|
رب الملوك اذا وهب لا تسألن عن السبب
داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 3013 - 2010 / 5 / 23 - 20:32
المحور:
كتابات ساخرة
مع ظهور أول إشعاعات الضوء بدء الاستعداد للحدث الكبير... فاليوم هو اليوم المنتظر... حيث تم الاتفاق علي إعادة انتخاب ملك الزبالين فلكل مملكة علي اختلاف تعريف الممالك ملك يحكمها... وتعتبر مملكة الزبالين برغم ما قد يعتقد من أكثر الممالك تنظيما ويعتبر أهل المملكة من أكثر الناس حرصا علي انتخاب ملكهم ومن يمثلهم... فهم يدركوا تماما ان من يمثلهم عليه ان يمثل كل ما يرمزوا له فهو العنوان المتحرك لهم ولذلك كانوا يحرصوا دائما علي الإدلاء بصوتهم والتصويت ... فهم يدركوا جميعا معني التصويت بل يحرصوا عليه حتى الموت كان أول القادمين هذا العجوز الذي يمكن ان يطلق عليه بحق حكيم الزبالين.... حيث طمع ان يتخذ مكان في الصفوف الأمامية واثر ان يبكر بالحضور حضر محني الظهر تحمل كن نتوءه منه سنوات من حمل تلك الزبالة وتحميلها والبحث بين الخرائب متسقطا كلمات تسقط هنا وهناك.. شيبه شعره المبكرة جعلته يخال نفسه حكيم الزمان وكان بغداد والشام وبابل تخضع لكلماته... عجوز محني تفوح من أنفاسه رائحة عطنة يختلط فيها الخمر مع كلمات جمعها من القمامة كلمة هنا وكلمة هناك أعطت لأنفاسه العطنة بعدا وعمقا وقوة لا تكذبها انف مما زاد من الحظوة الخاصة به في مجتمع الزبالين حيث ترتفع رائحة القمامة وتستخدم كمكملات جمالية خاصة بهم تتماشي مع منظورهم الخاص النابع من بيئتهم الخاصة جدا.. ولذلك كلما زادت قوة وتعطن تلك الرائحة وتلونت بها كل محيطات الفرد كلما زاد وطالت قائمة الموقعين له وكلما زاد التصويت له ولذلك تجد كل الحضور والمتكلمين والمرشحين يتفننوا في عملية التلوث والتطيب برائحة العطن أملا تجميع اكبر عدد من أصوات التأييد... أصابع مصفرة من سنوات السجائر الرخيصة وبقايا السجائر الملتقطة من كل صندوق هنا وهناك أنفاسه دائمة اللهث من طول فترات السب واللعن متقطعة بحكم إدمانه نحيف مع بروز واضح من اثر الشراب صاحب مصران غليظ ملتهب يساعده في إشعاع رائحة تختلط برائحة أنفاسه في توليفه صعب تكرارها.. وبعد ان اتخذ له مكان يتيح له إلقاء كل ما يصل له عقله من مخزون الكلمات المتعفنة التي انتقاها بعناية علي طول سنوات العمر تبعه في الدخول هذا اللزج دائم اللزوجة تحسبه بئر حلو اسود اللون معسول اللسان والحق يقال من طول نقع اللسان بالعسل ليزيد من حلاوته كوسيلة أكيدة لجذب ذبابات المكان من حوله تلتصق به وتتمايل مع لزوجته التي تصل لحد الرقاعة الممتزجة والملتصقة بالخلاعة حضر كالمعتاد يخلع علي كل من يقابله اسم يلصقه عليهم ببصقه من عسل مانحا لهم مجموعة من الطير تزين مخارجهم جميعا في تناغم ما بعده تناغم بعد فترة حضر الشملول العزيز ينط بين الجلوس وبين المقالب مستخرجا ما تطله يده ملقيا به في تحية وثبور علي الجموع وكأنه ملك الزمان المتوج فتخال انه صاحب الحفل المكان بينما هو من الدرجة المقصية من رعاة الزبالين من يلملم وراء الجموع من يحيك المؤامرات ويحرك بأقصى ما تتيحه يداه وقدماه تلك المراوح التي يهووا بها