أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - صور














المزيد.....

صور


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 16:36
المحور: الادب والفن
    


(صورة أولى )

في الزاوية المحترقة من عمر الزمن
تنساب الملاحم المعمدة بالجماجم
تشكل لوحة من دماء
وصورة مكررة الأشلاء
يتماوج بفضائها القيد والسجان
وتنجلي الصور
لتفصح عن مراحل القتل
وبقاء الإنسان


(صورة ثانية)

هناك إذ يعشش اليمام
وبعجمة الشدو يبتكر الصوت الشجي
ناقلا تغريد بلبل حزين
يحط متوحدا على غصن قلق
يشاطره العاطفة
ويرسل تراتيله تترى
تصطدم بأشجار اللبلاب
وتحدث هزة كالانتشاء
العصف الذي يستميله
يتماوج متأرجحا كالنغمات
او كانسياب الشلال
وهو يهدر في الصدى


(صورة ثالثة)

الصدى الموغل بالتحديق الطويل
ينشر خيوطا من رماد
يلامس اللحاء المحترق من غضبة الزمن
يتأرجح على صفير الريح
الأصوات المتنافرة تمتطي الحواجز
تصطدم ببعضها
تسبح في الفضاء المرتبك
تؤلف لوحة من زحام قلق

(صورة رابعة)

القطط المتثائبة لا تحفل بنظريات اينشتاين
وتجليات لامارك
وفضول بافلوف
وأفكار الجاحظ وحياة الدميري
الحيوان ومنطق الطير وعطارنامة
أسفار توسدتها
وجعلتها متكئا لحلمها اليتيم
لأملها السابح في التأملات
وراح الشخير المواء يعلن عن الخواء

( صورة خامسة)

القدر الذي يحوي الحجر
والمناقير التي تحلم بالتهام الشمس
حكاية واحدة
يتفرد ببطولتها الجوع
يستقر الحجر في قاع القدر
وتشرئب الزقزقات نحو العنان
فمن غلظة الحجر صنع الابن الخنجر
ومن اثر التحديق صاد الصقر الحملان

(صورة سادسة)

قد نحسب التغريد نشوة
لكنه بكاء
والصفير بهجة
لكنه عواء
والهديل نغمة
لكنه نواح
والعندلة غناء
لكنها صراخ
والنعيب شؤما
لكنه انتشاء

(صورة سابعة )

بعد أن داست المجنزرات على الخريطة المستباحة /ركض أطفالنا خلف سرفها المعربدة /كان الجندي الذي يحمل قنينة ماء (الاكوا) / يلوح بإحدى يديه / يفيض بإشارته إلينا / كان يخترقنا بتحديقاته / مبتسما ببلادة إلى حيث ما تستقر آلة التصوير التي تتبعنا .

(صورة ثامنة)

فرسان علي بابا الذين تسمروا أمام بوابة الشركة العامة للحديد والخشب ، بقوا حائرين . كانت سلاسل الشركة غليظة ثقيلة ، لكن الانتظار كان أثقل . وفجأة حلت الرحمة ، فقد ترجل الجندي الأشقر الأنيق ،حاملا معه آلة الفتح الكبيرة ، وحينما لم تفلح آلته ، امتطى مجنزرته الكاكية وسحق البوابة قائلا :( يللا الي بابا) .

(صورة تاسعة)

الكلب (ملوح) عاش مع الزبيريين ، قرب مطعم (ابو يوسف) ، لم نسمع نباحه يوما ، حتى توهم بعضنا انه اخرس . كان المتسوقون يجتازونه ، او يمرون من فوقه ، وهو يجهر بعيني التملق لكل المارة . حينما دخل المارينز المدينة ، لم يهدأ نباح (ملوح) ساعة ، ولم يمر الجنود الحمر من أمام المطعم ... لكن صوته انقطع بعد أن استقرت في رأسه ثلاث اطلاقات .. كان احد أبطال الفتح قد اخرس والى الأبد صوت ملوح .

(صورة أخيرة )
(جاسمية المخبلة ) – هكذا يسميها أهالي محلة الشيشية – لطالما سمعناها تتمتم بترنيمة غريبة غير مفهومة ، تعلو تارة وتنخفض ، وتزداد رقة وغلظة ، وقوة وضعفا ، ولعمرنا لم نتوصل إلى حرف واحد مما تعني . كانت تدندن بأغنية موزونة ، فيها شيء من حماس يعكس مدى جديتها ، لولا أنها تنسخها من خلال تلك الابتسامة المنغولية البلهاء ، والتي دائما ما تهيمن على طلعتها الكالحة . كان المارة الذين يخترقون السوق يحملون لها أنواعا من الحلوى والمكسرات ، وهي تتلقف ما يحملون بشغف ، ودائما ما أجدها تبتسم لطالبات المدرسة الابتدائية اللواتي يحطن بها .. حينما تمر الدورية البريطانية الاعتيادية بطريق (جاسمية) يقدم لها الجنود بعض الأغذية المعلبة ، ولكننا لم نر (جاسمية) قد أخذت شيء من تلك المعلبات او مدت يدها يوما إلى أي جندي .. وحدث يوما أن احد الجنود قد اجبرها على اخذ أحدى العلب ، ولكنه انهال عليها ضربا .. كانت (جاسمية المخبلة) قد رمت العلبة في المياه الآسنة القريبة منها ، وهي تردد ببكاء ذات الأغنية التي سمعناها .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطوة الغيب / ج1


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - صور