أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بدر الدين البدري - آدم لم ينبيء أحدا















المزيد.....

آدم لم ينبيء أحدا


محمد بدر الدين البدري

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 12:16
المحور: الادب والفن
    



آدمُ ما كانََ صغيراًً، ولا يكتبُ الذكريات
حينَ سقطتْ قطعةُ النقودِ تبعها
وجدَ بيتا تتلوّى فيه امرأةٌ، وساعةً فضيةً، تركها تعملُ
فقريباً تتوقفُ القلوبُ
بينما شرطيُ المرورِ أوعزَ لي بالتحرُّكِ
اصطدمتُ بوجهِ أبي يقولُ: "لا تتنفس الكلمات" ..
إنه أبي، يجهلُ أن القصيدةَ وردةٌ على تابوتِ الشاعر..
..
ليس مهما أن يحضرَ الجميعُ حفلَ الهدوء
فمادامَ المطرُ يئنُ تحتَ قلبي
سأسامحُ، وأشاهدُ البثَّ
حتى ينقطعَ الشريانُ الذي أوصلني..

حنانُكِ خبيث
أنا لا أعزِفُ الغايات

أجملُ ما نحنُ، حينما نكونُ غيرَنا
هذا ما زرعنيهِ آدمُ قبلَ ولادةِ الانتحارِ
بخاتمينِ ونهارٍ داكنٍ في التكرارِ
عليكِ ألا تُصدِّقي أنَّ للربيعِ بهجةً
ما لم تدخليهِ من الصيفِ
جرِّبي ذلكَ مرَّةً
ستحبينني
كما أحببتِ خناجرَهم المطرزة
ولا تجربي أكثرَ من ذلكَ
ففيهِ تكرارٌ
وفي التكرارِ زمنٌ
وفي الزمنِ شاسعةٌ مساحةُ السقوطِ
ولا أستطيعُ أن أخبرَكِ أيتها الأشجارُ
أنني لا أحفظُ أرقامَ الهواتفِ
وأكرهُ لعبةَ الشطرنجِ
فصديقي البيدقُ توفِّيَ بعدَ خطوبتهِ
أي قبلَ عشرِ سنوات..

حينما رأوا حبالَ حنجرتي متينة
نشرُوا أوساخَهم عليها..

لم أنسَ أخطائي
كانت هادئةً وهي تستغفرني
فوسْطَ تتويجِ الزنابقِِ فرَّت الأسود
جميعنا واللحود
ووسائلُ الاعلامِ حاضرةٌ وثعابينُ هرقلََ
بينما عمَّتي أنَّبتْني وأنا أُحكِّمُ بينَ قابيلَ وهابيل
كانَ خوفي عزيزا أنْ تستغيثي
بأحزاني المنفلتةِ من شجرةِ تفاح
لكنَّ الوصايا
وهيَ تنظِّمُ الذنوبَ أو تبعثرُ الفضاءِِ
رمتْني على هامشِ الخارطة
وبيتُنا الجميلُ لهُ في ذاكرتي
عشرَةُ ينابيعَ ورئةٌ حاقدة
جاءَ من ذهبَ
وذهبُ القراءةِ أغلقَ دكانَهُ
قبلَ خوفٍ وثلاثةِ عميان..

حينما أُخطيءُ
سيغفرُ اللهُ لي
نفسي لن تغفر..

شكراً للهواءِ غنيمةِ الامنياتِ
ألمْ أسألكِ عن شحّةِ الأرضِ التي لبستْ فمي
وكلُّ ما يسطيعني مباحٌ لشهوةِ العواصفِ
ولو أنكِ جلبتِ المظلَّةَ لانتصرَ مسيلمةُ
لكنّهُ حطَّمَ المرآةَ التي مازلتُ أنظرُ فيها
كلما ارتديتُ حلاوةَ أمي
هذا المساءُ سيستغرِقُني في ترتيبِ نعاسكِ كما تشائينَ
فحذارِ من النومِ على الجهةِ اليسرى
لئلا يُعادَ توضيحُ المستقبلِ
بوجهةِ نظرٍ مغايرةٍ
لما تعلمناهُ في هندسةِ الألكترون
هكذا أنتِ
مضمخةٌ بالألقْ
وترشقينَ الأرقْ
وقلبي لا يفصحُ عن الحقيقةِ
مثل شتاءِ المريخ
وعليَّ مضاجعةَ النمورِ لأزأرَ كالحمامِ
وأنا أُصغي لجنونِ نيوتنَ
لماذا لم يأكلْ هذا الشيخُ التفاحةََ
فقيَّدني بالجاذبيةِِ لأظلَّ أُموسِقُ عشبتي
(أرضٌ واسعةٌ .. طفلٌ أوسع) ..

