صغير..
لا بل سأحملها بيدي المتعبتين..كطفلة صغيرة..
صغيرتي.. وحياتي وروحي وذاك الخافق في صدري..
سأتجرد من كل شيء..
سأذوب فيها..
سأفرغ عصارة روحي فيها..
لا بل سأحتسي شفتيها كفنجان قهوة إيطالية..
حينها ستورق أشجار عمري الذاوية الصفراء كغابة لامسها الربيع..
وستومض عيناك في الظلام..
وستتوقف الأرض والسماء..
الماء والهواء..
وتعانق الشمس القمر..
حينها لن يكون على وجهها..
إلا أنت – يا قمر الليل – وأنا – خادمك المطيع –
ووجه الله..
#نور_العذاري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