أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته














المزيد.....

الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته


ثامر الحاج امين

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 17:19
المحور: الادب والفن
    




" انا مجنون لسبب
وانت عاقل بلا سبب "
بهذه الجمرة المخبأة في " رماد المسلة " احد النصوص المهمة والمشاكسة في تجربة الشاعر المغترب " صلاح حسن " ، المحتفى به في اتحاد الادباء والكتاب في الديوانية ، قدّم الأديب" ثامر الحاج امين" ضيفه الشاعر ، واصفاً استضافته بانها ( بيدر جديد متميز يضيفه الاتحاد الى حصاده الوفير ) ، فالمحتفى به يمثل تجربة شعرية قدمت للمشهد الثقافي العراقي عطاءَ طيباً وناضجاً تمثل بعدد من المجاميع الشعرية والمسرحية حصدت جوائز عدة ،وشهادات كبيرة كانت ابرزها شهادة الشاعر الكبير "ادونيس" بعدما قرا قصيدة المحتفى به "المحذوف في عدم انضاج العبارة" قال (اريد ان اعرف الشجرة التي اعطت هذه الثمرة ) اضافة الى قائمة طويلة من الاستضافات العالمية والكثير من النصوص المسرحية التي قدمت على مسارح اوربا .
استهل الشاعر حديثه بعرض لأبرز المحطات في مسيرته الابداعية التي انطلقت في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، متوقفا عند قصيدته " رماد المسلة " التي تنبأت بالخراب الذي حصل ويحصل الآن والتي قدمته الى الساحة الشعرية بحصولها على الجائزة الاولى لمسابقة مجلة الاقلام ، ثم تناول موضوع الغربة وتأثيرها على تجربته واصفا اياها بالمعادلة الصعبة ومستذكراً:
بملابسنا الرثة
وصلنا متأخرين الى المدن النظيفة
ياالهي لقد وصلنا
ولكننا مازلنا تائهين
فالغربة بقدر مااعطت للشاعر من انتشار وفسحة للانجاز والعطاء والاطلاع على التجارب الابداعية للشعوب وفضلها في خلاصه من قسوة القمع الذي مارسته الدكتاتورية بحق الابداع الحقيقي ، فانها – أي الغربة – أخذت منه ايضا الكثير من سنواته الجميلة ومتعة العيش واستقراره بين الاهل والاصدقاء ومرابع الطفولة ، الغربة التي اذاقته المر وهو يتابع اخبار القهر والاذلال لشعبه ، كانت سنوات مخيفة من الاحلام والكوابيس فيها :
كل يوم يجيء
بهوائه المعتم الثقيل
ويقودني من يدي
الى سرير الوحدة البارد
يدس الاحلام والكوابيس
في نومي
ثم يتركني وهو يمضي
نجمة بعد نجمة
جسداً بلا ذاكرة
وفي اجابته عن سؤال قدم له عن الوجه الآخر لشخصية الشاعر الكبير " عبدالوهاب البياتي " باعتبار ان المحتفى به كان قريبا منها وملازما لها ايام الغربة كما يشير الى ذلك في كتابه " قربان التاريخ " الصادر عام 2007 ، فيذكر ان " البياتي " لم يكن شاعراً كبيرا فحسب ، بل انسانا كبيرا ونبيلاً في نفس الوقت ، على العكس ماصورّه البعض من انه شخصية فيها الغرور والعجرفة ، متذكرا لقاءاته اليومية به في " غاليري الفينيق " وعلى مدى سنتين كان "البياتي" فيها يتفقد الشعراء الشباب في الغربة ويقدم لهم المساعدة بما فيها التوسط لهم لدى الصحف ودور النشر لايجاد فرص عمل للبعض منهم ، كما يعترف بفضل " البياتي " على بقاء اسرته على قيد الحياة حيث كان يتفقدهم ويمدهم بالمساعدة المالية اثناء انتقال المحتفى به الى منفى اخر وقبل ان يصطحب عائلته الى منفاه الجديد.
وعن سر اتقانه للغة " الهولندية " وكتابة الكثير من منجزه الشعري والمسرحي بهذه اللغة ، يذكر الشاعر " صلاح حسن " انه منذ ان حط رحاله خارج ارض الوطن صمم على :
سأعبر قوس الظلام
وأومىء للنهار بعكازي
واكتشف انه هناك طريقتان للعيش في المنفى : الاولى ان تتقوقع على ذاتك وتطلّق المجتمع الذي تعيش فيه وترفض ثقافته ولاتتعلم لغته ولاتعاشر اهله فتصاب بالنتيجة بالكآبة وبعض الامراض النفسية المدمرّة ، وتتعطل عن القيام باي عمل مثمر ، والطريقة الثانية : هي الانخراط بثقافة المجتمع الجديد وتعلم لغته والمشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية وبالتالي تصبح عنصرا فاعلا في ثقافة هذا المجنمع الجديد ، فاختار الطريقة الثانية حيث ثابر على استثمار الفرصة في تعلم اللغة الهولندية ثم الاطلاع على ادبها وثقافتها مما سهل له الدخول الى الوسط الثقافي في هذا البلد والاتصال بمبدعيه ، كان يشعر بتجدد الحياة فيه وهو يتقدم بهذه الخطوات متشبثا بالأمل ومصرا على هزيمة اليأس والانكسار :
لاأريد ان اموت مثل موتاي وحيدا..
موتاي الذين يرحلون عادة
في الظلام كالغرباء
لذا كان تصميمه ان لايترك سنواته طعما للوحدة واليأس ويرحل كالغرباء ، انما عليه ان يمضي متحديا كل الصعاب ، واضعا امامه التجدد والأمل الذي عبر عنهما بـ " زهرة صبار ومصباح ملون " :
لدي في غرفة النوم
زهرة صبار ومصباح ملون
اما عن ابرز سمات تجربة جيله وابرز مجايليه فقد ذكر انها تجربة رغم ولادتها من رحم الحرب الا انها استطاعت ان تنمو وتزدهر بعيدا عن اجوائها وصورها المرعبة ، مستذكرا تجارب مجايليه الشعراء باسم المرعبي ، محمد تركي النصار ، محمد مظلوم .
هذا وقد تخللت الامسية عدد من القراءات الشعرية قدمها الشاعر من بعض مجامعيه المنشورة حظيت باهتمام الحضور وكان مسك ختام الامسية هو تكريم الاتحاد للشاعر المحتفى به بـ " درع الابداع " قدمّه له الناقد الدكتور " باسم الاعسم "اضافة الى تكريمين آخرين قدما له من المجلس البلدي في المدينة وجريدة الديوانية .



