أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين يحيى - أنا وأعدائي الوهابيين !! (2)















المزيد.....

أنا وأعدائي الوهابيين !! (2)


ياسمين يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 19:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا هو الجزء الثاني لأستكمال مقالتي السابقة ( أنا وأعدائي الوهابيين) التي نالت أعجاب الدكتور والمفكر الكبير دكتور طارق حجي الذي أشار أليها في مقاله المختصر والجميل الذي يحمل عنوان ( ياسمين يحيى ومقالها البديع عن الوهابية )، وأتمنى أن ينال هذا الجزء الثاني من المقالة أعجابه اكثر وأيضا جميع الأصدقاء والقراء الأعزاء .

من المعروف طبعا أن الفكر الوهابي لم يدع أحد إلا وأجرم فيه فكل ماهو خارج منظومته الفكرية هو عدوه اللدود الذي يجب كرهه ومعاداته ومحاربته وأذا وجد مجالا لقتله ونهبه وسلبه لا يتأخر أبدا في دخول هذا المجال . إلا أنني سأتناولهم من جانب المرأة فقط لأن المرأة هي قضيتي التي أستطيع من خلالها أن أعبر بشكل أفضل وأعمق من أي شيئا آخر في هذا الفكر الذي ظلمها وأهانها كثيرا . وبما أني امرأة وأعيش بين أحضان هذا الفكر أعتقد بأني سأستطيع أن أوصل ماتشعر به كل امرأة تحترم أنسانيتها وكرامتها عندما تكون في مواجهة معه بأي شكل من الأشكال .


عندما أستمع أو اقرأ لشيخ وهابي وهو يتحدث عن العلاقة بين المرأة والرجل أشعر بأصطدام مع نفسي وكياني فهو لا يتحدث عن علاقة بين كائن حي وكائن حي آخر بل بين أنسان وجماد أو أنسان وحيوان في أحسن الأحوال لأن الحيوان يشعر أيضا ويتألم .

دائما حديث الشيخ الوهابي من جانب واحد فقط وهو الرجل طبعا . فهو يتحدث عن العلاقة بين المرأة والرجل كما يتحدث عن العلاقة بين أنسان وسيارته أو بيته أو أي جماد آخر . فأشعر وانا أسمع أو أقرأ له بأني لا شيء في نظره وهذا يثير كل الأحاسيس والمشاعر الأنسانية في داخلي فأنا أنسانة لها عقل وقلب وكرامة وأحساس مثل الرجل تماما وربما أكثر في بعض الأمور فلماذا يتحدث هذا الشيخ أو ذاك عن مايريده الرجل من المرأة ومايحبه ويكرهه فيها ومايحتاجه منها وما له من حقوق كبيرة وعظيمة عليها وهي لأ ! لماذا يتحدثون بصيغة أن الرجل هو الفاعل والمرأة مفعول به وهو المتصرف وهي المتصرف بها ! إليس الأثنان هما أنسان لهما نفس الروح والكرامة الأنسانية . فهل أذا سلمنا بأن عقل المرأة نصف عقل الرجل هل هذا يعني بأنها نصف روح ونصف كرامة ونصف أحتياج ونصفه في كل شيء أنساني آخر وهو مايجعلهم يعاملونها بهذه الطريقة اللاأنسانية متناسين حتى النصف المتبقي لها من أنسانيتها الذي تكرموا بمنحها أياه .

سأناقش هنا موضوع الطاعة أي طاعة الزوجة لزوجها من منظور هذا الفكر . ( واللي مايشتري يتفرج على أنحطاطهم ودونية وغباء فكرهم ) .

طبعا الطاعة في منظومتهم الفكرية هي من حق الرجل فقط على زوحته اذا كان زوجا، أو على أبنائه أذا كان أب ، أو على أخواته الأناث أذا كان أخ سواءا كان أكبر منهن أو أصغر لا فرق ، وعلى أخوانه الذكور أذا كانوا اطفالا صغار .
وهي طاعة عمياء في كل شيء عدا معصية الله ، بلا نقاش ولا جدال أي لا أعتراض عليها مادامت أمر مباح . ورغم أن ليس كل مباح هو شيء جيد أو مرغوب من كل الناس ألا أنهم لم يستثنوا منها شيئا ، فمثلا لو طلب رجل من زوجته أمر لا تحبه أو سيء ومشين بالنسبة لها فهنا لا أعتبار لذوقها وأرادتها مادام زوجها راغبا له وليس عليها إلا السمع والطاعة أو غضب الله
( ياله من إله ذكوري ) .

