ثامر مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 18:01
المحور:
الادب والفن
الأشجار .. الأشجار
صاح بكلّ روحهِ
بعد أن نظر للوادي الفسيح بدهشته الفرحة
كأنه نسيَ التراب الرطب
والعبارات التي قيلت لحظة الوداع
كأنه قد تحرر للأبد
وصار يرى الجمال في كينونته
لا بل صار مذهولاً تماماً
عن ماضيه المليء بالضجر
أخفّ وطأة على شعوره
بأنه لا ينتظر شيئاً
كالحياة أو الموت مثلاً
أو حبيبة …
أو البوليس في عقله
إنها الدقة الرائعة لهذه الحقيقة الحالمة
التي هي أرقَ من المواعيد
وأبسطُ من صدفة
الأشجار .. الأشجار
والسماءُ بحرٌ من الأحلام
حيثُ لا قفلٌ بأيدي حيزبون
كائنات عارية أخفّ من النوارس
وبهجة تترقرق صافية ومنتشية
أين هي الأصفادُ والقلنسوات والوجوه الفاجرة
تلك التي عذبت أرواحنا بمتعة مريرة
وأنهكتها بالأحاجي والنكات
ورؤية الفظاعات في المعابد والحوانيت والسُّبُل
الأشجار .. الأشجار
بعيدة عن الكهوفِ
عالية وسابحة في حريةٍ لا تُحدّ
هيا نحطُّ يا روحي
أو نطير
بهذا الاكتفاء
الذي يشبه الأبدية !
#ثامر_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