الباحثة البلجيكية في علم الانسان: ايلينور ارماني:الطقوس الدرزية والعادات وعلاقتها بالتاريخ الاسلامي والحيادية

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 2949 - 2010 / 3 / 19 - 20:19
المحور: الادب والفن
    

يوم الجمعة 12 آذار(مارس) 2010 كان لقاء جمهور المركز الثقافي العربي لمنطقة لييج مع المحاضِرة ايلينور ارماني الدكتورة في علم الانسان الاجتماعي والنفسي حيث امتلأت صالة المركز بالعديد من المغتربين الدروز من سوريا وغيرها وكانت المحاضِرة قد قسمت نصها الى مقاطع تتوقف عند كل منها لمناقشة الجمهور الذي كان من بينه الكثير من المختصين في علم النفس والتاريخ الاسلامي ومكانة الدروز فيه بالاضافة الى بعض الناشطين في المجال السياسي لاسيما في المنطقة العربية
الكاتبة قدمت نصها بلغة اكاديمية وبتعابير لغوية علمية ولكنها بايحاءات ورموز ادبية وتاريخية مما جعل تفسيراتها من خلال الدراسة التطبيقية على دروز الجليل الفلسطيني تتطلب الكثير من التركيز الا ان النقاش عند كل مقطع كان يتناول كل تفصيلة من محاضرتها وقد كانت فترة المناقشة اكثر بكثير مما سردته عن بحثها واستخلاصاتها
تحاول ان تجد الباحثة الجميلة ايلينور اساسا في علم الانسان لكل الطقوس الدرزية سواء المادية واو الجنسية ومدى تطابقها مع الكتاب المقدس للدروز "كتاب الحكمة
ولا تنسى ان تحاول ان تجد الرابط التاريخي لنشوء الطائفة الدرزية في حقبة معينة من التاريخ الاسلامي في عهد الخليفة ابي تميم احمد الملقب نفسه بالحاكم بأمر الله
وتثير الكاتبة الضحك في الصالة عندما تسرد حكايتها الشخصية مع الدروز عندما دعاها احد شباب الطائفة لزيارة قريته في الجليل الفلسطيني ايام دراستها الجامعيىة ومن بعدها حاولت ان تفهم المجتمع الغريب الذي يختلف في عاداته وتقاليده بعض الشيءعن الآخرين وقد اثار ذلك فضولها وانطلاق ابحاثها التطبيقية والبحث في الدواعي التاريخية والاجتماعية لهذه الطائفة..زياراتها المتكررة لأبيها في احدى القرى بالكرمل الفلسطيني حيث كان دبلوماسيا ايضا كانت دافعا لاستمرارها في دراسة الدروز العرب في وضعياتهم الحالية ومدى اسقاطاتها التاريخية
الدروز فرقة انشقت عن الاسماعيلية في العهد الفاطمي في القرن العاشر اي ان الدروز انطلقوا من اصول اسلامية والباحثة تتبنى في تعريفاتها ما اتفق عليه بعض من قيم الدروز من الباحثين والمؤرخين حيث اعتبرها البعض دينا بحد ذاته بينما يرى فيها البعض انها مذهبا او فرقة اسلامية كما تعامل في بعض الدول العربية كسوريا وقد عبر محرر السطور في مداخلته عن انهم ليسوا دينا مستقلا كما اوردت الباحثة في تقييمها لهم بل جزء من المسلمين ولو اختلفوا عن المذاهب الكبرى الا انهم يشتركون بالكثير من الطقوس والعادات والافكار كما المذاهب الاسلامية الاخرى وان عبروا عن جانب تقدمي تم عزله وتهميشه بعد انتصار مذهب الايمانية للغزالي على المذهب العقلاني لابن رشد كما تفعل الوهابية التي هي نتاج الانحطاط الاسلامي منذ ان دشنه الغزالي بالاهتمام بالطقوس الشكلية واغرق المسلمين مع الاحتلال والطقوس الشكلية الى يومنا
كما ابدى المحرر ملاحظة حول المشاركة التقدمية والسياسية الفاعلة لهم في الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي كسلطان باشا الاطرش وكذلك في تحرير لبنان وفي فلسطين للأسف دفع التقدير الخاطئ لبعض زعاماتهم الى ان يقع ابنائهم ضحية لتنفيذ جرائم منظمة جيش الدفاع الاسرائيلي الارهابية لنجدهم اليوم يتظاهرون ضد تجنيدهم في هذه المنظمة الارهابية كما تحدث مغترب فلسطيني آخر في لييج
حاولت ان تقدم الباحثة ايلينور شرحا تفصيليا لطقوس الاعراس وجذورها الانسانية لديهم وانها تتميز بالتشدد والأخذ بالثأر والقتل وخالفها بعض المغتربين الدروز واستشهدوا بزواج الكثير من الدرزيات بالمسلمين على مختلف طوائفهم وايضا بالأوربيين والعكس ايضا فان الشباب الدروز يتزوجون من مسلمات من مذاهب اخرى او اوروبيا محاولين ان يفسرواهذه الجرائم ضد المرأة بفئة منغلقة موجودة في اي مجتمع ابوي عربي او غير اسلامي حتى في اوروبا
اعادت الباحثة التأكيد على انهم يرجعون معتقداتهم الى الخليفة الحاكم بأمر الله الذي كان يقيم سائر العبادات وكان قد اقام العدل وتخلى عن مظاهر الابهة والمواكب واقترب من الناس واحبهم وعطف على الضعفاء وحارب الظلم وتخلى عن القابه والدروز يختلفون مع الطوائف الاخرى انهم لايعتقدون ان النبي محمد اخر الانبياء بل ان الله بسيرورة الكون سيرسل من يبحث عن العدل ونصرة المظلومين وكان الحاكم بأمر الله قد حرر العبيد والغى الرق وايضا منح حرية العقيدة الدينية وايضا قام بتوزيع السلطة بالتساوي بين السنة والشيعة دون ان يتحامل على احد من منطلق قوته وسلطته رغم ما تميز به من حزم وحارب الرشوة وساد العدل في عصره
يمكن متابعة صور المحاضرة وبعض التعليقات على مدونة المركز الثقافي على الرابط التالي:
http://centreculturelarabe.maktoobblog.com
ويمكن متابعة الفيديو قريبا على قناة المركز الثقافي على اليو تيب على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/user/centreculturelarabe

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات