فوزية الحُميْد
الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 21:55
المحور:
الادب والفن
خراب
................
كانت تفضل الجلوس في المكان الذي يأنس, وفي الزاوية التي يحب, تستوحي رفقة العمرمعه ,و تبوح بوجعها في فراغ تكتمل اشباحه مع حدة ألمها . يسرح ذهنها في منافي أكثر جحوداً ,وفي انكسار الأشياء’ وعتمة الرحيل. تنبعث روائح الجراح ,تاركة مقاعداً للحسرة. تسأل من عمق شجنها.. ياترى من يقتل الآخر ؟ ومن يموت ! وفي قلق الأسئلة تتسرب المعاني من نوافذ الغياب, وتتواطأ الجدران على هواجس الذات , و تتطاول الأشباح في زمن اللا رجوع ,وفي لوعة المرارة يكبر الحزن , و يتكاثف الصمت في صدأ الذكرى, وفواجع النكران , كان المكان يتماهى بالخراب, و هي تغرق في ظل يأبى أن يفارق ذاتها ! بصعوبة اسلمت رأسها لخلف المقعد واستسلمت للرحيل !! ولموت آخر قد يكون أرحم!!
ضياع/
...............
في طرقات نافرة , بل موحشة, تحتال الطفلة ببيع أشياء رثة لا علاقة لها بالحياة . وفي اقترابي منها لمحت أرصفة بائسة. تسكن لحظ عينيها الهارب, كنت اتحدث وهي غارقة في صمت لا يحتمله جسدها الناحل الصغير. ولا أدري لماذا يهزمني وجهها. وهي حالة من حالات كثيرة لم تكن تستوقفني !هذه المرة شعرت بغصة وفي مغادرتها أحسست بضياع ’و بحلم يموت’ ومدينة مهترئة.. تهوي !
تسول/
..............
تبحلق في وجهه التائه, تتمدد المسافات ضجرة . تقدم احساسها في جفافه ,يزيد اغترابا .يتراكم التعب في استجدائها له, تسقط للمرات في وحل التسول. وتنسى أنَ الأنوثة غير الظل!فمن يقول لها : أنَ الكرامة أنثى!!
فراق
.............
في ملاذ الفراق كانت الزوايا تبوح بتعبها, وروائح البخور تئن بالألم, و الحنين يتلو الوجع .وعلى مخمل الورد ينكسر الوقت. كان الفراق يركض على الجرح . وأفقي يضيق , والليل يطول ..يطول, والكارثة وسادة لتطويع النوم!!
وردة
............
حين أهداها وردة أخذتها بدهشة الإحتفاء .. بها تحول المكان إلى شواطيء وطاولات غناء. وأختزل الليل الحدائق!!
قاصة
#فوزية_الحُميْد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