العبرة من الطائرة البولونية

بنكي حاجو

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 17:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يوم أمس التاسع من نيسان سقطت طائرة الرئاسة البولونية على بعد أمتار من مطارسمولنسك الروسية.الرئيس وعقيلته وعشرات آخرين من ذوي المناصب الكبيرة في الدولة كانوا من بين الضحايا.الأخبارنقلت كل التفاصيل المتعلقة بالحادث,ولكن هناك أمورأخرى لا بد للمرء أن يقف عندها لتكون عبرةً للكثيرين من الحكام.
الطائرة المنكوبة كان عمرها عشرون عاماً.هذه المدة هي كبيرة لطائرةٍ من هذا الطراز حسب قول المختصين بهذا الشأن.توصل المسؤولون في بولونيا الى الإتفاق على شراء طائرة جديدة أكثرأماناً للرئاسة.
تم التصديق على القرار.....ولكن ظهر أن الميزانية المخصصة للرئاسة ليست لديها السيولة النقدية لشراء طائرة جديدة.بقي الموضوع مجمداً في إنتظارالتحسن في الميزانية.إلا أن القدر لم يكن على إستعداد للإنتطاروحدثت الفاجعة التي يعتبرها البولونيون كارثة وطنية حزناً على رئيس كان في قمة النزاهة.
الشعب البولوني أصيب بالصدمة والحزن العميق لفقدانه رئيساً حارب الفساد المالي العميق الجذورفي بولونيا دون هوادة.
الرئيس ليخ كاجينسكي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه آخذاً مكانه بين الخالدين.لقد آثرأن يدفع حياته على أن يأخذ اللقمة من أفواه الشعب.لم تطاوعه نفسه أن يبذرأموال مواطنيه.
الطائرة سقطت في المحاولة الرابعة للهبوط بعد الفشل في المحاولات الثلاثة السابقة.المسؤولون الروس حذروا الطيارمن الضباب الكثيف في سمولنسك وعرضوا عليه الهبوط في مدينةٍ أخرى دون جدوى.من يعلم؟قد يكون الرئيس نفسه أمرالطياربالهبوط حرصاً منه على عدم الهدرفي المحروقات.
لست أدري فيما إذا كانت لا تزال توجد هناك أوردة وشرايين في وجوه حكامنا لتحمر ولو مرةً واحدة خجلاً لما يحدث في العالم وأخذ العبرمن الشرفاء من أمثال كاجنسكي؟؟؟.لم تطلق على الرئيس ألقاب من قبيل البطل والقائد أوالشهيد,بالرغم من أنه كان في الطريق الى إحياء ذكرى الشهداء البولونيين في حقبة الحرب العالمية الثانية.
الحكام في منطقتنا الشرق أوسطية يشترون أحدث الطائرات ليس لأنفسهم فحسب بل لزوجاتهم وبناتهم وأولادهم,بل حتى لأقربائهم.......ولكن....
من أموالهم الخاصة التي جمعوها من رواتبهم ....... وليس من أموال الشعب....
11 نيسان 2010
بنكي حاجو
طبيب كردي سوري ـ السويد
[email protected]

#بنكي_حاجو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات