أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - باقر جامع تشتت مشاعر الوطن المنسية














المزيد.....

باقر جامع تشتت مشاعر الوطن المنسية


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 19:32
المحور: الادب والفن
    


لم تكن هناك قصة تُروى بل موقف قصصي وطني إنساني.. ففي ذروة القتل الطائفي البليد... كان مارا بالمنطقة التي يسيطر عليها الإرهاب ..لايمرّ بها من الطيف الآخر الإقٌتل... طريق عمله القاسي التصديق يمرّ بها على المسامع التي لاتظن نجاة الراوي لسنوات.. أثار إنتباهه أن هناك لافتة عزاء بيضاء.. فهناك موضة لافتات الموت ليست سوداء بل بيضاء لرمزية معروفة على طريقتهم في التفكير والتنفيذ... الغرابة هو إسم الميت ومثبت فيها الشهيد... (باقر)! فذاك الأسم في تلك المنطقة فريد التداول مستحيل التصديق والساهي المار بحمله سيكون في خبر كان وكل أخواتها حتى من الرضاعة!
أستوقفه الأمر فسأل مستفسرا هل هناك سرا في التسمية؟ فكان للجواب قصة تستحق ان تثير منابت المشاعر الوطنية الصادقة لكي تنمو براعمها من جديد في ارض واحدة وشعب واحد ولغة واحدة..
القصة ان أبا باقرا كان عسكريا في الحرب الإيرانية- العراقية المجنونة وفي وحدة عسكرية فيها كل طيوف الوطن فأُصيب إصابة بالغة بهجوم في المنطقة الحرام وظل ينزف دون نجدة طبية وأنسحبت وحدته في ظل إجواء القصف العنيف العشوائي والمنتظم فبمن يلوذ؟ وبمن يستصرخ وجرحه ند يا وحوله جثث الموتى ومناجل الموت الحصدية ؟
تعكز أبو باقر على حمية زملائه ونخوتهم وحسن الظن برفاقه فتطوع زميلا له بالمجازفة بحياته أو بالآسر سوية إذا وصله ونجوا جميعا فزحف صديقه إليه مسافة طويلة غير عابيء بالاطلاقات العشوائية والقذائف التي يجب عليه كعسكري الإحتماء منها بملجأ او خندق لحين توقفها الإستهداف ولكنه بلاتعقلّ عبر جسور الموت كلها ليصل صديقه النازف الوقيذ المستبشر الدامع العين على شهامته ليس لنجاته المحتملة بل لإدراك ان قيمهم الوطنية واحدة عند الشدة والرخاء فحمله مسافة على كتفه وركض به لمنطقة الامان متواريا بتضاريس الارض متحاشيا عشوائية القصف الرصاصي والمدفعي وقنابل التنوير ليلة كاملة يطبب جرحه وينتظر هدوة الليل ليشق عباب الإلغام ورصد العدو حتى وصلا مواقع وحدتهما ليجدا اسميهما في عداد المفقودين!!
تنفسا الصعداء... لقد نجى ابو باقر بنخوة مُنقذه.. وكان قد تزوج قبل عدة اشهر وزوجته حاملا فهل يفاجئنا ان إسم المُنقذ كان باقرا؟!
نعم لقد أنقذته شهامة باقرا وقرر الناجي ان يٌسمي المولود إن كان ذكرا بإسم مٌنقذه العراقي الآصيل الشهم الغيور المٌضحي بحياته لإنقاذه وفعلا سمى ولده بأسم باقر تاكيدا لوعده المقطوع مع ذاتهوإكراما لذاك الموقف الوطني السامي الأشم.
ومرت السنوات وانتهت الحرب وأنصرمت الاحاديث المؤلمة ولم ينقطع تواصلهما التزاوري صار باقر شابا يحمل بقصة إسمه في الحياة مشعلا ل كل تلك القيم الوطنيةالتي شمسها لن تغيب في مجتمعنا مهما كانت معوقات نهوضها تسد الطريق على نورها الوضاّء.
عزيز الحافظ





#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآبهق
- صريع فرحة نجاته
- الاقهدية
- هل القادم رئيس عراقي جديد؟
- تمثال لحسين سعيد
- دَفِينْ مقبرة الغرباء
- للظلم فروع طفولية
- قرض إسكاني ام ذبح للاوداج؟
- ماذا اعدّ الشيوعيون العراقيون للانتخابات القادمة؟
- إدعموا هادي احمد لنجاح الدوري القادم
- العراق هدروفوضى في إستيراد السيارات
- حسين سعيد ضامن الفوز! ويبحث عن ضمانات حكومية
- طؤاريء لاتحتمل التاجيل
- صرخة الهضبة الوسطى
- ماهو حق المرأةالمسلمة في حج بيت الله؟
- الكاميرا البؤبؤية
- هل للزوجة حقا في السكن المُستقل؟
- حقوق الطالبات العراقيات المتفوقات في البعثات
- إرث المرأة في التشريعات الإسلامية
- ماهي صفات الأحقّ بإمامة الجماعة عند مذاهبنا؟


المزيد.....




- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - باقر جامع تشتت مشاعر الوطن المنسية