|
لو كان الاسلام من عند الله لصنعوا تمثال من -ذهب- لزكريا بطرس
انون بيرسون
الحوار المتمدن-العدد: 2898 - 2010 / 1 / 25 - 12:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
طالبان كليهم فى نفس الصف مقبلان على نفس الامتحان ..أحدهم أثقلته المسؤلية و دفعه الاحساس بالهبية و الرغبة فى النجاح فسهر الليالى و لخص المناهج و ذاكر كل ليلة و حرم نفسه من اللعب و التسلية و غالب النعاس و قمع اهوائه و حارب نزواته ليذاكر و يتقن دراسة مناهجه ....و ربما أقتصد من قوته و قوت عائلته ليشترى المراجع و الكتب حتى يكون جاهزا مستعدا ليوم المحص و التمحيص و الامتحان ...و طالب اخر لم يعبئ بما ينتظره و جال صال و سوف و تهاون و تغاضى و لعب و أستهتر و قضى نهاره فى اللهو و ليله فى الغطيط و اسرف فى غيه و غرف من فسقه
تخيل كلا الطالبين يقبلان على يوم الامتحان و كيف يحس كليهما و هو يواجه أسئلة تختبر اخلاص و تعب و جهد كليهما فى الدرس و التحصيل لتنصف المجتهد و تعاقب المتهاون ......و تخيل أيضا احباط المجتهد و تمادى المهمل أن لم يأتى على كليهما الامتحان ........أو حتى كان هينا لا يستحق الاعداد و الدرس و الحصد......فكلما صعب الامتحان كلما سعد المجتهد و أرتعب المنفلت
تخيل محاسبان فى نفس الشركة أحدهم أمين دقيق ملتزم شريف و اخر خرب الذمة مختلس مهمل متراخى .....تخيل موقف كليهما عندم يقبل عليهم التفتيش المالى او المراجعة المحاسبية او جرد عهدتهم ......سيفرح الاول لأن امانته ستكافئ و جهده سيتضح و زرعه سيأتى ثمره و سيخور الثانى مرتعب مرعوب لأن يوم الحساب قد أقبل عليه و هو ليس مستعدا له و دفاتره تكشف خسته
كان فى شبابى معلقا رياضيا شهير يكتب لجريدة الاهرام أسمه حسن المستكاوى .....و كان هناك حارس مرمى لفريق الترسانة اسمه "حسن على" و كان هذا الحسن ابن على ....يهوى الاستعراض و كان ينتهز اى كرة تصوب الى مرماه ضعيفة هينة طائشة حتى يرتمى عليها و ينقلب بها فى الجو و يدور بها فى حركات استعراضية ...فكان المستكاوى فى محاولة للهزء من اسلوبه لا يكتفى بأن يسميه "حسن يوجا".....بل ايضا كان يمتنع عن اعطائه أى درجة من التقدير و كان يعطى كل لاعبى الفريق درجات تتفاوت من صفر الى 10 كلا حسب تقيمه .....و لكنه فى كثيرا جدا من الاحيان .....رغم الاكروبات الاستعراضى الذى يؤديه "حسن يوجا" كان المعلق الرياضى يضع امام أسمه كلمة ((لم يختبر)) ...أى رغم الاستعراض فمرمى هذا الحارس لم يتعرض الى أى تهديد حقيقى .....و عليه هذا الحارس "لم يختبر"
و هاهو الاسلام بعد 1400 عام من الاستعراض و التباهى و التفاخر و التحدى الفارغ ......يجد الاسلام نفسه فى مواجهة لم يعرفها من قبل ....مواجهة لم يعد حظر السعودية موطن الاسلام و مفرخة السلفية الاصوليه على دخول نور المعرفة اليها تفلح ......و صار منع الجمارك السعودية دخول الانجيل اليها لا قيمة له .....فعبر الشبكة العنكبوتية صار هناك مئات الروابط التى يستطيع المسلم السعودى المحاصر تنزيل عشرات الكتب و منها الانجيل بالعربية ....صار منع بناء الكنائس قرار لا قيمة له فعشرات الكنائس و مئات المؤمنين السعودين العابرين الى نور المسيح تجتمع فى انحاء المملكة فى كنائس عفوية تلقائية فى البيوت ليعبدون الله معا فى اصقاع و فيافى كانت منذ عقدا واحد لا تتخيل فى اكثر احلامها جموحا أن يحدث هذا
قفز النت و الفضائيات فوق اسوار الاسلام التى ظنوها حصينة لا تهزم و لا تدك و هب نسيم الحرية فوق تخوم صحراوية قاحلة خيم ظلام الاسلام المحمدى عليها عقودا و قرون ...و واجه الاسلام تحدى لا يفلح معه ((و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة و رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم))....فأصبح المسلم عليه ان يعد ما استطاع من "العلم" و "الادلة" و "الحكمة" "ليقنع" و "يفحم" من يعتقد انه عدوا الله و عدوه .....بل اكتشف كثيرا من المسلمين ان عدوهم الحقيقى و عدو الله الحقيقى هو محمد و الاسلام
أصبحت مقولات مثل الاسلام دين التوحيد و الاسلام دين الوسطية و الاعتدال و محمد رسول الرحمة و الاسلام اعز المراة مقولات تحتاج للمرة الاولى أن تثبت نفسها و تبرهن على صدقها ....صارت الجعجعة الفارغة عن أعجاز القران و تفوق المسلمين و سمو أخلاق محمد و المحمدين فى دائرة الاضواء
فماذا كان موقف الاسلام و الاسلامين ؟؟ هل هو موقف الموظف الشريف العفيف الذى يفرح يوم ان تأتى عليها التفاتيش و الرقابات و المراجعات فيسر ان يوم مكافئته على صوابه و صدقه قد حان ؟؟؟؟؟ ام موقف الاسلامين و الاسلام هو موقف الموظف الغشاش المرتشى المرتعب الذى يكره التفتيش و المراجعة عليه و سؤاله من اين اتى هذا و الى اين ذهبت تلك
لو كان الاسلام من عند الله لفرح الاسلامين بالقمص زكريا بطرس و روجوا هم بأنفسهم لقناة الحياة و لرحبوا بكل نقد يوجه الى الاسلام ..لأنهم سيستمتعون بالرد عليه ......و سيتبهون بأظهار قوة حجته و سلامة منطقه و صواب منهجه ...
فكيف تتيه بقوة لم تختبر .....و كيف تدعى صواب لم يمتحن ........و كيف تتفاخر بنصرا دون معارك ؟؟؟
...فالمصارع المتمكن يرحب بكل تحدى يصل به الى النصر فى حلبة الصراع و المصارع المزيف البهلون كحارس الكرة البهلون يتقلب و يتمرغ و يستعرض فقط و ينكشف و ينفضح عند التصويب الحقيقى على مرماه و عند صراع و مصارعة حقيقية غير مرتبة و غير منسقة ليفوز من لا يستحق كسب المعركة
لو كان الاسلام من عند الله ما هاجموا زكريا بطرس و احلوا دمه و حاولوا اغتيال عرضه و حاربوا قناة الحياة و منعوها من الارسال و حاولوا اخراس كل صوت يتجرئ ان يسائل عن حقيقة الاسلام
لو كان الاسلام من عند الله لأعادوا أرسال قناة الحياة على كل الفضائيات و لأستمتعوا بالرد عليها و حضوا اتباعهم الحرص على متابعتها ليروا بأم اعينهم سلامة مواقفهم
لو كان الاسلام من عند الله ما قتلوا المرتد بل رحبوا بخروج المنافقين و تنقية صفوفهم من المترددين و بقى فى الاسلام فقط المقتنعين المتفانين و ما كانوا منعوا بناء الكنائس و لا منعوا التبشير و لا حاربوا نشر الانجيل و لأطلقوا حرية التعبير و حرية الاعتقاد و حرية الابداع و حرية البحث و حرية الابداع
لو كان الاسلام من عند الله ما احتاجوا للعنف و ما لزمهم السيف و لا نادوا بالقتال و ما حجروا على التساؤل و ما هربوا من المواجهات
لو كان الاسلام من عند الله لحل الهدوء محل الصراخ .....و لعالج التمكن حتى التجريح و التهجم ........و لرحبوا بالنقد و فرحوا بالتشكيك لأن عندهم كل اليقين .......ففى اى نقاش من يلجاء الى العنف اولا هو من يدلل على ان حجته اوهى ......و كلما زادت الفكرة هشاشة كلما زاد عنف المافعين عنها ....
لو كان الاسلام من عندالله ......ما عرفوا الخوف و لا وجلوا من كل طرح ..و لا غضبوا من كل نقد و أسطشوا من كل سؤال ...
و لكن هذا الاسلام ليس أبدا أبدا من عند الله.....فالله شجاعا لا جبان ......حكيم لا رعديد ...
....................هذا الاسلام ليس أبدا أبدا من عند الله
#انون_بيرسون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق
...
-
قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|