واليكم مايقولون هولاء الأغبياء الذين يتصورون أنهم سيسادوا العالم بسيادتهم على المرأة ولا يدركون بأن العكس هو الصحيح . وما سأنقله عنهم من أقوال وأحاديث مؤكد لديهم من القرآن والسنة ولكني سأنقل بعضه بدون الدليل الذي يختمون به أقوالهم وفتاويهم وذالك أختصارا للوقت ولعدم أطالة المقالة .

1_ تقديم طاعة الزوج على طاعة أبويها وأخوانها :
للزوج حقا مؤكدا على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته ، وتقديم طاعته على طاعة أبويها وأخوانها ، بل هو جنتها ونارها .
فأذا تعارضت طاعة الزوج مع طاعة الأبوين قدمت طاعة الزوج ، فقد قال الأمام أحمد بن حنبل في امرأة لها زوج وأم مريضة بأن طاعة زوجها أوجب عليها من أمها الا أن يأذن لها زوجها .
وأيضا ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما رواه الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : سألت رسول الله أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال : زوجها . قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل ؟ قال : أمه .
أنتهى كلامه ..

ماهذا التناقض كيف تكون طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين بالنسبة للزوجة إليس في هذا عقوق للوالدين وهو معصية كبيرة ؟ وكيف يكون أعظم حق على الرجل هو حق أمه عليه والمرأة لأ ؟ ما الفرق بين أم الزوج وأم الزوجة في هذه الحالة ؟ هو حق والدته عليه أعظم من حق أي أنسان آخر عليه ، وهي حق زوجها عليها الذي بكلمة واحدة يصبح غريبا عنها أعظم من حق حتى والديها الدائمين لها .. إلا يحتاج هذا الحديث الى وقفة تعجب ؟

لماذا يصورون الزوج على أنه أهم وأعظم شيئا بالنسبة للمرأة ؟ ما هي ميزة الزوج على الزوجة وما أفضليته عليها ؟ فالأثنين تشاركا وساهما في بناء أسرة لكل منهما دورا فيها . وما الداعي لهذه الطريقة في المعاملة بأنه هو السيد وهي المملوكة ؟ هل لأنهم يتحسروا على عصر الأماء والعبيد ويتمنوا ممارسته بأي شكل من الأشكال فلم يجدوا أمامهم سوى الزوجة !

2_ لا صيام ولا ضيوف الا بأذن الزوج :
لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته ألا بإذنه .. أنتهى

يعني لا شخصية للزوجة ولا قرار ولا أختيار في نفسها ولا حتى في بيتها . هذا هو تقديرهم للمرأة الذي فلقوا روؤسنا فيه . ويقولون أن المرأة الغربية مسكينة وألعوبة بأيدي الرجال وغير محترمة ومهدورة الحقوق . فأذا كانت المرأة الغربية مهدرة الحقوق فماذا نقول عن المرأة التي لا قرار لها حتى في بيتها ؟ وماذا نقول عن التي لا تستطيع أن تصوم لربها أذا كان زوجها رافض بينما هو يصوم ولا يحتاج الى موافقتها !

3_ دخول الجنة بالنسبة للزوجة لا يحتاج سوى رضا زوجها ( ربها ) :

أذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت . أنتهى

طاعة الزوج واجب ضروري كالصلاة والصيام وطبعا صيانة عرضه .
من هذا الزوج ! وما كل هذه القداسة لدوره كزوج ! إليس هذا دليلا على تعظيم ذكورتهم لا أكثر، وأنحيازا ظالما لجنسهم ضد الجنس الآخر المكمل لهم ؟ فهم وأسلافهم من كتب وأسس كل هذا الفكر الذكوري البشع ولم تكتبه أو تشارك به نساء .
فإذن ليس على الزوجة الا الصلاة والصيام وصيانة العرض وطاعة الزوج (وهذا أهم شيء) وسوف تدخل الجنة من أي باب شاءت مهما فعلت بعدها حتى لو أجرمت بحق الناس فالمهم هو رضا الذكر عنها قبل الله طبعا .