علي كل مزبلة لتفوح منها الرائحة وتتسرب يحرك الجموع التي تنحت أنفاق التسريب ليسرب الرائحة علي باقي البشر الآمنين ليعلمهم بهذا المجتمع الجديد ويصطاد الزوار ليجندهم مع عربات الزبالة السارحة ومقالب الزبالة الثابتة علي كل لون وشامل لكل فعل معتز بكل ما أتيح له من مواهب الضباع مفتخرا دائما بان رضع من لبن الضباع وعاش علي الجيفة فاكتسب المناعة وحصل علي العلم الشامل من مجتمع الحيوان القوي وعند انتصاف النهار بدأت من يحسبن ضمن نوع نون النسوة بالحضور تتقدمهم السلطانة تتبعها الرعية غير منقوصة فقد اتفقوا جميعا علي ان يكون دخولهم جماعي ليكون قوي الوقع والتأثير... كانت بعد النور الساطع والسلطنة هذه المتمايلة المتخيلة إنها صاحبة أي شيء فاتن وان فاتها ان تواصل كفاحها ضد عوامل التعرية والسن تتمايل محاولة التشبه بأنوثة سقطت عنها من كثرة التنمر... تلبس هذا الفستان المفضوح الذي يحاول إظهار بقايا صدر ممصوص تهدل من سؤ الاستخدام تضع طلاء أظافر احمر ما اخفي صفرة السجائر وان أخطأها النظر ما اخطأ السمع صوتها الأجش الذي قضت السجائر علي اي مسحة أنوثة به مثلما قضت عوامل التعرية بين الأصدقاء وجبروت السن الذي تعاني في أزالته المساحيق دخلت تمسك في يدها اليمني صديقتها القارئة المتأنية المتابعة المثقفة التي تبارك كل ما يتم جمعة وإعادة تصنيعه وتوزيعه من القمامة أول من يصوت لكل زبال مجد في عمله ناشر اكبر كم من قمامته مزين المكان بها ومعبق كل مكان برائحة تزكم الأنوف.. الحق يقال جريئة مواظبة ولونها واضح وإدمانها للمكان والمقلب لا ينكره الا أي إنسان غاوي حمام واغتسال متخلف متطهر مؤمن ممتلئ بجهل أصحاب الإله كارهي الزبالة والزبالين.. مازال بها بقايا من صورة قديمة يصعب التكهن بلونها واتجاهها وان كانت السنون نالت منها وأسقطت الكثير من الشعر وفارقها الكثير او القليل لا احد يدر من الجمال مع أسنانها المتساقطة فما بقي لا من الجمال او الأسنان الكثير قصيرة مكتنزة ورأسها مثل كرة القدم تستطيع بها ان تنافس ريال مدريد وتزيد... وبيدها الشمال تمسك الفاتنة بابنتها من المزبلة حيث تبنتها بعد ان لمحت نبوغها الملحوظ وفجورها الذي لا يخطئه حتى الأعمى زهرة الجلنار التي أطلقت عليها اسم قارورة الزبالين بعد ان خلعت عنها الاسم الذي لا يليق بالمكان والزمان والرائحة تلك الشعنونة المجنونة ذات الشعر المنكوش والنظرات النهمة التي تعري النساء قبل الرجال بنظراتها الشهوانية التي لا يطفئها شيء وتعطشها الدائم للسب وكأنه الحلوى التي تعيش عليها ابنه بكل معني الكلمة فمن شابه أمه ما تاه تتابع الحضور فوصلت كل الآمال مشبعة بعبق دهور العطنة تتبعها نانا تحمل كوري والزينة مؤتنسة بعدن وشرق وغرب بداري يوسف وعلت صيحات المترصد والمتتبع يتمايل علي عصي المايسترو الكامل الكل تجمع في المقلب الكبير محاطين بكل ما جاد به الغرب الكريم من الزبالة ليحتفلوا بانتخاب مليكهم وزعيمهم وتاج رأسهم وصلاح أمرهم ملك الزبالين زعيم الزبالة مفجر كل مجاريها ومحرر كل الجرذان والأفاعي حامل لواء الأكثر عطنة هو الأكثر قربا للملك الإنسان الذي يتعفن يوميا من اجل ان يخلق مجتمع