أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض الحبيّب - تجَسُّدُ الإله لو يُفهَمُ مَعناه















المزيد.....

تجَسُّدُ الإله لو يُفهَمُ مَعناه


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 17:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تفضّل الأخ السيد عبدالعزيز السالم بمداخلة كريمة تعليقاً على مقالتي المنشورة في عدد الحوار المتمدن 2910 المؤرّخ في 2010 / 2 / 7 وعنوانها «هكذا قرأتُ القرآن ١٠ سورة الفجْر- أوّلاً» وفي المداخلة سؤال محترم وجادّ و ذكيّ حول إحدى العقائد المسيحيّة (التجسّد الإلهي) بل هي جوهر الإيمان المسيحيّ- هنا نصّ التعليق:
{تحية. عزيزي رياض اشكرك جزيل الشكر على المقالات الرائعة. تقول: (أؤكد على ما ذكرتُ من قبل بأنّ الخالق لا يحتاج إلى قسَم وإذا ما أقسم فلا يُقسِم بشيء دونه، قيمة ومرتبة) واقول لك يا اخي كيف يمكن لله ان يتجسد بجسد انسان ادنى منه مرتبة؟ أوَليس مشكلة المؤمن بدين يرى مشكلة} انتهى.
وإني- بهذه المناسبة- أبادل السيد عبدالعزيز السالم أطيب التحيّات والمودّة بل أتقدّم إليه شاكراً على متابعة مقالاتي والتفضّل بالتعليق على بعضها وتحديداً سلسلة تأليف القرآن- التي كتبت في ضوء كتاب "الشخصيّة المحمّديّة" للرصافي، لكنّي احتجْتُ إلى كتابة مقالة كاملة للإجابة على سؤال كبير كهذا وإلى الوقت وفي ذهني ألّا يمرّ على الانتظار أزيد من أسبوع وألّا أطيل في معرض الجواب- واليوم قد حان الوقت لعلّي أنجح في الجواب.

أمّا بعد فإنّ قيمة الإنسان عند الله {العظيم} عظيمة حتى خلقهم على صورته كمثاله (والإنسان يعني: البشر للذكر والأنثى ويُطلق على أفراد الجنس البشري- قاموس المنجد في اللغة والأعلام) وقد ورد ما تقدّم في الفصل الأوّل في سِفـْر التكوين وهو السفر الأوّل في التوراة- والتوراة هي أوّل العهد القديم في الكتاب المقدّس:
{تك-1-26: وقال الله: (نَعْمَلُ الإنْسَان عَلى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدبّ على الأرض)).
تك-1-27: فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكراً وأنثى خلقهم.
تك-1-28: وباركهم الله وقال لهم: ((أثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها وتسلّطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض))} - ترجمة فاندايك.

إذاً تمّ خلق الإنسان على صورة الله ما دلّ على أنّ الله أعطى للإنسان (ذكراً وأنثى) قيمة كقيمته، إنما الوارد في الآية {نعْمَلُ الإنسَان عَلى صُورَتِنا كشَبَهِنا} هو الإشارة الأولى للتجسّد، لأنّه لو كان مزمِعاً ألّا يتجسّد لما خلق الإنسان على صورته كشَبَهه بل على صورة أخرى! أمّا الذكر والأنثى فمتساويان في كلّ شيء {وقال الربّ الإله: ((ليس جيّداً أن يكون آدم وحده فأصنع له مُعِيناً نظِيرَهُ)) - تكوين 2: 18} وقد جعله يُخضِع الأرض ويتسلّط على كائناتها الحيّة وغير الحيّة. أمّا مرتبة الإنسان فهي أقلّ من مرتبة الله قطعاً لأنّ الله أسمى بما أنه الخالق. لذا لم يُقسِم الله بخلائقه، بل لا حاجة به إلى قسَم، إنّما نهى شعب إسرائيل عن القسَم {لاويّين 12:19 – وسِفر اللاويّين هو الثالث في التوراة} ومن يقرَأِ الإنجيل لا يجد قسَمَاً واحداً بلسان السيّد المسيح، لم يُقسِمْ بشيء بل أيضاً نهى عن القسم- هنا قوله في الإنجيل بتدوين متّى- الأصحاح الخامس:
مت-5-33: ((أيضا سمعتم أنه قيل للقدماء:لا تحنث، بل أوفِ للربّ أقسامك.
مت-5-34: وأمّا أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتّة، لا بالسماء لأنها كرسِيّ الله،
مت-5-35: ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، ولا بأورشليم لأنها مدينة المَلِك العظيم.
مت-5-36: ولا تحلف برأسك، لأنك لا تقدِر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء.
مت-5-37: بل ليكنْ كلامكم: نعم نعم ، لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرّير.
[تأمّل في قوله: {ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه} فمعلوم أنّ الله روح، لكنّ المقصودَ بقدمَيه قدَمَا السيّد المسيح له المجد]
ولتقريب الصّورة من الأرض أقول: إنّ لك يا أخي عبدالعزيز القيمة عينها التي للرئيس والملك والسلطان والأمير بما أنهم جميعاً أناس مثلك وعلى صورتك، لكنّ لهؤلاء مراتب أعلى وظيفيّاً لا إنسانيّاً ولا جنسيّاً- سواء أكانوا من الذكور أم الإناث- هكذا قصدتُ بالمرتبة تمييزاً لها عن القيمة.

