|
الراقصون على أنغام الوطنية
محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 02:06
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
نشر الأستاذ الكاتب جاسم المطير مقال في الحوار المتمدن بعنوان الراقصون على أنغام الوزارة المرتقبة العدد 2976 في 15-4-2010 وقد تطرق فيه الى معاناة العراقيين من الساسة المنتخبين وتباطئهم في تشكيل الحكومة بسبب الخلافات المزمنة والاتجاهات المختلفة للأطراف المتنازعة وقد علقت على الموضوع بتعليق أتسم بالسوداوية والتطير مما ستئول إليه الأوضاع بسبب الاختيار غير السليم للناخبين ونص التعليق(أستاذي جاسم المطير :الشعب العراقي يستحق الأكثر من ساسته ويستأهلون ما يجري لهم فهم من سعى لانتخاب هؤلاء واللي من أيده الله أيزيده وحيل وياهم وعليهم يخوتنه عليهم ولتذهب المبادئ الى مزبلة التاريخ) وأنا أقر أن التعليق كان مجافيا للمألوف في الاعتقاد العراقي وأن كان واقعيا وصحيحا ويجب أن يقال لأنه يصف حقيقة بارزة علينا عدم تجاهلها ،ويبدو أن التعليق أثار امتعاض السيد كريم الجابري فعلق مشكورا"..وليسمح لي الأستاذ الكاتب بالرد على تعليق غير لائق أبداً للسيد محمد علي محي ..لا يجوز ألكتابه عن شعبك بهذا الأسلوب ..هذه شماتة بما يتعرضون له وهو ذات الحال الذي عاشوه منذ سبع سنوات ولا أظن الشيوعيون أصحاب عصا سحريه فيتصدوا لكل تحديات الواقع العراقي . أعتقد أن هكذا أفكار مرفوضة لأن الجميع أحترم خيارات الشعب وجميع المخلصين يتطلعون لاستقرار سياسي لا داعي لنفث السموم وأبن عمك حسين محي الدين يطبل لمقاومة الضاري وقتل الأبرياء الكادحين . أي مبادئ يحملها من يضمر الحقد لشعبه ..والله لقد أحسن العراقيين برفض أمثالكم ..أرجو المعذرة أستاذ جاسم .لك منا كل تقدير ومودة." وكان للأخ صبحي حسين تعليقه الآتي( يبدو أن الأخ كريم الجابري ، ومن خلال تعليق الأخ محمد علي محي الدين ، وجدها فرصة سانحة ليرمي بسهامه الطائشة كيف ما شاء أقول لك يا جابري ، ليس غريباً في علم السياسة آن تذهب الجماهير الى صناديق الاقتراع وتختار اللصوص والمحتالين والظلاميين وتنصبهم وتضعهم على كراسي الحكم ، وإن أردت أمثلة، فهاك مثال جبهة الإنقاذ الجزائرية لصاحبها أمير المؤمنين عباس مدني ، ومثال حماس في فلسطين وقبل ذلك في العراق استفتاءات السيد الرئيس ، دائماً هي الجماهير المخدوعة بالشعارات تركض وراء خشخشة الدينار ودفء البطانية ودغدغة العواطف والنوازع الدينية والطائفية ومصطلح المظلومية وعبارات مثل واقعن وأكيدن وغير ذلك لكن الغريب كل الغرابة في علم السياسة ان تهب الجماهير في هذا الزمن الأغبر في هذه المرحلة المنحطة وتنتخب وتختار أصحاب المشاريع التنويرية ، فذلك يعد من المستحيلات وخارج حدود المنطق فلا تشمت أخي كريم ولا تصطف في خانة الشاتمين للحركة الشيوعية في العراق ابتعد أخي عن هذه الخانة فهي في كل الأحوال خانة ألشواذي ) وبعد اطلاعي على الموضوع علقت بما يلي بسبب محدودية حروف التعليق المسموح بها ورأيت أكمالا لما تقدم أن أكمل تعليقي برد منفصل يتناول قضية مهمة يتحامى الكثيرون الدخول فيها لما فيها من صراحة تنقض الكثير من المتسالم عليه بين السياسيين ( السيد كريم الجابري :أولا ما أقوله ليس شماته وإنما هو تحصيل حاصل فالعراقيون هم من أنتخب هؤلاء وعليهم تحمل ما يأتي منهم أن شرا أو خيرا وإذا كان الاختيار خاطئا فهم يستحقون اللعن والإدانة ويمكن للمراقب أن يرميهم بالجهل والغباء وكل ما في القاموس من كلمات ولنتجاوز المصطلحات البائدة التي تداولناها طوال عقود عن الشعب العظيم فليس عظيما من لا يحسن الاختيار وأنا قلت ما قلت بصفتي الشخصية وليس بصفة أخرى لذلك أتحمل وزر ما قلت وإذا كان لديك دليل على العظمة المنشودة فاذكره رجاءا وكفانا خداعا للنفس وللآخرين عندما نعطي هالة لمن لا يستحقها وتاريخنا حافل بالكثير مما يدل على فقدان الشعب لأبسط مقومات الفهم لمصالحه وسواء أختار زيد أو عمر فهو حر باختياره وعليه تحمل نتائج ذلك الاختيار وإذا كنت لا تزال مؤمنا بالعظمة فلك وما أمنت ولكن دعني بأيماني المستخلص من تاريخنا الحافل بالكثير مما يثبت ما قلت فالشعب العراقي من أكثر الشعوب خنوعا للحكام عبر تاريخه ومنذ خلق البشرية وأقرأ التاريخ جيدا) وفي البداية أود أن أنبه الأخ الكريم الجابري أننا لا يمكن أن نتعلم دروسا في الوطنية