جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2943 - 2010 / 3 / 13 - 15:17
المحور:
الادب والفن
فركضت دون الانتباه الى السيارات الكثيرة في الشارع واني في الحقيقة لا اتذكر ما ذا حدث بالضبط بعد ذلك ماعدا رؤيتي لحشد من الناس تجمعت حولي و وجدت نفسي اقول لهم بهدوء: شكرا انا بخير.
ولكنها منعتني من النهوض وتقدمت امرأة مني و وضعت رأسي بين يديها تطلب مني بحزم ان لا اتوقف على اتنفس الى ان جاءت سيارة لتنقلني وفجأة انقطعت الصورة لدي كجهاز تلفزيون انقطع عنه التيارالكهربائي.
عندما فتحت عيناي رجعت الصورة و لكنها كانت مغيمة و كأنما كساها ضباب مكثف. قمت بمسح عيناي بقوة و لكن امرني صوت نسائي ان التزم الهدوء : سوف لا يرجع نظرك تماما بهذه السرعة يجب عليك الصبر. ظهر لي تدريجيا طيف وجه ابيض كصورة داخل اطار اسود ينزل من الاعلى حتى لمس شعره وجهي و نفسه فمي ثم بدأ الصوت : لمذا لم تنتبه الى السيارات يا حبيبي و انت تعرف هذا الشارع؟
اجبت دون تردد: كيف؟ هي تختفي بسرعة البرق ... فقدتها للمرة الثاية
تحبها الى درجة المجازفة بحياتك؟
لا ادري بالمجازفة و لكنها لها قابلية الذوبان كالشبح. لا اعلم لمذا تظهر و تختفي بهذه السرعة. هل هذا انصاف؟ تنفست بعمق عدة مرات ثم اجابت بتردد
كبف لا اختفي حبيبي الست متزوج للمرة الثانية؟ لماذا لم تنتظرني؟
...
نعم و لكن تحول الحب ... مع الاولى و اني لم اقدم على الطلاق بنفسي اطلاقا.
و لكن زوجتك الحالية طيبة تحبك كيف تريد ان تطلقتها وهي بأمس الحاجة اليك؟
لم افكر دقيقة في الطلاق. كيف اطلقها و هي بريئة اكثر من الملائكة؟ كنت اعتقد ان الملائكة لا تصاب بسرطان الثدي.
سكتت لتتفس بعمق و هي تلامس بيديها الناعمتين شعري و تقااطيع وجهي لفترة الى ان لامستني بشفتيها الدافئتين لتغرقني في نوم عميق.
كانت زوجتي جالسة امام سريري عندما فتحت عيناي. تقدمت و طبعت قبلة الملائكة على شفتي و هي تقول: لا تقلق يا عسل سوف ترجع معي الى البيت بعد كم يوم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