|
ماذا تنتظرون من مؤذن في مساجد دبي؟
نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..
(Nedal Naisseh)
الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 17:13
المحور:
الصحافة والاعلام
حين خرج ذات يوم، وعلى الهواء مباشرة، من على شاشة الجزيرة، المدعو أحمد منصور، شاكياً، باكياً، ومضروباً، على قفاه جراء، أفعاله الشنعاء، واستفزازه للآخرين، وغروره، وعدم تحليه بأي من صفات مقدم البرامج والحوار، قلت في نفسي، وأيم الحث إنه ليستأهل حتى الضرب بالجزم، وما حصل معه قليل جراء ما يقوم به وما يمارسه مع ضيوفه ومحاوريه، وما يتمتع به من صلف وغرور وبعد عن القلب.
وتدور اليوم في سوريا، معركة إعلامية حامية الوطيس حول إهانة قام هذا المنصور بتوجيهها للشعب السوري على الهواء، في برنامجه شاهد على "العهر" العربي (ل يوجد خطأ إملائي هنا)، وحين وصف الشعب السوري بما لا يليق قائلاً، أنه-الشعب السوري- مرة يقبل حذاء عبد الناصر ومرة ينقلب عليه...إلخ، هكذا.
وفي الحقيقة لا يوجد في مثل الكلام والطرح أي مهنية ولا احترام، وهو، ناهيك عن شوارعيته وسوقيته، مخالفة صريحة ومباشرة، وربما متعمدة، ومتقصدة لميثاق الشرف الإعلامي الذي ترفع الجزيرة لواءه، ومحاولة ازدرائه وتصفية حساب له مع هذه الدولة أو تلك، وتعمد توجيه الإساءة والسباب والشتائم ضد مكونات بشرية بحالها، في خرق فاضح وازدراء صارخ واستهتار لذلك الميثاق الذي يحظر توجيه الإهانات، وإطلاق الأحكام القيمية والتقريرية ضد الآخرين من دون وجه حق، اللهم تنفيس العقد والأمراض النفسية، والمكبوتات والحقد الدفين ضد شعب بريء وطيب ومضياف اشتهر بتعايشه وطيبته وتسامحه على مر الزمان. وإذا كان المدعو منصور يعيب على الشعب السوري طيبته، فهذا دعوة غير مباشرة له للآخرين كي يكونوا لئيمين وبخلاء وغدارين، ومكارين، ويستعظم طيبة الناس وحبهم وترحيبهم للآخرين، وهذا ربما يعكس الكثير من مزايا وسمات الطيف والتيار السياسي والإيديولوجي الذي ينتمي له المدعو منصور، والمعروف للجميع، عبر تاريخه الشهير.
ولكن إذا علمنا المرجع الإيديولوجي، والسياسي، والثقافي، للمدعو منصور، ومن دون أي تبرير لما قام به من فعل شنيع، وبذاءة غير مقبولة، وبالاطلاع على تاريخه الشخصي كونه، وفي أحسن أحواه، ومن خلال مؤهلاته "الاستثنائية" التي يملكها، قد نتفهم البعد الإيديولوجي في هذا السلوك الغريب والهجين. فهو لم يستطع إلا أن يكون أكثر من مجرد مؤذن في أحد مساجد دبي، لأن الأمر لا يستدعي ويتطلب أية مواهب، ومؤهلات ومهارات مهنية باستثناء "دشداشة" أم عشر ريال، وقلنسوة، ولحية، ومسبحة، وترديد بعد الطلاسم والتعاويذ والتمائم. هذه هي أهم مؤهلات وخبرات والـ C/V العظيم الذي راكمه هذا الإعلامي الكبير الذي تجرأ على دولة وشعب عظيم مثل الشعب السوري.
