أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لماذا يحتقر البدوي المهن الإنسانية النبيلة؟















المزيد.....


لماذا يحتقر البدوي المهن الإنسانية النبيلة؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 13:00
المحور: كتابات ساخرة
    


في معرض رده علي حين قلت في حلقة الاتجاه المعاكس بتاريخ 30/3/2010 بأن العرب قطط ميتة، ولا أحد يركل قططاً ميتة، ولا هم لا للسيف ولا للضيف، لا في العير ولا في النفير، ولا لغدرات الزمان، "لا شوكة ولا دباحة"، وهم عالة على الحضارة البشرية ولم يقدموا أي شيء يذكر للحضارة البشرية باستثناء وصفتهم الطبية الشهيرة بول البعير، والأخرى إرضاع الكبير، وصفني محاوري عروبي الهوى بالحلاق، هكذا، وأقول له يا ليتني وفقت حتى في الحصول على وظيفة حلاق في بلاد العربان، وأبشره، بأنني محروم حتى من شرف الحصول على وظيفة حلاق التي يحتقرها في عموم منظومته البدوية القهرية الاستبدادية البدوية الجاهلة، وقد قال القباني غفر الله له في معرض وصفه لحال الكتاب والشعراء في منظومة العهر والفقر والقهر والكفر والسحر:

في عصر زيت الكاز يطلب شاعر ثوباً وترفل في الحرير قحاب

فالقحاب وحماتهم، وأبواقهم، هم من يهنأ بالعيش عند البدو يا صديقي ولذلك فقد تربعوا، وكل الحمد والشكر لله، على القوائم السوداء، ووجدوا مكانهم الطبيعي في ذيل الترتيب بين شعوب العالم المتحضر وفي كافة مجالات الحياة، وبهذا الصدد، من الواجب والضروري تبيان سبب احتقار البدو بشكل عام للمهن الإنسانية النبيلة والعمل الشرف، ومحاربة الشرفاء، وكل من يعمل عملاً شريفاً، وتقديسهم فقط للصوص والقتلة والحرامية و"النشترية" وشذاذ الأفاق والسفاحين وسفاكي الدماء فقط وتأليههم. والبدوي لا يعمل ولا يعرف قيم العمل والإنتاج ويعيش على السبي والغزو واللصوصية والسطو على معاراف وخبرات الناس والتنعم بإبداعات الآخر، كما يفعلون اليوم حيث يعبثون بتكنولوجيا العصر. ولا يتقن البدوي أية مهنة، وصنعة وطبيعة الصحراء المتنقلة المرتحلة لا تمكن المرء من الحصول على مكان عمل ودخل ثابت ولذا ينظر بريبة واحتقار وازدراء لكل مهنة، ولكل إنسان مستقر في مكان ما يعمل، وينتج ويعيش حياته بانتظام. كما فعل صاحبنا الموريتاني الأكاديمي الرفيع في نظرته لمهنة الحلاق لأنه يعتبر الحلاق من طبقة اجتماعية دنيا، لأنه يعمل ويخدم المجتمع بينما البدوي يعتقد أن على الجميع أن يخدمه كما يروجون اليوم بأن اله قد سخر لهم الكفرة والنصارى كي يشتغلوا بدلاً عنهم ويبدعوا من أجلهم فقط،. وإلى اليوم يتنقل البدو تاركين بلادهم وصحرائهم إلى تايلاند، ومصر، ولبنان، ولندن وبقية دول العالم ولا يعرفوا معنى للاستقرار والالتصاق بأرض ووطن. وسنبدأ بوظيفة الحلاق:

الحلاق:

تعتبر الحلاقة مظهراً جمالياً لا يعيره البدوي أي اهتمام، ومن صفات البدوي بشكل عام احتقار الجمال، وخدمة الناس والمجتمع والإنسانية وتقديم الخير وتقديس العطاء، ولذا نرى نفورهم وعداءهم وحقدهم على المهاجرين والعمال في بلدانهم ومحاولة إذلالهم وإهانتهم بشتى السبل ومعاملتهم بعنصرية، فلا يوجد لديهم أي اعتبار واحترام للآخر ولقيم التعايش والمجتمع وينظرون بريبة وشك للآخر وهذا من طبع البدوي الأصيل. وكان الشعر الطويل يعتبر أمراً طبيعياً بالنسبة للبدوي، بسبب الافتقار لأدوات النظافة وقص الشعر وتهذيبه وشح ونقص المياه. ويعتبر البدوي الحلاقة مهنة وضيعة لأن فيها خدمة للآخر. وحتى اليوم لو ذهبت للمنظومة البدوية لرأيت الرجال يطيلون شعورهم ويتشبهون بالنساء والعياذ بالله وغالباً ما يقدم الرجال التاريخيون في تاريخ البدو بأشكال يبدو شعرهم فيها طويلاً ، وحلاقة الشعر لم تكن معروفة البتة في المجتمعات البدوية، ومن هنا كان احتقار هذه المهنة، التي تعتبر في الدول المتقدمة واحدة من أهم المهن وأغلاها ثمناً، وقد دفعت ذات مرة 25 جنيها استرلينياً في إحدى العواصم الغربية لقص شعري، ما يعادل 2500 ليرة سورية، فقلت في نفسي، وعلى قول سمير غانم في مسرحية المتزوجون : " ليه يا ربي ما خلقتنيش حلاق"؟ يعني عشر زبائن في اليوم يساوي دخل أستاذ جامعي، مثل البديوي الموريتاني، لمدة شهر، ومع ذلك يحتقر البديوي الحلاق، ومهنته.

الحذّاء:
وصف العرب البدو بالحفاة رعاة الشاء، ولم يعرف العرب البدو حتى اليوم الحذاء بشكله الأوروبي وينتعلون اليوم من أرفع الشخصيات وحتى أصغرها شأناً، وحتى في المقابلات الرسمية والدبلوماسية واجتماعات القمة العربية ما يسمى بالنعال، وهو شكل من أشكال "الشبشب" و"الشحاطات" أعزكم الله، وكانوا يسيرون حفاة في مضاربهم في الصحراء، وصناعة الحذاء كانت غريبة عنهم، والإنسان عدو ما يجهل، ومن هنا كان احتقارهم وعداؤهم لمهنة الحذّاء أو صانع الأحذية التي يتم استيرادها. وحين خرجوا من الصحراء ورؤوا الناس وما هم عليه من حضارات انصب جام غضبهم على هذه الصناعة والإبداع البشري واعتبروها بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، أي أن كل ما لم يكن يفعله البدو في الصحراء هو بدعة وضلالة، ولذا ترى احتقارهم وعداءهم لكل شيء يمارسه بنو الإنسان في كل مكان.

الخياط:

كان القماش والقطن والحرير غريباً تماماً عن البيئة البدوية الصحراوية غير الزراعية وغير المنتجة، وكان البدوي يتغطى ويستر عورته بجلود الحيوانات وشعر الماعز. والخياطة وصناعة النسيج مهنة رفيعة عرفت في المجتمعات الصناعية، وكانت معامل النسيج الشرارة التي تولد منها الوعي الطبقي والنضال البروليتاري الذي غير خريطة التاريخ البشري، وحفلت قصص تشارلز ديكنز وغيره من كتاب الثورة الصناعية في الغرب الإمبريالي بالكثير من هذا الجانب. في هذا الوقت كان البدو يعيشون على القنص والصيد والرعي ويلبسون جلود الحيوان الملابس المنسوجة من شعر الماعز. والبدوي يقضي عمره كاملاً بالدشداشة ولا يغيرها، ويحتقر الأزياء والبنطال الغربي ويعتبره تشبها بالنساء والكفار، ولذا يحتقره ويحتقر صانعه، وصناعة الدشداشة لا تتطلب أية مهارة أو فن وذوق وبإمكان أي إنسان أن يخيط دشداشة. والخياطة هي نشاط بشري غريب عن البيئة البدوية لذا يتوجس البدوي منها، مثل صاحبنا البديوي الأكاديمي العروبي.