منه أو من غيره فالوطنية هي باع طويل خضنا غماره عبر عقود من السنين ،ونالنا ما نالنا من رذاذ الطغاة والمستبدين ،وان ما تعلمنا في المدرسة الوطنية لا يمكن أن يرقى إليه الشك أو يناله الوهن فهذه مبادئ ثابتة عليها درجنا وعليها نموت ولن يثنينا عن مسيرتنا قول طارئ أو فكر عقيم لذلك عندما قلت أن الشعب العراقي يتحمل مسئولية اختياره سواء كان حسنا أو خلافه فهذا لا يعني أني أقلل من أهمية الشعوب وتأثيرها في مجريات السياسة بل هو تأكيد كامل لهذه الأهمية وإقرار بها لأن الشعب هو من أختار وعليه تحمل نتيجة اختياره فقد عرضت عليه خيارات عدة أختار منها ما يراه الأصلح والأحسن لمسيرته القادمة ،وسبق أن أختار وحصد نتائج اختياره حكومة قادت البلاد لسنوات وإعادة اختيارها يعني في أبسط الأحوال أنه مؤمن بها واثق بنزاهتها وأمانتها لذلك عليه تحمل ما يصدر منها للسنوات القادمة دون أن تذمر أو شكوى لأنه كان وراء هذا الاختيار. أما إذا كان الأخ يشكك في نزاهة الانتخابات فهذا أمر آخر فكان على الشعب الذي وقع عليه الغبن أن يقف بوجه التزوير ويحاول إعادة الأمور الى نصابها الصحيح فأيهما يختار السيد الجابري هل يؤمن بسوء الاختيار أم بتزوير الانتخابات، أم انه يجد في أقرار حقيقة قولي بأنه تطاول أو ما يسميه شماتة وان لم أقل شيئا من عندي وهو حقيقة واقعة عليه الإتيان بما ينقضها لا أن يقفز فوقها في محاولة بائسة لخلط الأوراق ومحاولة تحميلي مسئولية سوء الاختيار ، ولا أدري ماذا يطلق على من لم يحسن الاختيار غير انعدام الوعي أو عدم الشعور بالمسئولية،ولعل التوفيق لم يحالفه في إقحام الأخ حسين محيي الدين في هذه المعمعة فلم يكن له تعليق أو رأي حول الموضوع ولكن على ما يبدو أن في القلوب وقر وإلا فاني لم أشر من قريب أو بعيد الى عدم انتخاب هذه الجهة أو تلك ويبدو أنه كان يعبر عن ما في نفسه من شماتة وحقد عندما قال:والله لقد أحسن العراقيون بعدم انتخاب أمثالكم" وهذا يعني أنه منسجم مع توجهات الناخبين ولا يختلف عنهم في نظرته للأمور وعليه عدم التشكي مما يجري من أخطاء والقبول بها وان كانت على غير ما يريد،وستكون الأيام القادمة دليلا على أن عدم انتخابنا سيوصل البلاد الى حافة التردي والانحطاط لأن الاختيارات المبنية على العواطف والمصالح الآنية لابد أن تؤدي الى مخاطر كبيرة،وتكن لها إفرازاتها المؤثرة على البلاد بشكل عام . أن الشعوب الواعية الكريمة هي من ترسم المستقبل وتغير الواقع والشعوب المتخلفة هي من تقود بلدها الى الهاوية ونتمنى أن يعي الجابري ومن لف لفه الحقائق ويعودوا لوعيهم في اختيار الأصلح لهم ولبلدهم واللي من أيده الله أيزيده،وشكرا للأخ صبحي على رده الموفق الذي أغناني عن أيراد الكثير مما قد يثير الجابري وأمثاله ممن لا زالوا يؤمنون بأن الدنيا واقفة على قرن ثور.
#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العرس الانتخابي لإتحاد الأدباء
-
ذكريات عن الفقيد الشيوعي لطيف عبد هويش
-
مليون أمي ولا مثقف هدام
-
بابل تزهو بأعيادها
-
أنزه من هيئة النزاهة
-
جعفر هجول ...وداعا
-
مهزلة الانتخابات في العراق
-
هل يعيد التاريخ نفسه!!!
-
بدايات انحسار المد الديني في العراق
-
متى تنتهي فضائح التزوير
-
الواقع المأساوي للمرأة العراقية
-
نوايا ظاهرة لتزوير الانتخابات
-
يوميات مرشح في بابل 1-363
-
أنتخبك يحلو الطول وأسمر
-
بدلنه الفيس بلاطيه
-
الصوت الشيوعي عندما يكون عاليا
-
انتخبوا ألجواهري .. اتحاد الشعب 363
-
أخذ فالها من أطفالها
-
سيبقى العراق بخير يا زهراء363
-
الشاه بندر وعقد الماضي
المزيد.....
-
إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي
...
-
10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
-
برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح
...
-
DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال
...
-
روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
-
مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي
...
-
-ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
-
ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
-
إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل
...
-
الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات
المزيد.....
المزيد.....
|