أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ثقافة الجلاء نقطة تحول.














المزيد.....

ثقافة الجلاء نقطة تحول.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في ذكرى 64 لجلاء المحتل الفرنسي عن سورية، بعد أن ساهم في صنعها كما هي عليه الحال اليوم، أي لازالت سورية، التي رسمها المحتل الفرنسي كما هي، حتى بتخليه عن لواء أسكندرون لتركيا، وبضمه ولاية طرابلس الشام لدولة جبل لبنان، وبقيت سوريا جغرافيا كما هي" لحظة خروج المستعمر الفرنسي/ الجديد في الأمر فقط، هو احتلال إسرائيل لأراضي الجولان وشاطئ بحيرة طبريا السوري1967 . هنا توقف التاريخ الجغرافي-سياسيا لسورية المعاصرة، فسواء كانت جزء من أمة عربية أم من أمة سورية، أم جزء من بلاد الشام، هذا لا يغير في الأمر الكثير، ولكن ما نريده هنا وفي هذه الذكرى الجلاءية هو أن نتعرض لما أسميناه ثقافة الجلاء.
في كل تجارب الشعوب أو غالبيتها، تكون ثقافة الجلاء نقطة تحول في حياة هذه الشعوب، لجهة إحساسها بالحرية، من مستعمر ما أي مستعمر حتى لو وسم بالحضاري من قبل بعضنا، كما هو حال المستعمر الغربي، أو الفتح الحضاري للأندلس من قبل الخلافة الإسلامية، لهذا نجد بالمقابل، أن الفكر التحرري بيساره ويمينه، قد أطلق أسما على حركات مقاومة الاستعمار" حركة التحرر الوطني" في آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، واتبعوا الأمر أنه لا فرق بين استعمار قديم حاضر بجيوشه وسلاحه، وبين استعمار جديد، حاضر برؤوس أمواله وشركاته وثقافته..الخ بغض النظر عن هذه التسمية إلا أن هنالك مواضعة متفق عليها، أن لحظة الجلاء ثقافيا" هي لحظة حرية، واستعادة قيم تتعلق بكرامة أبناء البلد المحتل، من حيث أن الغريب المستعمر هو من يحكمهم" وهذه نقطة اتفقت عليها كل فعاليات التحرر السورية من المستعمر الفرنسي، سواء كانت حركات ريفية أم مدينية، الكتلة الوطنية، وحركة سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو والشيخ صالح العلي وحسن الخراط...كل هذه الحركات، كانت قد انصبت وعيا بالحرية، ضمن الكتلة الوطنية التي أعلنت معركة الاستقلال عن فرنسا، ودون أن نبالغ أن ثقافة هذه الكتلة الوطنية تربت داخل النسق الثقافي الذي أتى به المستعمر نفسه إلينا، مثال لازال التاريخ السوري، يتغنى بمحاكمة القضاء الفرنسي للثائر إبراهيم هنانو واعتباره مدافعا عن حرية بلده، ونلاحظ هنا أن ثقافة المعارضة السورية بشكل خاص هي من تعيد التذكير بهذه الواقعة، لأنها تريد الإشارة إلى أن ماحصل في سورية في العقود الخمسة الأخيرة، هو أقل مما حدث أثناء الاستعمار الفرنسي، من حيث قيمة القانون والحرية والقضاء النزيه، الذي افتقدته سورية المحررة من الاستعمار الفرنسي، حيث حاولت نخب ما بعد الاستقلال أن تقلد المحتل بعد رحيله، تقلده في تجربته، في الحرية ودولة القانون وحقوق الإنسان، والتقليد بات له سمة التأصيل لدى هذه النخب، ولم يعد تقليدا أعمى، بل هو محاولة هذه النخب الاستفادة من التاريخ الذي تعايشه، لكن جاءت ظروفا أخرى أدت لمجيء العسكر إلى السلطة، وتراجعت مقولة الحرية، لصالح مقولات أخرى، لم يتحقق منها شيئا، فلا وحدة عربية، ولا حرية ولا أشتراكية وبقيت الأجيال اللاحقة، في احتفالات عيد الجلاء، ترى صورة واحدة لقائد واحد على مدى ثلاثة عقود من الزمن، لم تعرف هذه الأجيال إلا ثقافة الرجل صاحب الصورة، ولولا الخوف من شدة الفضيحة، لكان أطلق عليه بطل الجلاء أيضا، بعد بطل التشرينين.
هذه الثقافة التي تكرست بفعل وممارسات جعلت من الجلاء، لحظة ندم لدى بعض النخب التي عايشت الحرية، بعد الاستقلال مباشرة، وحتى قبله كما تقول بعض من مذكراتها.
النقطة الأساس في أية ثقافة تتعلق بالجلاء هي القطع مع اللاحرية والقطع مع الاستعباد، وبناء مواطن يشعر أنه لم يعد محتلا من أحد، ولا يدير شؤونه غريب لا يريده، ومفروض عليه بقوة السلاح...الجلاء إن لم يكن إحساسا بالحرية، فماذا يكون إذا؟
فهل السوريون يعيشون حرية ما بعد الجلاء؟ الحرية التي عاشتها ولازالت غالبية الشعوب التي تحررت من الاستعمار، في آسيا وامريكا الجنوبية وأفريقيا؟
إن ثقافة الجلاء بالمطلق والنسبي تتمحور حول تأصيل مقولة الحرية وعيشها.
ونحن ما الذي لدينا الآن من ثقافة جلاء المستعمر الفرنسي عن بلدنا سورية، ونحاول تأصيله وعيشه؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة -كفى صمتا- السورية.
- السجين اليساري، دفاعا عن منهل السراج..
- عن أي إصلاح ديني يتحدثون؟
- كفى صمتاً
- مابعد الطوائف والطائفية2
- هل سويسرا دولة مارقة؟
- ما بعد الطوائف والطائفية-1
- المالكي إيراني..فهل علاوي عربي؟
- كل نوروز تحية ودم.
- إلغاء الطائفية في لبنان/ حزب الله لن يلقي سلاحه إلا برئيس!
- الانتخابات العراقية والدرس الإقليمي المستدام!
- كما النوروز تعتقل تهامة ورغد وفداء. إلى الطفلة طل الملوحي.
- روح الأمة دولتها وروح الدولة اجتماعها. لذة السلطة.
- ل...ماري تجمع كل الأسماء..
- تحرر المرأة ثقافة الرجل.
- السلطة والمعرفة سوريا
- ليس لي بالماضي أو الحاضر أية ضمانة.
- ليس دفاعا عن جورج بوش!
- الحوار مع ياسين الحاج صالح 2
- الحوار مع ياسين الحاج صالح.


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - ثقافة الجلاء نقطة تحول.