المعمار:

لم يعرف البدو الشكل المعماري والبناء بشكله الحديث، وكانوا يعيشون في مضارب وخيم من شعر الماعز في الصحراء، وينامون في العراء وتحت النخلة إن وجدت، وكابوس الترحال طلباً للرزق والكلأ والماء كان يطاردهم ، ولذا لم يهتموا بالبناء، ولم يكن للمعمار أي شأن وعمل في تلك الصحراء واحتقار هذه المهنة وعدم الاهتمام بها هو أمر طبيعي في هذه الحال، وحتى اليوم كل العمال الذين بنوا الصحراء هم من دول شرق آسيا، ونادراً ما يشتغل البدوي بأية مهنة، أو يتقنها، أو يلتزم بقيم العمل والإنتاج والجمال. ولا يوجد في العالم خرافة كخرافة الفن المعماري العربي والإسلامي التي يتم الكلام عنها، والكذب بشأنها في مهرجانات الكذب المسماة مهرجانات الثقافة العربية لأن الصحراء صحراء وليس فيها أي معمار وبناء، ولا يوجد في صحراء الجزيرة العربية أية أوابد تاريخية عليها القيمة يمكن أن تشير لوجود فن معماري سابق كما في الحضارات الأخرى، ولم تعرف الصحراء البنيان والعمراء إلا بعد ظهور مشيخات الخليج إلى الوجود في نهاية ستينات القرن الماضي.

السمكري أو السباك:

لم يكن هناك في الصحراء أي شكل من أشكال التصريف الصحي أو "المجارير"، أكرمكم الله، وكان البدوي العربي "صاحب الحضارات العظيمة التي صدرها للبشرية"، يقضي حاجته في الخلاء، مرة وراء النخلة، وأخرى وراء صخرة ناتئة، أو كثيب صغير، وهكذا ربي كما خلقتني، وكان يستنجي بالحجارة، وليس بمناديل "الكلينكس"، أو "الفاين المعطر"، ولم يكن هناك من داع لأي نظام من أنظمة التصريف، وبالتالي لا حاجة لعمال في هذا المجال، وبالتالي لم يكن يعرف هذا النوع من المهن والصناعات التي كانت متطورة في مجتمعات وحضارات أخرى، ونكرر ها هنا أيضاً الإنسان عدو ما يجهل، لا بل ومحتقر له.

الغناء والطرب والفن والرقص وكل جهد إبداعي وجماعي

البدوي متوجس ومعزول ومنفرد في الصحراء ويخاف من ظله، وهناك عداء مستحكم بينه وبين كل إبداع، وعطاء، وكل الفنون الجمالية والإبداعية تتطلب جهداً ثنائياً وجماعياً وتشاركياً، ووداً وثقة بالنفس والآخر، مفقودة لدى البدوي الذي لا يعرف أنماط التشارك والتعايش والاجتماع مع الآخر، وإلى اليوم الاختلاط جريمة في المجتمعات البدوية، ويرجم العشاق في الساحات العامة وينظر إليهم باحتقار وازدراء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب البدوي العنصري
- من المئذنة إلى شاشة التلفاز
- لماذا لم يعتذر المؤذن السابق من السوريين؟
- مليونيرات الحوار المتمدن
- هل يحرر حزب الله المقدسات الإسلامية؟
- شيوخ التكفير والإرهاب على القوائم السوداء
- وصفة حزب الله
- منطق العصور الحجرية
- السيد المدير العام لجرّات الغاز المحترم
- السيرة ذاتية لكاتب عربي
- العرب وموسوعة غينيس
- أنفلونزا البراكين
- التعنيز: وإفلاس إعلان دمشق
- دول الخليج ومخالفة شرع الله
- الزيدان الفهلوي: وتصابي الشيخ الماضوي
- هل أفلس إعلان دمشق حقاً؟
- هل ينتهي الإرهابي الدولي أحمد موفق زيدان إلى غوانتانامو؟
- سكاكين أحمد موفق زيدان ودعواته العلنية للتطهير العرقي
- مطلوب القبض على وزاراء االتربية والثقافة العرب بسبب إعدادهم ...
- أحمد موفق زيدان على خطى أحمد منصور: زيدان يدعو لإبادة طائفة ...


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - لماذا يحتقر البدوي المهن الإنسانية النبيلة؟