أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصدق يوسف - الشعر والجمهور














المزيد.....

الشعر والجمهور


مصدق يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 23:03
المحور: الادب والفن
    


استوقفني استطلاع أجرته جريدة الصباح في ملحقها الأسبوعي (ثقافة وأدب) والذي يتمحور حول سؤال طُرح من قبل ألجريدة على مجموعه من المثقفين العراقيين على اختلاف إشتغالاتهم ، والسؤال كان..(هل رغبت يوما أن تكون شاعرا؟) .
كانت أجوبة هذه ألمجموعه المختارة مدهشه على الأقل بالنسبة لي لأنها نوعا ما تتفق مع قناعاتي اتجاه الشعر والشعراء اليوم.
فكانت الأجوبة في مجملها تحمل ما يشبه الهروب من تهمة الشعر حيث إن اغلب الذين أجابوا قالوا إنهم كتبوا الشعر في بداية تشكل وعيهم، وكما لو إنهم بعد أن نضجوا ونضجت معهم تجربتهم بالحياة ابتعدوا عن الشعر الذي لم يجدوا فيه ما يلبي حاجتهم في التأثير على محيطهم ومحاولة الاشتراك بصياغة المفاهيم والوعي الاجتماعي.
فمما يدعو للاستغراب هو إهمال غالبية الشعراء لأهمية النغم والموسيقى في التأثير على الناس وحينما دخلت الكلمة في المعادلة زاد هذا التأثير بشكل لم يعد معه أية أمكانيه للفصل بين هذا وذاك، وإن شاء احدهم إن يفكك هذه العلا قة الجدلية فسيُفقد الكلمة احد أهم عناصر تأثيرها .
احد الفلاسفة قال (إن الكون عبارة عن عدد ونغم) أي إن النغم هو نصف الكون وحينما جاء الشعر ليكون حليفا للنغم كانت أصوات الشعراء أصحاب الإلقاء المميز (ألجواهري ،النواب ،محمود درويش) خير دليل على تأثير النغم في المتلقي علما إن هؤلاء وغيرهم من الشعراء المقروءين بشكل جيد.
ما أريد قوله هو لولا البناء الموسيقي المحكم لشعر هؤلاء وغيرهم لما كان للإلقاء أي تأثير فكلما كان للموسيقى المساحة الأعظم بالشعر كان الشعر ذو تأثير رائع في ذائقة المتلقي والقارئ والعكس صحيح ، لن تنفع مع هكذا حال أطروحات الشعراء حول الموسيقى الداخلية وغير ذلك من الحيل التي يبررون فيها ركاكة البناء الشعري لقصائدهم.
نعود إلى سؤال جريدة الصباح والذي كان مفاجئا للكثيرين ممن جرى عليهم الاستطلاع، ففي ظني إن وراء ذلك السؤال رغبه في التخلص من الشعور بالغربة لدى الكثير من الشعراء ومحاولة إيجاد صحبة ما تعينهم على الإحساس بجدوى الفعل الشعري وأهميته .
الأمر الآخر الذي أحببت أن أمر عليه هو إن الشعراء المحدثون ورغم ألقطيعه التي ما انفكوا يعلنوها على الملأ مع الشعر القديم، إلا إنهم لا يتوانون عن استدعاء الكثير من المعاني الراسخة في الشعر القديم ويسقطونها على نتاجهم (الشعري) حيث يفترضون مكانة خاصة ومميزه للشاعر .. وهي للأسف غير موجودة الآن وذلك للاختلاف الكبير بين وظيفة الشاعر آنذاك ووظيفته الآن إن كان هناك وظيفة. والأمر الآخر الذي حسبوه الشعراء مبتكرا هو تسمية هذا الجنس الإبداعي، فهم يستدعون التسمية القديمة (قصيدة) ويقدموها على نثرهم فتصبح (قصيدة نثر )أتساءل لماذا قصيدة؟ وأظن الإجابة لا لشيء إلا لأنها تحمل في طياتها المكانة ألكبيرة لقائلها.. وهذا الاستدعاء للقديم في بعض جزئياته يتضمن مفارقة يفترض إن تضع الشعراء في حرج فهم يقاطعون الشعر القديم بطريقة توهم (الجمهور ) بأنها قطيعة كاملة ولكن من تحت الطاولة تتم المهادنة لجزئيات يعقدونها مهمة (التسمية ، مكانة الشاعر بين الناس)، لكنها وضعت الجمهور بين مزدوجين لأن بعض الشعراء يشكك بأهميته.
بينما الشاعر حسين مردان كان يسمي ذلك النوع من الكتابة أو الشعر (النثر المركز). فالنثر كنوع من أنواع الإبداع الأدبي لا يقل أهمية عن الشعر والقصة.
أعود للاستطلاع الذي كانت نتائجه مفرحة على الأقل بالنسبة لي فقد وضعت أجوبة الجمهور من الذين جرى عليهم الاستطلاع، وضعت الشعراء، أي شعراء الحداثة وشعراء قصيدة النثر على وجه الخصوص في موقعهم .. وهو موقع لا يحسدون عليه ...اللهم لا شماتة.



#مصدق_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة النثر والبحث عن القارئ


المزيد.....




- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصدق يوسف - الشعر والجمهور