أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر عبدالله صابر - وكفى ... بالموت واعظا














المزيد.....


وكفى ... بالموت واعظا


نادر عبدالله صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3000 - 2010 / 5 / 10 - 19:34
المحور: كتابات ساخرة
    


أقتضى مني واجب الصداقة ان اذهب واشارك بمراسم دفن والدة صديق عزيز .... هناك في المقبرة كان خلق كثير اتوا مثلي ليقدموا التعازي والمواساة لذوي المرحومة,, وبعد الأنتهاء من مواراة التراب عليها ودفنها,, تقدم شخص مربوع القامة اشيب الشعر كث اللحية وصرخ (أو بالأحرى زعق ) بالمتواجدين طالبا منهم الجلوس ارضا ... وبدأ صوته المؤثر يتعالى وهو يترحم على المرحومة ويدعو لها بالثبات والصمود في قبرها الجديد بمواجهة اسئلة ناكر ونكير .ز اسمحوا لي ان
اقتبس قليلا من خطبته العصماء: طبعا بعد البسملة والحوقلة:
ايها الأخوة المسلمون ها هو الموت ماثل امامكم فهل تتعظون وهل تدركون عظم الأية التي تقول : كل نفس ذائقة الموت ( انا لأول مرة ادرك عظم هذه الأية والدليل على عظمها هو القبر الذي اشاهده امامي ها ها )... هاهي ام جميل ( اسم المرحومة ) تنام نومة اللحود وتنظر بهلع وبفزع لضيفيها ( يقصد ناكر ونكير وكنت بنفس اللحظة اغاب نفسي بصعوبة بالغة كي لا انفجر ضاحكا مقهقها ) ) انها ( يقصد المرحومة ام جميل )ان كانت مؤمنة فستجيب عن اسئلتهما بكل سلاسة ويسر ( كنت اتمنى لو استطعت ان انسل الى قبرها بغفلة عن المتواجدين وأهمس لها بالأجابات الصحيحة التي ستجلب لها السعادة الأزلية ) اما اذا كانت لا سمح الله كافرة او مقصرة في تادية واجباتها الدينية ( هنا الكل ينظر الى ابنائها اللذين يصفر وجوههم هلعا وخوفا من هذا الأحتمال ) فستلطم على وجهها وتشد شعرها ( الحمد لله انه تادب و لم يقل وتمزق ثوبها ) وتقول يا ليتني كنت ترابا وهي تتلعثم بالأجابات بين يدي هذين الملكين الكريمين ( كنت وأنا صغيرا اتخيلهما مدرسين عبوسي الملامح شديدي الباس والسطوة )..ان الموت( صوت الشيخ يتعالى ويتعالى حتى تخيلت ان حنجرته ستنفجر وتتمزق اربا ) لا يفرق بين صغير وكبير وبين غني و فقير ولا بين عبد وامير ( هذه المعلومة جديدة!!! )فهل لكم ان تتعظوا ايها القوم
انتهت الخطبة التي استرسل بها بكلام كثير متكرر ممل , بالدعاء وقراءة الفاتحة على روح المتوفية .. .........
. وخلال وقت خطبة الشيخ العصماء كنت اراقب و ارنو الى جاري( المتأثر والمندمج بالخطبة النارية ) المتقرفص ارضا وهو يمسح دموعه التي بللت وجنتيه وخضلت لحيته المشذبة بعناية مما جعلني اربت ( أي اطبطب ) على كتفيه مواسيا وقلت له هامسا : هون عليك يا اخي فوالله انني على قناعة تامة بانك حافظ لدرسك وستجيب عن الأسئلة بكل سهولة,, وهنا نظر اليا مليا خلال دموعة وقال لي : هل تعرفني ؟؟
قلت له : لا والله لم اتشرف بمعرفتك لكنني عرفتك من خلال دموعك التي دلت على ما تملك من ورع وتقى وخوف ( أي جبن ) من الله وهلع من ناكر ورفيقه نكير !!!
عندها قال لي قولا قد صدمني وادهشني ( طبعا بعدما انفرجت اساريره من كلامي): هل حضرتك انت الذي ياتي بشكل متكرر الى المركز الأسلامي في مخيم البقعة ليعطي محاضرت توعية في الأمور الدينية والشرعية؟؟؟( كنت على وشك الأنفجار ضحكا ).
.. رجعت الي بيتي ضاحكا مستبشرا مما جعل زوجتي تقول لي باستهجان : انت لا تشبه احدا قادم لتوه من تشييع جنازة؟؟؟
قلت لها : بالحقيقة لقد هربت خوفا من ناكر ونكير اللذان كانا قريبين جدا مني ها ها ها



#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرحيل المر لسكر
- العثور على السورة المفقودة _ المحشش
- أنا .... والقمص زكريا
- ما اثقل ذلك المساء .. على محمود
- ألأنجليز ..... هم مبعث دهشتي
- زيارتي الى الحجاز ...في ظرف غير عادي 4
- فارس الحيران.. وبلبله السكران
- زيارتي الى الحجاز .. في ظرف غير عادي 3
- النبي الرؤوف العطوف ابراهيم ...أبو ألأنبياء
- زيارتي الى الحجاز ... في ظرف غير عادي 2
- زيارتي الى الحجاز .. في ظرف غير عادي 1
- ألأول من نيسان!!!! ... جرح متجدد
- أن الجميل يحب كل شيء جميل
- ألم ..... وندم
- القمة العربية .... وأنهيار المبنى
- رويدك......... يا أبن العم
- رابطة العيش المشترك
- ايها المسيحي الموصلي .. هل لك قبيل الرحيل ان تسمعني ؟؟؟
- أنا معجب.... بفيلدرز
- رسالة الى..... امرأة مسلمة


المزيد.....




- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نادر عبدالله صابر - وكفى ... بالموت واعظا