4_ السجود للزوج :
حديث يقول : ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لاتؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه ).
معنى قتب : رحل صغير يوضع على البعير . أنتهى

ألم أقل لكم أن حق زوجها قبل حق ربها . هذا الحديث أكثر ما أثار غضبي من هذا الفكر ومنبعه وأحتقاري لهما . ما هذا التعظيم والتفخيم والتئليه لهذا الزوج الذي قد يكون جبانا وهي شجاعة فتحميه وقد يكون فقيرا وهي غنية فتنفق عليه وقد يكون فاشلا وهي ناجحة في حياتها فترفع من شأنه وقد يكون فاسدا وهي صالحة فتستره وتجمل صورته ألخ .
فتسجد له على ماذا ياوهابيين ؟ على ذكورته فقط !

5 _ لعنة الملائكة ..
أذا دعا الزوج زوجته الى فراشه فتمعنت ونام غضبانا عليها ولم تكن مريضة فستلعنها الملائكة حتى الصباح . أنتهى
ياحرام مسكينة . ولكن أذا كان العكس فماذا ستفعل الملائكة حينها ؟ ستسبح بحمده طبعا لأنه صابر على هكذا زوجة قليلة أدب وليس عندها ذوق ولا أحترام لرغباته ومزاجه ..

لا أعرف ماهو الشعور الذي ينتاب هولاء الوهابيين وأسلافهم المؤسيسن لهذا الفكر عندما يحطوا من شأن وقدر المرأة ! هل هو شعور بالفخر والعزة أم بالقوة والكبرياء ؟ لا أعرف ولكن ما أعرفه هو أنهم لم ولن يتطوروا ويتقدموا ولن تقوم لهم قائمة ولن تكون لهم عزة أو شيئا يفخروا به وهم بهذا الفكر وهذه النظرة الدونية للمرأة التي هي أساس تقدم الأمم . .

عذرا على الأطالة .



#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وأعدائي الوهابيين .. !
- الأصرار على الحب .. قصة قصيرة
- الفرق بين السيد حمادي بلخشين وسي السيد محمود الشمري / تحليل ...
- مفهوم القوة في العالم العربي .
- يوم المرأة العالمي .. أيش يعني ؟
- السنة والشيعة ...
- أبو عنتر ... نموذج للرجل العربي ؟
- الفرق بين هيفاء المسلمة وأليسا المسيحية
- ما الفرق بين تعدد الزوجات وتعدد الأزواج ..!!
- العدل والله ...
- رسالة إلى الفتاة المسلمة ... وردي عليها
- انتقادات متنوعة 4
- خربشات
- ردود على الاشواك والورود
- هل المحاماة فطرة ؟
- تحليل نفسي لأشباه العلمانيين !!!
- أنا ممثلة العلمانية الحقيقية !!
- انتقادات متنوعة -3-
- للاسلاميين فقط !!
- لماذا تعترض المسلمة على شرع الله ؟


المزيد.....




- مقتل قس و6 من القوات الروسية ومسلحين اثنين بعد هجمات على كني ...
- -هجمات منسقة- على كنيس لليهود وكنيسة في داغستان.. شاهد ما حد ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف مواقع وسفن في ميناء حيفا ا ...
- -المقاومة الإسلامية بالعراق- تستهدف هدفين حيويين إسرائيليين ...
- “هتسلي و هتفرحي بها عيالك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- خدع والده.. قصة اقتحام طفل للملعب والتقاط -سلفي- مع رونالدو ...
- الصهيونية الدينية على -تيك توك-.. هكذا شُرّعت الإبادة في غزّ ...
- مستوطنون إسرائيليون يقتحمون المسجد الأقصى
- المقاومة الإسلامية بالعراق تعلن قصف هدفا حيويا في إيلات
- سلى أطفالك ونزلها.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بأعلى ج ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسمين يحيى - أنا وأعدائي الوهابيين !! (2)