#ثامر_الحاج_امين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - كلاب الآلهة - .. شهادة بيضاء عن حقبة سوداء
- -ملتقى الوركاء للثقافة والفنون-..خطوة فريدة
- هل يفعلها العراقيون.؟
- -جدل-...اشراقة على عالم الثقافة
- الجدار الثقافي في الديوانية .. يحتفي بالروائي-سلام ابراهيم-
- -الارسي- الوجه الاخر للتجربه
- التكريم يأتي في أوانه
- قفشات من اوراق كزار حنتوش
- -اوراق من ذاكرة مدينة الديوانية- .. سيرة مدينة طيبة
- الروائي -علي عبد العال- العودة الى الرحم
- في ذكراه الثانية كزار حنتوش..استشراف الموت
- المستبد .. صناعة قائد في حكم 4 عقود
- انتخابات نقابة الصحفيين ... ما لها وما عليها
- معاداة السينما..الى اين؟
- جمهور الثقافة امام-مجتمع المعرفة-
- -حين يتكرر الوقت...يتوقف-خطوة شعرية واثقة
- شموع تأتلق ايذاناًَ بالعرض
- كم انت رائع ياعراق
- بلابل تشدو للحرية
- القاص كريم الخفاجي(رحلة الابداع)


المزيد.....




- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...
- اللغة العربية في طريقها الى مدارس نيشوبينغ كلغة حديثة
- بين الرواية الرسمية وإنكار الإخوان.. مغردون: ماذا يحدث بالأر ...
- المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية ...
- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثامر الحاج امين - الشاعر - صلاح حسن -.. ينفض رماد مسلته