أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الشيخ البراك: كلكم دواويث بإذن الله















المزيد.....

الشيخ البراك: كلكم دواويث بإذن الله


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 12:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التلعين والتخوين والتأثيم والتكفير والتخطييء والتنجيس والتحقير والتبخيس وتدنيس واستباحة دماء الناس كانت حتى الأمس القريب هي سمات طاغية على الخطاب الديني الأصفر القادم إلينا من الصحراء، والذي اجتاح المجتمعات الشرق أوسطية. واليوم يطلع علينا أحد دعاة الوهابية الكبار، وهو الشيخ عبد الرحمن البراك، بفتوى يفهم من خلالها تدويث جميع خلق الله، ومن دون استثناء، لتضاف إلى القائمة إياها، هكذا وبجرة قلم، ومن دون احترام أو اعتبار لأحد، أو أن يأبه لمشاعر الناس، ومن دون خوف أو وجل من أن يخضع لأية مساءلة أو قانون واستجواب، فالثقافة السائدة في هذه المجتمعات، تبيح لأي كان التطاول على أي كان، باسم الدين وباسم الله. والدواثة، كما هو معلوم، هي نوع من الشذوذ الجنسي والنفسي والانحراف السلوكي يتجلى بمتعة وتلذذ الذكر وهو يرى أنثاه توطئ أمام ناظريه.

وفي عالم اليوم، بطوله وعرضه، لا يوجد بيت تقريباً، من غير وجود نساء فيه يذهبن للمدارس للدراسة أو للعمل وللجامعة وللشركات العامة والخاصة أو المؤسسات والوزارات الحكومية....إلخ، وبذا لم يترك الشيخ السعودي عبد الرحمن البرّاك تقريباً أحداً من العالمين الأحياء من شرّه، ومن دون أن يرميه بتهمة الدواثة بناء على فتواه الأخيرة التي أصدرها فيما يخص الاختلاط معتبراً : " أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه وهذا نوع من الدياثة لأنه بذلك يرضى بنظر الرجال الأجانب إليها".

وحسب فتوى الشيخ الجليل فالديوث، وكما نعلم هذا والله أعلم، هو كل من يلوذ بأية فتاة تذهب للمدرسة أو للجامعة، وتحضر اجتماعات فيها رجال، أو التي تظهر بالتلفزيون لأي سبب كان، وترافق أخاها، أو أباها، أو زوجها، وبشاهدها الجمهور، وكل من تمشي في الشارع، وكل من تعمل في مكان فيه رجال، وكل أنثى تظهر في أي مكان عام، حيث من المفترض وجود رجال بشكل تلقائي وطبيعي في هذه الأماكن، ومن هنا فالمكان الضمني والطبيعي والمقترح بالنسبة للأنثى في رأي الشيخ الجليل هو السجن أو القبر، فقط .

وهوس الجنس وفوبيا النكاح التي تسيطر على الشيوخ والفقهاء هي التي تدفعهم في كل مرة لإصدار مثل هذه الفتاوى التي باتت تصنف في باب التهريج والقفشات المضحكات المبكيات، وليس لها مكان من الإعراب في عالم اليوم المنفصل تماماً عن عالم الشيخ الذي ما زال يعيش فيه منذ 1400 عاماً. (من يذكر فتوى الشيخ الأزهري عزت عطية حول إرضاع الكبير؟)

لقد جرّ عدم الاختلاط في المجتمعات الخليجية، دوناً عن سائر العالمين، كوارث مجتمعية شاملة، تجلت بالشذوذ الجنسي عند الذكور والإناث، وازدياد أعداد الجنس الثالث بين الذكور، و"البويات" بين الإناث، وما يستتبع منع الاختلاط من جرائم جنسية وأمراض نفسية واضطرابات سلوكية وكبت جنسي، وارتفاع لمعدلات العنوسة التي تعتبر الأعلى في العالم، كما بالنسبة لحالات الطلاق، ولسبب بسيط أن تلك الزيجات الفاشلة لم تكن قائمة على أسس تربوية واجتماعية وعاطفية صحيحة، ومن أهم تلك الأسس الاختلاط والانفتاح المجتمعي وما يعنيه من تربية جنسية ونفسية وصحية سليمة، وما يجلبه الطلاق من كوارث مجتمعية على أطراف المعادلة الثلاث الأطفال، والنساء والرجال، ولكن كل هذا لا يعني أي شيء للشيخ الهمام. ومن الجدير ذكره، أن كثيراً من علماء النفس والأخصائيين الاجتماعيين يربطون بين الكبت الجنسي والانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية.