لا أنتِ
لا أنا
لا غيرنا
يعرفُ ما يعرفُنا

ظلَّ آدمُ يتقشَّرُ حتى جئتُ
لكنَّ المشهدَ الضيِقَ فتحَ النوافذَ
كلُّ شيءٍ أصبحَ واضحاً:
واضحٌ وجودُ الهواء
واضحٌ وجودُ السماء
واضحٌ وجودُ العناصر
واضحٌ وجودُ الأواصر
واضحٌ عُريُ اللغة
واضحٌ تبخُّرُ الخارطة
واضحٌ تقليمُ الأنامل
واضحٌ تجميلُ الدمامل
واضحةٌ بدعةُ الحرية
فالأشياءُ تتناسلُ عن أشيائها
كلُّ شيءٍ واضحٌ
إلا وضوحي..

الحبُّ يعني الحبِّ عندي
ليسِ ما يعنيهِ لدى الآخرين..

كم أصبحتِ جميلةً
لشربكِ كأسينِ من الأحجارِ الكريمة
لكنكِ إذ تسيرينِ بقدميْ طاووسٍ أعرجَ
سينفرطُ الجدارُ وتسقطُ ساعةُ المدينة
يطيرُ الوقتُ من عقربيها
فكيفَ أجلبُ جيشَ السمك
والأنهارُ متفقةٌ على بيعِ الرملِ والألكترونات
وأبي لا يملكُ ثوبَ زفافٍ لأمي
كي يتزوجها وينجبني
سأضيعُ إذن بينَ الممكنِ واللاممكنِ
والأغنيةُ تشكرني على الهدوءِ المفتعلِ
وانتظاري الذي ألهبَ العشاقَ
فجعلهم يبيحونَ بيوتَ النملِ لهم..
لستُ بغافرٍ جمالكِ أيتها اللعينة
يا ابنةَ أحلامي التي سأراها
حينما أغفو بعيداً في الصلاةِ عليّ..

لو تسمحين
حرثتُ المسافةَ بيننا..

المظلّةُ ذاتها تسألني عن جدوى هبوبك
فيما يتكسّرُ التغريد
إنها لمسألةٌ عجيبةٌ أن نتّحدَ في شخصينِ
بينما الروايةُ التي هطلتْ قربَ عطركِ
لم تفجِّر دبابةً واحدة
لذلكَ لونُ الضمادِ أوحى لضرورةِ الزينةِ
أن تكشفَ عن جرحِ النافذة.. أقصدُ:
ان الكلماتِ لن تستمرَ كثيراً بالتنزُّهِ
هكذا حينَ انتصاف اللونِ
وتعني قبلَ ظهيرةِ المطرِ
دخلتُ لعبةَ الأسماء:
من فمي تقلعُ الطائرات
من عيني تنطلقُ الصواريخ
من أذني تعلنُ صافراتُ الانذارِ شارةَ البدءِ
خسرتُ اللعبةَ فجمجمتي الأرض الحرام..

باتجاهِ حلمكِ الأخير تمضي خطواتي
فيما ألمُّ أوراقَ التوتِ
ليسَ للقصيدةِ المتدليةِ من أضواءِ الزينةِ معنى
وألمُّ فتاتَ الخريف
لأبني جبلاً من هزائمَ صنعتْ عظماء
وحولَ عشّكِ أبللَُ الأغاني باللهيبِ المكدّسِ في الحناجر
على السلالم الغامقة أضعُ الأصصَ
ليفرَّ التاريخُ من رائحةِ البخور
فيما تلمعُ تماثيلُ مقنَّعةٌ
ونصيبي لا يكفي إقناعَ بعوضةٍ بشرْبِ دمي لتموت..
كم غبيٌّ ذلكَ البلبلُ
نسيَ حنجرتهُ على مائدةِ الصعلوكِ
كادَ يجلبُ حريةَ الرياحِ وينساها
حبيبتي لا تدوِّنُ ذكرياتها معي، إنها تعرفُ
ان انفجارَ المصانعِ النوويةِ
أهونُ من انفجارِ قلمٍ في وجهِ قلبي..

ترميمُ نفسِكَ يستغرقُ ترميمَ الكون..

شكراً للضرورةِ
إذ أرى قمرينِ أخفاهما الزحام
وأنا لم أرجع بعدُ الى جمجمتي الحزينة
أيُّ غبيٍّ يمسحُ الكلمات
أيُّ معتوهٍ يعلِّمُ الاصغاء
وأنا أذكِّرُ الخيولَ بالصهيلِ الجريح
فلابدَّ من لعنةٍ للحنين
بعيداً عن طفولةٍ شائكةٍ
رضَعَ الأطفالُ هديرَ المرايا
وكانتِ الفنادقُ توزِّعُ الواحدةَ ليلاً
والأسئلةُ هناكَ وعلى المقاعدِ
الشوارعُ توزِّعُ الحلوى والموتى
ترتيبُ الاضمحلالِ ينأى بالوقتِ عن عاهةِ الذكريات
وأنتِ مازلتِ تضمدينَ الجدار
وآدمُ يعرفُ الأسماءِ .. ويجهلُ المسميات ..



#محمد_بدر_الدين_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بدر الدين البدري - آدم لم ينبيء أحدا