هذه واحدة، والأخرى، إن التلعين والسباب والتخوين والتكفير وازدراء المكونات الأخرى والغطرسة والاستكبار وفكر النجاة والمعصومية والبراء والاتجاهات العنصرية الأخرى هي في في الإيديولوجية والتيار السياسيةالذي يتبناه ويحمله المدعو منصور، والذي يتيح له قذف الآخرين، وسبهم، وتخوينهم وازدرائهم، وتكفيرهم وهذا ما لا يؤهله أن يكون في قناة مرموقة كالجزيرة، وقد لا تفاجئ تلك الإيديولوجية أحداً من حيث المبدأ، إلا أنها حين تصدر من منبر مرموق ومحترم كالجزيرة، فهنا المصيبة والإشكالية والسؤال. فثقافة
والثالثة أن المدعو منصور، وحسب قوانين الفيزياء التي تحكم الكون، يعود إلى أصله مهما علا وتمدد واستطال، و"حاص ولاص"، فها هو مجرد لعان سباب شتام تخويني تكفيري كعادته، لم تستطع قناة الجزيرة بكل مهنيتها وسويتها العالية أن تخلق منه رجلاً يقدر الآخرين ويحترمهم، ويعرف كيف يحاور بأدب، ومن دون سباب، ولم تستطع الجزيرة أن تنقله من عالم الدروشة إلى عالم الإعلامي الكبير والقدير.
لم يسء المدعو منصور إلا لنفسه، والشعب السوري أكبر وأعف وأكبر وأطهر من أن يتأثر بمجرد مؤذن سابق، والله وحده يعلم، ما كان عليه، قبل هذا "السابق". والسوري لا يقابل الإساءة بإساءة، ولا يعمل بردود الأفعال، والغوغائية التي عودنا عليها البعض. فالمؤذن السابق له الحق والحرية بأن يسيء إلى نفسه فإذا كانت تستحق الإساءة. وإن وجوده في قناة الجزيرة، بعد اليوم، هو عبء أخلاقي وحمل ثقيل على هذه القناة التي أثبتت ريادتها، ومن دون إنكار ما لها من فضل وسبق على الإعلام العربي، ومن دون أن يعني ذلك عدم وجود إعلاميين كبار ومرموقين رفيعي المستوى وعلى درجة عالية من الاحترام والأخلاق كالإعلامي السوري الدكتور فيصل القاسم، على سبيل المثال لا الحصر، ومن دون أية مقارنة ووضعها في مقابل أو مواجهة ذلكك المؤذن، وكما الأمر بالنسبة لوجود إدارة ناضجة وواعية ومهنية يقوم عليها الأستاذ وضاح خنفر، المشهود له بالاحترام والأخلاقية وزملاء آخرين أعزاء على قلوبنا، ومذيعين ومذيعات ومع الاعتذار لعدم ذكر أسمائهم في هذه العجالة، وجيش آخر من الجنود المجهولين الذين يعطون الجزيرة طابعها المرموق والمهني، ولن تتأثر نظرة ومحبة الشعب السوري لهم، ممن حاول أن يزرع بينهم وبين هذه القناة جفوة وعداء وشقاق، ويبذر بذور الفتن معها، ويكـّره السوريين بها. هؤلاء السوريون الذين يعرفون كيف يميزون تماماً بين الغث والسمين، بين الزائف الذي يمثله المؤذن السابق، والأصيل الذي يمثله بقية الكادر المهني الخلوق الأصيل.
فماذا تنتظرون بالله عليكم، من مجرد مؤذن، دوريش، سابق، في أحد مساجد دبي، وأنا متأكد حين تقول له الجزيرة، "مع السلامة"، فلن يجد سوى مهنة المؤذن البسيط، التي يبدو أنها تليق به أكثر من أي شيء آخر، وهي مستواه الوحيد، ويبدو أنه لا يجيد سواها على الإطلاق.
#نضال_نعيسة (هاشتاغ)
Nedal_Naisseh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم في حياة الرئيس مبارك
-
أوربة ديار الإيمان
-
تهنئة للأخوة المسيحيين بأعياد الفصح المجيد
-
هل بدأت الحرب على أسلمة أوروبا؟
-
ابن تيميه في قفص الاتهام
-
من يجرؤ على الكلام في حقب الظلام؟
-
العلاقمة الجدد قادمون
-
الله الإنسان أو الإنسان الإله، بين أنسنة الله وتأليه الإنسان
-
سيناريو افتراضي لمؤتمر القمة العربية عام 2048
-
الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون
-
هاتفكم مقطوع لأسباب مالية
-
هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
-
هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
-
أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
-
موسم الهجرة إلى الشام
-
إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
-
لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
-
دول الخليج واللعب بالنار
-
متى سيكون الرد السوري؟
-
مسلسل ضاحي خلفان
المزيد.....
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|