أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - طبيعة الإنسان العراقي















المزيد.....

طبيعة الإنسان العراقي


جنبلاط الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 3002 - 2010 / 5 / 12 - 17:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



لم تزل قراءة طبيعة الإنسان العراقي تفتقر الى العديد من الإلتفاتات الناضجة والعميقة لتلبي مطلب الإستيعاب الكامل,وذلك يعود الى جملة من الأسباب,منها,التغيرات الخارجية التي تتسابق في الظهور وتبادل الأدوار.فلسنا في موضع علمي يتيح لنا تخصيص شخصية عراقية واحدة من ثم دراستها,وهذا ما اذهب اليه دائماً واشدد عليه,ومن جهة اخرى تمحو هذه التغيرات الإستقرار في الشخصية الواحدة لنجد فيها اشكالاً متنوعة,ويشمل هذا الأمر الطبيعة البشرية برمتها.لذا نرى ان دراسة طبيعة الإنسان العراقي بنحو التخصيص الفردي والمعمم تمثل رؤية خاطئة وغير دقيقة.فنحن لا نملك رمزاً واحداً يمثل جميع الفئات العراقية من ناحية التوجه النفسي,فضلاً عن اختلاف المراحل العمرية والتي تبدو بها صورة الإنسان متباينة ومتنوعة.من هنا اذا اردنا استخدام مصطلح -الشخصية العراقية- فيجب علينا ان نمارس بحثنا وفق المعطيات التي تبرز لنا ما يعم ويظهر على انه الأغلب في هذا المجال,بمعنى اخر,ان هناك شيئاً نستطيع ان نطلق عليه -طبيعة الشخصية العراقية- ولكنه اعم واغلب وليس شامل ومطلق.وفي حال ازاحة هذا العارض يمكننا ان نقوم بدراسة اجتماعية حول هذه الطبيعة لغرض فهم سلوكها العام وتحديد سلبياتها وايجابياتها ضمن ما يرتئيه الواقع..

الشخصية العراقية..