س) ما الدليل المادّيّ على وجود الله- وهو روح وليس بمادّة؟ ج) السيّد المسيح- وهو الدليل المادّيّ الوحيد. كيف؟
هل يمكن رؤية الروح؟ لا. ولا يمكننا أيضاً رؤية الطاقة إلّا من ثمار تأثيرها في المادّة أو عليها بواسطة الشغل المنجَز. فالشغل بأبسط تعبير (الميكانيكي- مثالاً) هو كمية الطاقة المتحولة لتحريك جسم بقوّة ما مسافة ما (في الميكانيك: الشغل= مقدار القوة مضروباً بالمسافة. ووحدة القياس هي الجول= نيوتن.متر) ولكنْ هل يمكننا أن نرى القوّة الميكانيكية المذكورة؟ لا، إنما بثمر تأثيرها كتأثير قوّة الجاذبيّة الأرضيّة- مثالاً- أو وزن جسم ما والذي أمكن حساب مقداره ليساوي الكتلة (وهي تعبّر عن كميّة المادّة) مضروبة بعجلة الجاذبية الأرضيّة أي 9,8 تقريباً، لكنْ ما هي ثمار الله على الأرض؟ هي عينها ثمار السيّد المسيح ومنها؛ أوّلاً: أقواله كما في الإنجيل بتدوين يوحنّا، الأصحاح 14 مثالاً لا حصراً:
يو-14-8: قال له فيلبّس: ((يا سيّد، أرِنا الآبَ وكفانا)).
يو-14-9: قال له يسوع: ((أنا معكم زماناً هذه مدّته ولم تعرفني يا فيلبّس! الذي رآني فقد رأى الآب، فكيف تقول أنت: أرِنا الآب؟
يو-14-10: ألستَ تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ؟ الكلام الذي أكلّمُكم به لستُ أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحالّ فيّ هو يعمل الأعمال.
يو-14-11: صدّقوني أني في الآب والآب فيّ، وإلّا فصدّقوني لسبب الأعمال نفسها.

ثانياً أفعاله- لطفاً راجع الإنجيل فإني أكتب اختصاراً كي لا أطيل: ¤ سلطان مغفرة الخطايا ¤ سلطان صنع المعجزات (أمام عيون الناس) كإحياء الموتى وإعادة البصر للأعمى وشفاء الأبرص وإنهاض المُقعَد... إلخ ¤ إعطاء تلاميذه وسائر المؤمنين به سلطان صنع المعجزات ¤ سلطانه على الشيطان (أي الروح الشرّيرة) وإخراج الشياطين ¤ وغير ذلك ما لا يُعّدّ ولا يُحصى.

هل وُجد المسيح على الأرض حقّاً أم أنّ أناساً اخترعوه قبل حوالي ألفي عام؟ والجواب ببساطة واختصار:
1. لا يوجد في كتب الأرض كلّها كلام للإنسانيّة أشرف من كلام المسيح ولا توجد أفعال أسمى ولا يوجد إنسان غير المسيح مَن نسِبَت إليه تلكم الأقوال والأفعال بشهادات رجال عاصروه وشهدوا له ولم ينسِبوا إلى أنفسهم فضلاً واحداً فيما قالوا وكتبوا وعمِلوا. وإن قال قائل بأنّ الولادة العذراويّة- مثالاً- مقتبسة من هنا أو هناك أقلْ له: صحيح أنّ البوذية والهندوسيّة وغيرها قد سبقت مجيء السيّد المسيح، لكنّ الأدلّة العلميّة أثبتت أنّ كتب تلك الديانات قد كُتِبتْ بعد الميلاد وفي الأقلّ بعد القرن الأوّل الميلادي، أي بعد انتشار الكتاب المقدّس- وللمزيد أكتب رابط حديث د. عمّاري (الأستاذ في التاريخ) الذي قام بالرّدّ مشكوراً على مختلف شبهات التشابه بين المسيحية والديانات الوثنية بأدلّة تاريخية خلال ثلاث حلقات (137،136،135) عبر برنامج الأخ رشيد (سؤال جريء) مدّة الحلقة تسعون دقيقة:
http://www.islamexplained.com/Programs/DaringQuestion/tabid/139/Default.aspx