والأجنبي برأي الشيخ الجليل هو أي إنسان آخر غير محلل للمرأة، حتى لو كان مسلماً، وبحسب الشيخ، أيضاً، فكل من يرضى بعمل وخروج أنثاه، أو أخته، أو ابنته من البيت، حتى لو كان مسلماً. هكذا!! أي أن الشيخ يدوّث حتى المسلمين ويكفرهم مع علمه المسبق، والمفترض، بالحديث القائل من كفر مسلماً فقد كفر. ألم يحن الوقت لحجر الشيوخ ومنع أي اتصال لهم بالرأي العام أو بوسائل الإعلام، ما داموا على هذه الحال؟

ونترككم مع شطحات وشذرات من آخر فتوى للشيخ الوهابي، التي تعبر عن ثقافة متأصلة لدى هذه المجتمعات، هذه الثقافة التي يجاهد أصدقاؤنا وزراء الثقافة العربية على إحيائها، وحراستها، وتوريثها للأجيال القادمة، ويعتبرونها ثوابت مقدسة لا يجب المس بها:

((الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فإن الاختلاط بين الرجال والنساء في ميادين العمل والتعليم – وهو المنشود للعصرانيين – حرام لأنه يتضمن النظر الحرام والتبرج الحرام والسفور الحرام، والكلام الحرام بين الرجال والنساء، وكل ذلك طريق إلى ما بعده. والباعث للعصرانيين إلى هذا الاختلاط أمران: الأول: النزعة إلى حياة الغرب الكافر، فعقولهم مستغربة، ويريدون تغريب الأمة، بل يريدون فرض هذا التغريب. والثاني: اتباع الشهوات.

قال تعالى (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما) ومن استحل هذا الاختلاط – وإن أدى إلى هذه المحرمات – فهو مستحل لهذه المحرمات، ومن استحلها فهو كافر، ومعنى ذلك أنه يصير مرتداً، فيعرّف، وتقام الحجة عليه فإن رجع وإلا وجب قتله، والأصل في ذلك أن من جحد معلوماً من دين الإسلام بالضرورة كفر لأنه مكذب أو غير ملتزم بأحكام الشريعة، وهذا مقرر ومعروف عند علماء الإسلام، أعني تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء على الوجه المذكور، ومضى العمل بعدم الاختلاط عند المسلمين في جميع القرون حتى استولى الكفار من اليهود والنصارى على كثير من البلاد الإسلامية، وهذا ما يسمى بالاستعمار، وكان تغريب المرأة وحملها على التمرد على أحكام الإسلام وآدابه باسم تحرير المرأة هو أهم وسيلة اتخذوها لتغيير مجتمعات المسلمين وتغريبها ونشر فاحشة الزنا فيها، من خلال مؤسسات الفجور كدور السينما وبيوت الرقص والغناء..........................ومما يحسن التنبه إليه أن كل من رضي بعمل ابنته أو أخته أو زوجته مع الرجال بالدراسة المختلطة فهو قليل الغيرة على عرضه وهذا نوع من الدياثة لأنه بذلك يرضى بنظر الرجال الأجانب إليها".(انتهى اقتباس أحدث الفتاوى الوهابية المريبة).

ولا تعليق، إذ ليس من بعد الكفر إثم، على أية حال.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب ومحاولة السطو على اسم الخليج الفارسي
- أهلاً أحمدي نجاد
- هل تراجعت العلمانية في سوريا، حقاً؟
- فضيحة للموساد أم فضائح بالجملة للعرب؟
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه 3
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه2
- تاريخ وحضارة تندى لها الجباه
- مأزق الإخوان المسلمين: لا حل إلا بالحل
- الموساد: غلطة الشاطر بألف
- هل حسن نصر الله أحمد سعيد؟
- زلزال الخليج القادم
- هل يحاكم سفاحو البدو الكبار بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟
- ما أحوجنا لثقافة الحب...ما أحوجنا لفالانتاين!!!
- هل هم عرب اعتدال، فعلاً؟
- سيرك الفتاوى الدينية
- لماذا يخاف العرب والمسلمون من العولمة؟
- خطر الأدمغة أم خطر المؤخرات؟
- شيطنة سوريا
- انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الشيخ البراك: كلكم دواويث بإذن الله