تعرضت الشخصية العراقية الى الدراسة والتمحيص من قبل بعض الباحثين,ولكن الضوء كان مسلطاً دائماً حول الجوانب السلبية في هذه الشخصية بالإضافة الى رميها ببعض الصفات بنحو المبالغة,مع عدم الإكتراث الى المحيط الخارجي وتأثيراته في الطبيعة البشرية.وفيما لو جردنا المجتمع من جميع المؤثرات فسوف لن نقف على اية صفة او ظاهرة يتميز بها اي انسان,وهذا يدل على ان المؤثر الخارجي هو من يقوم بصياغة الفكر وتحويل الخيالات من جانب الى اخر.لذا يفترض بنا في حال محاولة فهم الطبيعة التي يتصف بها الفرد العراقي ان نوجه النظر الى الظرف المحيط,والمسلسل المتكرر من الأحداث الصعبة والمأساوية.حيث اننا نجد اغلب الأفكار التي نطلق عليها بالسلبية تولدت نتيجة الحروب المتكررة والإنقلابات الطارئة في الوضع الإقتصادي والسياسي.وعلى سبيل المثال,فأن القلق واحدة من ابرز الصفات في الشخصية العراقية,اضافة الى رد الفعل العدائي (الإنتقام),وحب الظهور الممتزج بالنرجسية,وحب الهيمنة والإستقلال,والتحول المفاجئ,وهذه الصفات تمثل حقيقة الملامح التي تميز الشخصية العراقية,وليس لنا ما يجوز ان نجعلها نابعة من عوامل فيزيولوجية,لأن حقيقتها مرتبطة بطبيعة البيئة الخارجية,وشروط التفاعل مع هذه البيئة متوفرة لتكون نمطاً خاصاً تنفرد به هذه الشخصية.ربما يختلف مذهبنا الذي اتجهنا اليه مع بعض اراء ونظريات علم التحليل النفسي,فهناك من يرى وجود الوراثة للخبرة المكتسبة عبر الأجيال المتعاقبة,وهذه الخبرة تورث عن طريق -اللاشعور- الذي يحتضن الأنا.وفي الواقع ان هذه الرؤية التي تبناها -كارل يونج- لم يقم عليها الدليل العلمي كونها بعيدة عن سلطة الإدراك الحسي,وهي اشبه برؤية اغريقية قديمة ترى ان تعقل الأشياء في الذهن الإنساني يحدث من خلال وجود عناصر مشابهة ضمن محتوى النفس,فالسماء عنصر موجود في النفس ومن خلاله ندرك السماء في الواقع الفيزيائي,وهكذا مع جميع الأشياء في هذا العالم.ان المذهب الذي يعتقد بوراثة التجارب المكتسبة يقصي حق الإرادة الحرة عند الإنسان,ومن الطبيعي جداً ان لا نتفق معه,ذلك اننا لم نجد انساناً يتعرف او يحب اشياءاً لم يلمسها ويدركها بصورة طبيعية.اشرت الى هذا الرأي بسبب فهم البعض طبيعة الإنسان العراقي بهذا النحو,وحقيقة ما ذهبوا اليه كان عدم اعطاء اية قيمة واقعية للتلقين والإنطباع الذهني واكتساب صفات المجتمع,خصوصاً ان المجتمع العراقي متطرفاً الى حد كبير في قضية وراثة الأطباع (بالإكتساب)واتخاذها كمنهج في الحياة العامة,وهذا التطرف لم يكن وليداً للصدفة وانما كان نتيجة النقد اللاذع الذي يشكل جزءاً من شخصية الفرد العراقي,كما وانه بمثابة الظل الذي يرافقه اينما ذهب.فعندما يوجد النقد يوجد الإحتراز والسير في المسلك المطلوب.ودليلنا على هذا الأمر ملاحظة الكثير من التناقضات في الأعراف والتقاليد التي يؤمن بها الفرد العراقي على انها غير صالحة للعصر وغير ناضجة ولكنه من جهة اخرى يتخوف من التصدي لها واعلانه التخلي عنها,وما لا يثير الإستغراب ان نجده يمارسها.وهذه القضية واحدة من الأسباب التي جعلت الشخصية العراقية تظهر وكأنها مزدوجة,بينما هي اشبه بصدور الفعل في حال -إنتفاء البديل- .فالفرد العراقي ذو طبيعة قلقة وليس لديه قدرة على تحدي المجتمع لأنه يعلم بتبعات انية ومستقبلية لا يستطيع مواجهتها.لذا يبقى في الدائرة المرسومة حفاظاً على ذاته من ان يُنبذ ويفقد قيمته الإجتماعية.هنا علينا ان نبين جذور النقد واسبابه كونه يشكل الأساس الأعمق في خلق التطرف,وقد يكون النقد سلبياً من هذه الناحية الا ان له ايجابياته الكثيرة التي لمسناها على ارض الواقع.فعندما تعرض المجتمع العراقي الى الحرب الأولى والثانية وما رافقها من نتائج كالحصار الإقتصادي الذي استمر لسنين طويلة,كانت هذه الوقائع كافية في ان تدمر هوية اي شعب في العالم وتمحو ثقافته,ولسنا في هذا الجانب مبالغين الى حد القول بأنها لم تؤثر في الطبيعة الأخلاقية في مجتمعنا,على العكس من ذلك,فقد ساهمت هذه الوقائع في تشظي البنى الفوقية لدى الفرد العراقي,ولم تبقى في مخيلته سوى الأسس والمنطلقات التي احتفظت بها ذاكرة العرف الإجتماعي,ولكنه عندما شعر بسيره نحو نهاية قاسية باشر بالعودة مجدداً الى اعرافه وتقاليده التي بدت غير مستجيبة مع الواقع انذاك,وقيامه بالموازنة بين الطبيعة الأخلاقية والأحداث المأساوية وما تفرضانه من شروط ادى الى انجاز عمل رائع لإبقائه في موضع المتحفظ والمتزن.نفهم من خلال ذلك ان النقد قد ساهم في ترسيخ وتثبيت المفاهيم الأخلاقية في الشخصية العراقية الى درجة حسبانها قيم مقدسة تسمو الى مرتبة حساسة لتتجاوز القيم الدينية.وجواباً على ما اثرناه حول جذور النقد واسبابه في المجتمع العراقي,فالتراث يدلل على انه يعود الى الحقبة السومرية ولم ينشأ في المراحل المتأخرة او الحديثة.اما اسبابه,فقد جاءت نتيجة التفاعل الذي حدث بين التطور الحضاري وكثرة النبوءات الدينية,وهذان الأمران يشكلان العمق الفكري والثقافي الأساس في طبيعة المجتمع العراقي.



#جنبلاط_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في تصورات علم النفس الغربي
- عجز التقدم في العقل العربي
- علم النفس في المجتمع العراقي
- الانتحار
- الانفعال السلبي(الايذاء)
- الاخلاق ونظرية الرقيب الغيبي
- دراسة في ظواهر المجتمع العراقي
- (عقيدة الثالوث)
- الاديان والطوطمية -نحو معرفة جديدة
- أوهام علي الوردي-2-
- أوهام علي الوردي
- الأسس العلمية في دراسة المجتمع العراقي
- مبحث حول الازدواجية الشخصية
- ثقافتنا!


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - طبيعة الإنسان العراقي