امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 22:22
المحور:
كتابات ساخرة
في أحدى القُرى الجبلية ، حّلَ ضيفٌ ثقيل على عائلةٍ ما بداية الصيف ، وظل يومين وثلاثة بدون ان تبدو عليهِ أي علامةٍ على المُغادرة . إتفقَ صاحب المنزل مع زوجتهِ على إفتعال عراكٍ بينهما وإسماع الضيف شيئاَ يجعله يُبادر الى الذهاب . وفي الصباح وبعد ان تناولوا الفطور صاحَ الرجل على زوجتهِ قائلاً : لماذا كان الشاي مُراً وبارداً وصرخ في وجهها ورّدتْ هي عليهِ ، فقام هو وأراد ان يضربها ، وهنا وحسب المتوقع نهض الضيف وقال : عيب يارجل لا تضرب زوجتك ! ، قال الزوج : إتركني ، وحق الخبز والجبن الذي ستأخذهُ معك عندما ترحل بعد قليل ، سوف أضربها وأكسر أنفها . لكن الضيف لم ينتظر لحظةً بل أجاب فوراً : وحق الرز باللبن الذي سنأكله معاً في الخريف ، لن أسمح لك بضربها ! . وهنا اُسقط في يد صاحب البيت وزوجته فكّفَوا عن العِراك ، بعد أن كشف الضيف الذكي حيلتهما التي لم تُجدي نفعاً .
" ضيفنا " الامريكي ، كما يبدو أكثر فطنةً مما نعتقد ، وأشدُ دهاءاً مما نتصّور ، وهو مثل صاحبنا ضيف القرية الجبلية ، يدركُ " ألاعيبنا " وأساليبنا الساذجة التي لن تجعلهُ يستحي أو يحمّرُ خجلاً ويتركنا ببساطة ، بل كما يبدو فانه سيبقى جاثماً على صدورنا حتى يأكل الرز باللبن في الخريف !
#امين_يونس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