2. هل هناك من اخترع شخصيّات بوذا وسقراط وأفلاطون وهپوقراط Hippocrates والإسكندر المقدوني وغيرهم وهم جميعاً قد ظهروا قبل السيّد المسيح؟ فلماذا لا يقوم المشكّك بنفي وجود هذه الشخصيّات، أم لأنّ السيّد المسيح- وحده دون سواه- قد قضّ مضجعه؟

لماذا تنازل الله شخصيّاً لخلاص البشريّة التي ورثتْ خطيئة آدم- وهي المعصية؟ وخير جواب هو {لأنّهُ هكذا أحبّ الله العالمَ حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يَهلكَ كلّ مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية} - يوحنّا16:3 [الإبن هو كلمة الله أي المنبثق من الله كقولك- مثالاً لا تشبيهاً- إبن النيل وبنت الرافدين وابن السبيل وبنات الضاد- اللغة العربيّة]

هل ترك الله (عرشه) شاغراً حين تنازل؟ والجواب بسؤال- مثالاً لا تشبيهاً: وهل تركت الشمس محلّها حين وصل ضوءها وحرارتها إلى الأرض وسائر الكواكب والأقمار في مجرّتها؟ أمّا اللاهوت (طبيعة المسيح الإلهية) والناسوت (طبيعة المسيح البشرية ما عدا الخطيئة) فهُما متـّحدان اتحاداً (بدون اختلاط) يُشبه إلى حدّ ما اتحاد النار مع المعدن في لوحة معدنية لتصبح ساخنة؛ لا النار (أو الحرارة التي فيها) تحوّلت إلى معدن ولا تحوّل المعدن إلى نار.

ما معنى طبيعة المسيح البشرية ما عدا الخطيئة؟ أي أنّ المسيح شأنه شأن الإنسان قد أكل وشرب ونام وصلّى وصام ووعظ لكنْ بدون فعل أيّة خطيئة، حتى اليهود من معاصريه (وسواهم إلى يومنا هذا) لم يمسك أحد منهم خطيئة واحدة عليه مهما بلغ تفكيره من ذكاء تارّة ودهاء تارّة أخرى.

أتشرّف أخيراً بالجواب على كلّ سؤال عن التجسّد الإلهي من جهة- وأتشرّف من جهة أخرى بمداخلات إخوتي وأخواتي بالربّ يسوع إمّا حاولوا- وحاولن- الإجابة بروح رياضيّة على تساؤلات القرّاء الكرام.



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا قرأتُ القرآن ١٠ سورة الفجْر- ثانياً
- أسجوعة الخفاش
- هكذا قرأتُ القرآن ١٠ سورة الفجْر - أوّلاً
- هكذا قرأتُ القرآن ٩ سورة الليل
- هكذا قرأتُ القرآن ٨ سورة الأعلى
- أسْجُوعَة العَجْز
- هكذا قرأتُ القرآن ٧ سورة التكوير
- موقع القرآن من سَجْع الكواهن والكهّان
- هكذا قرأتُ القرآن ٦ سورة المَسَد- ثانياً وأخيراً
- هكذا قرأتُ القرآن ٦ سورة المَسَد- أوّلاً
- هكذا قرأتُ القرآن 5 سورة الفاتحة
- هكذا قرأتُ القرآن 4 سورة المُدَّثِّر
- هكذا قرأتُ القرآن 3 سورة المُزَّمِّل
- هكذا قرأتُ القرآن 2 سورة القلم
- هكذا قرأتُ القرآن 1 سورة العَلَق
- 69
- حوار مع “الحوار” فهل من محاور؟
- الجهل الإسلامي والتجاهل العلماني في الحوار
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم الرصافي- أخيراً
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي 25


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض الحبيّب - تجَسُّدُ الإله لو يُفهَمُ مَعناه