مسرحية الرباعي الموسيقي : بهجة الشياب في بيت المسنين

عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 17:09
المحور: الادب والفن
    

علي مسرح Lilla Scenen المسرح الصغير في مسرح مدينة ستوكهولم Stads teater تعرض مسرحية الرباعي الموسيقي تأليف الكاتب الانكليزي والمولود في جنوب افريقيا رولاند هاوارد ومن اخراج لينا مانسون وتمثيل نخبة من نجوم التلفزيون السويدي غيرد هيغينل، أولوف تونيري، ماج بيترغرين، لارس ليند. المكان عبارة عن بيت المسنين والمتقاعدين.. الرباعي كانوا اصدقاء عمل وموسيقيين ومغنين في دار الاوبرا السويدية.. يبدأ المشهد الاول والكل في غرفة الملحن غيرد وعيد ميلاده والموسم خريف ويكون اللقاء مليء بالمفارقات والمشاحنات والمواقف الكوميدية، والملحن ممنوع عليه تناول الحلوي حتي في عيد ميلاده وكل انواع السكريات، بين لحظة ولحظة يتصرف كالاطفال ويصرخ في عاملة ومسؤولة البيت لمنعه من الحلوي. تدخل ماج وكانت احدي صديقاته أيام زمان وهي تجلب له هدية الميلاد ولكنه يقول لها نسيت اجمل هدية هي ان تجلبي لي علبة مربي المشمش، وتذهب وتجلب له علبة مربي المشمش، يفتح الباب ويصرخ بمديرة البيت انظري علبة المشمش فيغيظها، في كبر السن يتصرف الجميع كالاطفال في مواعيد الاكل وكذلك في الحوار ويسود الخصام والصراخ والتقاطع فيما بينهم، كل واحد يتخاصم مع الثاني، هناك مواقف طريفة ما بين اولوف وزوجته المصابة بداء النسيان واحيانا تتصرف ثم تنسي ما فعلته وماذا تريد، ويستقبل الجمهور كل حواراتهما بالضحك ويسود جو المرح والكوميديا والشخصيات ومواقفها تخلق كوميديا الموقف وسلوك الاشخاص، حوار ساخن يسود مواقف الجميع يتفق الجميع علي تقديم حفلة موسيقية مع الغناء الاوبرالي، ولكن دون علم ادارة الدار لكون القوانين الصارمة في الدار تستوجب النوم والاكل في اوقات مناسبة ودون اي ضجيج وازعاج للآخرين، تبدأ التمارين والبروفات الموسيقية، في الليل يلتقي الجميع في غرفة الملحن يجلب اولوف جميع الملابس والازياء الخاصة بالعرض، ملابس قديمة يحتفظ بها في حقيبة قديمة، ماج تقرر ان تقوم بعملية المكياج للجميع، والكل يبحث عن الملابس ويختار الملابس المناسبة للعرض المسرحي ـ الاوبرالي. المؤلف رولاند هاوارد هو مؤلف فيلم البيانست للمخرج بولانسكي وهذا هو العمل الثاني له خلال هذا الموسم في ستوكهولم، يقرر الجميع علي انفراد حفظ الادوار والحوارات، واذا بماج ترفض البقاء معهم وتقرر الذهاب الي البيت وتبدأ بالهذيان وتحاول الخروج وعدم المشاركة في العرض وتقرر الذهاب الي البيت وتنسي وجود زوجها معها، والكل يبدأ باقناعها والحوار معها وخاصة زوجها والمشكلة انها مصابة بداء النسيان وبعد ذلك تستفيق وتقرر المشاركة بعد حوار الزوج معها واقناعها، ويبدأ العرض من خلال مسرح داخل مسرح والجمهور هم نحن والعرض عبارة عن غناء اوبرالي من القرن الثامن عشر وقد أمتعوا الجمهور في أدائهم الرائع والدوبلاج المتقن والانسجام مع الاغنية من خلال ضبط ايقاع ومفاتيح الشخصية وكذلك التعبير والحركات المنسقة.
كان أداء الجميع مبهرا وخلابا واذا بهم يسرقون المتلقي، وبدأنا نحن ننشد معهم ونصفق للكثير من المواقف الفريدة ونطالب باعادة العرض المسرحي الغنائي مرة اخري واستمرار اللعبة المسرحية المتقنة والمبرمجة، هؤلاء الرباعي اول مرة يلتقون في عمل مسرحي، لان كل تمثيلهم في التلفزيون وهم نجوم معروفون واستطاع الرباعي الموسيقي تقديم اجمل عرض غنائي اوبرالي وبرزت كل طاقاتهم ومشاعرهم الحقيقية والحالات الوجدانية والعاطفية، واستطاعوا شدنا وانسجمنا ورحنا نحلق في رحاب الرباعي ونصفق احتراما وحبا وتكريما لهؤلاء الممثلين الرباعي الكبار في السن وفي الاداء، والمسرحية لها دلالات وقيم بحيث يجد الجمهور السويدي المتسع الكامل لمشاهدة مثل هذه العروض الممتعة والخالية من أي تشنج وشد للاعصاب. عمل مسرحي ذو قيم انسانية ومدلولات تؤكد ان الفنان صعب ان يعيش بعيدا عن عالمه الفني حتي في الكبر.

#عصمان_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات