أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - صمت














المزيد.....

صمت


هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 21:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



فيما يسمى الفردوس بالنسبة للمرأة والذي ما زال يعنى ويدل من باب الدلالة المقصودة و العصية على الأعراب في علم اللغات فالفردوس اليباب أصبح مفقودا"في تلك المملكة بدون تاج ولا عروش ،هناك حيث تكبر تنتظر التتويج ، يريدون لها أن تنسى لغة الكلام وتلوذ بصمت من ذهب ،وإن أتيح لها أن تتكلم فعليها أن لا تفكر بالكثير كي تقوله فما من وقت هناك للاستماع، لكن هنا ليس على طريقة إن كلام الملوك لا يعاد .بل على مذهب إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب .ومع تعدد المذاهب وأئمتها يختار لها أكثر المذاهب حنبلية في علم الكلام وأنسنة واقعها المشتهى لا الذي يجب أن تعيشه.
وتتعدد الأحوال التي تحتاج بها المرأة كي تتحدث و تختلف التعابير ولكن الصمت واحد ، صمت بات له قوة الضجيج المزعج يطبق على المكان ويحول المرأة الى مصغية له، تنتظره ، وترتاح لقدومه أو هكذا يترأى لها ولو من بعيد،وعندما تتعدد أحوال الوقت الذي تحتاج به للكلام و التعبير عن الكلام ، تتوه الأجوبة قبل أن يطرح السؤال عليها كيف؟ ولماذا؟
عند الحديث عنه ،عليها أن تبقى صامته وأن تتغنى بمحاسن هذا الوضع التي عليها أن تتحمله مثقلة بما يقال وبما لم يقل بعد . تعرف تماما" ما عليها أن تبرر لشريكها ما يقوم به، وفي نفس الوقت أن تبقي على صمتها المطبق فهذه حسنات ستضاف الى كفة الميزان في أخر المطاف لدنياها هذه وإذا ما تسنى لها أن تسأل عن دنياها التي تعيش فالجواب جاهز ، دون أية إضافات .
دنيا فانية يا ابنتي ،كل ما عليها فان ،
ويظل الصمت يلفها حتى ليخال لها أن يوم الدين قد إقترب، وتهدأ النفس التي ولجت عوالم كيف؟ ولماذا؟ وتعود الأمور الى رشدها بعد ساعات من التيه .
تترك المرأة نفسها وروحها تحوم كما الفراشة حول قنديل شح زيته،وتقرر أن تنسى ولو قليلا" ما تسببه الأفكار من دوران في الفراغ التي تعيشه .
من أجل أن تظل محافظة على النسيج الاجتماعي الذي نسج حول شرنقتها كما تنسج دودة القز الحرير الطبيعي ، بات هذا العالم يخصص المزيد من الوقت كي يفرز كل يوم لها المزيد من المسؤوليات التي تقع على عاتقها هي لوحدها ،عليها أن تكون حذرة على العلاقات الاجتماعية ومتى متانتها وأن تحافظ دائما"عليها من التلف أو أن يشوبها الصدأ ، عليها أن تبقى مستيقظة دائما" خوفا" على الأدوار الاجتماعية من التبدل أو التغير ولو قليلا" ، فهذه الأدوار هي الأخرى ثابتة تمتد من بداية غير معروفة تماما" الى ما لا نهاية غير معروفة هي الأخرى سوى بما يقال ويتخيل عنه في يوم الحساب الذي سوف لن تحمد عقباه لها ،على المرأة أن تبقى بعيدة عن كل هذا ، وأن تدور وتدور حول العديد من الأسئلة و تنظر في كل الاتجاهات دون أن تتقدم ولو خطوة واحدة فمكانها عليه أن يبقى ثابت لا يتغير هو الآخر ، وهذا الحال يبقى قائم في كل الأوضاع ،إن اختلف المكان بالنسبة للزمان لديها و إن اختلف الزمان و المكان سوية تجاهها ، فمخارج الأفعال واحدة كما مخارج الحروف التي تعرفها وتعرف جنسها ولونها وشكل ضحكتها، و إن تبدلت الأدوار، عليها بصمتها تجاه نفسها وعليهم بجسدها وما حوله، وما له وما عليه ،هي تنكمش على ذاتها وهم يتمددون في كل الاتجاهات حولها ، وإن أحبت السؤال عن ما يدور في هذا العالم فالصمت جاهز للجواب .
كثيرة هي الكلمات التي عليها أن تتشبث بها ، وكلمات أخرى عليها أن تمحيها من قاموس الذاكرة خوفا" من ان تستعاد يوما" وتطفو على السطح، خوفا" من الوقوع في الممنوع ،.ومن أن تمر بعض الكلمات من بين حدي مقص الناظر والمنتظر لها في صدر المملكة المتوجة على عرشها في عهود النسيان و الصمت الرتيب .
هكذا هي إذا" خلقت من أديم التراب والماء وجبلت بالهواء إكسيرا" لنفخ الروح بها،ليس عليها الخوف من السقوط ،ستتلقى الأرض قدميها ،وتعاود الكرة تلو الأخرى لتصعد من قاع الماضي السحيق وترتمي في أحضان السكينة و الهدوء التي بناهما الصمت لها وهي ما تزال تطرح السؤال بعد الآخر كيف؟ولماذا؟ وتستمع لرنات صوت وضجيج صمت يلف الكون بها ويمضي......



#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف القوامة
- نصف الدين
- علاقة ملتبسة
- مغادرة الجسد
- تعلم...
- عندما يكتبون
- تأمل
- ما بين الفطري و المكتسب
- فقر المرأة
- بين المجال و المدى
- منظومة قيم
- في البعد النسوي
- حقوق منقوصة
- بقايا الصوت
- خلف الأبواب المغلقة
- نقطة النون
- انضباط أخلاقي
- صابرات بعنف
- اكتساب مهارات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- قوات الدعم السريع تقتل الصحفية السودانية حنان آدم
- اليمن: عشر سنوات من المأساة
- ما نصيحة رائدة أعمال إماراتية بمجال العافية للنساء العربيات ...
- عائلة امرأة تركية أمريكية قتلتها إسرائيل ستلتقي بلينكن
- أطعمة طبيعية لتسكين آلام تعاني منها النساء
- نساء كركوك يقدمن مسرحية صامتة عن زواج القاصرات
- اسمه باتمان ولم تغنه 20 زوجة عن اغتصاب بنات 9 سنين.. الحكم ب ...
- الشرطة الكينية تفرق احتجاجات ضد ارتفاع حالات قتل النساء.. مس ...
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة لعام 2024 وشروط التقديم ...
- بعد زيادة قيمة منحة السياحة حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - صمت