لا يدخله أي ضوء مجتمع لا يشيبه أي رائحة تزيل عطنته وعفنه الذي يبنوه بتؤدة وصبر وأخيرا ظهر ملك العطنة إمبراطور القمامة الملك المتوج بلا منازع علي ينابيع المجارير وكل ما تفيض به من لفظ ورائحة وكلمة متعفنة دخل متمايل متبختر كلما هز عباءته انطلقت من ثناياها مخازن الرائحة المنتجة بقوة من تخمر كل ما جال وما لم يجول بالخاطر في تلك المعدة .. القي التحية بسيل من الكلمات تحسبها سباب ولكنها وصف كامل متكامل للأصدقاء ... يطرب له قولونهم فقد استبدل بالقلب في احد التجليات الصالحة التي اقرها وصوت عليها باعلي نسبة واقوي نسبة كل من اسقط قلبه في رجليه واستبدل بالروح فخذيه ... أطلق السباب بصوته الأجش المتجحش تمايلت له حتى الغربان والتفت له حتى بوم الغابة من قوته ووضوحه فهو الأقوى في كل تلك الصيحات فقد تدرب عليها ليعلوا بها علي أصوات تؤرق منامة يطلقها أصحاب العباءات تنفضه مثل منفضة السجائر خمس مرات يوميا ولذلك اخترع صيحات الجحوش كرد قوي ابي علي صيحات المتخلفين الخمس ناعقات فأصبح له هو عشر ناعقات شداد تعلوا علي كل نعقه هنا او هناك وخاصة ان نعقاته تفتح أبواب قولونه الملتهب فتمزج الصوت بضبابيات تتزامن مع فتح المجار ير وامتزاج الروائح لتغطي علي كل متطهر بزخم اقوي المجارير مصلحة بها كل قيم معوجة تعالت الهتافات مؤيدة وأخيرا أعيد انتخاب الملك والنتيجة 99 و 100 مصوت 100 فردوا الملاءات وصوتوا وملئوا الطرقات ردحا من الزمان ومن يقو علي مقاومة أصحاب المقامات العالية وأخيرا ظهر للأخر صوت أخيرا خضع انحني وقال ارحمونا اعملوا فينا أي شيء ولكن أغلقوا المجارير أغلقوا المجارير لا قبل لنا بالرائحة
وهنا ابتسمت الجموع وحملت الزعيم الصالح علي الأعناق فقد اخضع كل قوي ولذلك انتخب ملكا وسنستمر في انتخابه ملكا فهو بحق ملك المجارير وزعيم الزبالين
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل هو خلق جديد ام تعديل وتحسين Wait $ See
-
فلتعبد حتي الحجر لكن لا ترمني به... جميلة العبارة يا تري فهم
...
-
ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة 4
-
كيف نفهم رؤيتنا للامور وتوقعاتنا واختلافاتنا
-
عيب يا نجار كنت احسبك اكبر من هذا
-
ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة 3
-
جوار الاصدقاء بحث داخل الذات
-
ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة 2
-
ومضة غريبة بتقول انا اسد
-
ان اردنا عبادة الانسان فلنعبد من علي رأس قائمة الاعلي تاثير
...
-
ومضات وتجليات وتفكير قد يكون من غير لزمة وفك ازمة
-
حفلة امريكية في حديقة الازهر المصرية
-
اختلاف البيئة وتأثيره علي الفكر والنظرة للمرأه
-
الختام في الفكر والعلوم الانسانية والدين
-
الفهم
-
اختلاف العلوم الإنسانية عن العلوم الطبيعية والعلوم الدينية
-
مقالتك سيدتي ادت لتداعيات اثارت كل الشجن, شكرا استاذة انتصار
-
ما هي حقوق الانسان وما هي الاخلاق سؤال للسيدة الكريمة قارئه
...
-
دعنا نصوت علي الدعوة لانهاء الدين في المدارس
-
ان اثبت كيف ساكون اول من ينادي معك الغوا الاديان
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|