أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة السمان - أربع رسائل














المزيد.....

أربع رسائل


غادة السمان

الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


1
رسالة الحب / الكراهية

أعلنت ليلى الأخيلية أنها لم تحب قيس يوما !
هو يأتي طلبا للنار ، وهي ترغب في الرحيل ،
لاكتشاف الجانب الثاني للقمر ...
أعلنت شهرزاد أنها سئمت ذلك المختل المهذار شهريار ، فأودعته في المستشفى الأمراض العقلية
وتركته على أريكة طبيبه النفسي يحصي شهيداته ، وعقده النفسية
وجلست تكتب الروايات كما يحلو لها ، دون أن تسكت حين يطلع الصباح ..
شهرزاد، ذبحت الديك الذي الذي كان يصيح لتسكت!
ذبحت السياف الذي له هو أيضاً وجه شهريار !
عزة قالت لـــ ((كثير)) إنها لا تحب أشعاره
وانتسبت إلى كلية الطب بعيداً عن ثرثرته !
عبلة قصت شاربي عنترة حين جاء يقص أظافرها،
ويرغمها على أن تكون شبيهة بصورتها في أشعاره !
الخنساء تعبت من رثاء صخر عصوراً ،
وها هي تكتب قصائد الغزل في شبان القبيلة !
ولادة بنت المستكفي هجرت ابن زيدون ، وانتقلت
من البكاء على صدر الحبيب إلى البكاء على مصير الوطن !...
كليوباترة أعلنت أنها لم تكن تنوي الانتحار ،
لكنها أخطأت بين ذكورها وأفاعيها !...
و((شجرة الدر )) ندمت لأنها قتلت زوجاً
كان قد مات من زمان !
فكيف يدهشك أن أقول لك وداعاً
وأذهب في رحلة حول العالم – الذي لم تعد محوره –
كمن يطبق الباب خلفه بهدوء
ويستنشق الفضاء ، في نزهة على خط الأفق ؟

***
2
رسالة إلى من يكتب الخواء

يا لرسائلك المطولة القاحلة ..
لماذا لا تكتب أقل .. لتقول أكثر؟ ..
لماذا تثرثر كي لا تقول شيئاً حقيقياً؟ ..
ولماذا لا تهجرني .. وتكف عن الكتابة لي ..
بصمت يشبه صرخة انفجار القلب؟ ..


3
رسالة إلى الزمن


بالحب وحده أتحداك بين آن وآخر ، فتنتصر وتهزم الحب أمامك أيها الزمن .
ها أنا أخط رسالتي إليك لأعترف لك بأنك سلطان العالم . تحيا لتميت الأشياء كلها بإتقان ، تعلمنا ، وحين نستوعب الدرس تقتلنا . .
في ضوئك يبدو العمالقة أقزاماً أو العكس . .
ها أنت تخلط الأوراق كلها .
فأعي أنني طالما حاربت أشخاصاً ينتمي قلبي إليهم ،
وصادقت أشخاصاً أمقتهم !
لقد بدأت أستوعب جيداً دروسك كلها ،
فهل يعني ذلك انه جاء دورك لقتلي ؟
ولماذا تقدم الموت لتلامذتك كلهم كهدية في "حفلة تخرج

***
4
رسالة إلى الطين والغمام

حين أنام أكون قد استيقظت جيدا ً ..
لأركض في دهاليز كوابيسي ، إلى أوطان أحبها ..
وقد خلعت أقنعتي وأضرمت النار في قفازاتي البيض وجواربي المهذبة نصف الشفافة ، وحذائي الأنيق .. وعدت طفلة عارية القدمين على أبواب الحنين ، تمضي إلى الغابة بجعبة مليئة بالفرح وإشارات الاستفهام ..
تريد أن تراقص الفراشات ، تمتطي البجع ، تقفز مع ضفادع ملونة وجنادب حمر الأجنحة ، وسناجيب لطيفة صغيرة
وتريد أن تسأل الذئب ،
هل أحب جدتها ذات يوم حبا ً مريرا ً حتى الالتهام ؟
أريد أن أغادر صحوي اللعين المروّض
كي أدخل في براءة صدقي ودهشتي ..
تعيس أنت أيها الشقي لأن شيئا ً لا يشقيك ..
تهرول من مولدك إلى نومك إلى مرضك إلى موتك إلى حفل تأبينك ، فإلى نجاحك دون ان تحين منك التفاتة إلى سلالم الضوء والظلام المخاتلة ، ومروحة المتناقضات الملونة المفروشة على طول الأفق .براعم الغروب الوردية وعد بحكايا الليل الغامضة ولا تراها ...
ولا تنصت إلى صوت تنفس برعم او احتضار نجمة ..
ولا تسمع بكاء الحيرة المرير في قاع روحك ..
والصرخات المكتومة للمجنون الذي قيدته بإتقان في سراديب أعماقك ..
وأشواق بومتك للطيران الليلي إلى اللانهايات ..
مثلك أنا ، كائن من طين ، ولكنني أرفض الاستسلام لقدر الخزف فوق ملاءات المخمل والحرير .
بعد تطويع النار .. ترانا نفلح في اختراع مصير آخر لطيننا ،
لنرحل معا ً فوق قارات الغيوم اللامتناهية ، وننسى أرجلنا الغارقة في الطين يا رجلا ً من غمام وخرافة وطين ؟
منذ اللحظة الأولى حين أحببتك ،
وأنا أحاول أن أتعلّم لغات صمتك ،
لأخاطبك بلا صوت .. فلا تسمعني ؟
أيها الشقي ، ألا نستطيع أن نتكاره بمحبة ؟



#غادة_السمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من ياسمينة دمشقية
- في اليوم العالمي للمرأة . . . .
- ليل الغربة
- أيها البعيد كمنارة !!
- مقتطفات من ((الرقص مع البوم ))
- و ها أنا أنساك . .
- مساء الحزن
- صباح الحب
- حب من الوريد الى الوريد
- خيط الحصى الحمر
- كوابيس بيروت - 60
- فزّاع طيور آخر
- كوابيس بيروت 23و35
- كوابيس بيروت 12و13و16
- كوابيس بيروت 2,3,4,6,10,
- هاربة من منبع الشمس
- رسالة الدكتور جيكل والمستر هايد
- سفوح جسد
- ترقبوا أسراري العاطفية في مذكراتي
- هاتف ليلي


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة السمان - أربع رسائل