جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2871 - 2009 / 12 / 28 - 16:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان يكون محرم وعاشوره معانقا لنهاية وبداية السنة الميلادية هذا العام ، هو صدفة صرفة خاضعة لتصاريف التقاويم ، وضرورات دوران الاشهر القمرية !
هبة الشارع الايراني جامحة في شهر محرم وعاشوره حدث غير صدفي بالمرة !
ربما احتلال ايران لبئر الفكة في بداية شهر محرم حدث صدفي ،، اشك بذلك ولكن حجتي على شكي ضعيفة !
الانتخابات العامة المقررة في العراق بنهاية اربعينية فاجعة كربلاء قرار يخاصم الصدف كلها !!
ذكرى الحرب الجهنمية ، حرب ـ الرصاص المسكوب ـ على غزة وتلازمها هذا العام مع فاجعة الحسين هي توارد لخواطر الرزنامات ، ولكنها صدفة معبرة ، وكانها تعقد مرارة الماضي بالحاضر ، فغزة بمليونها والنصف محاصرة من الجهات الستة ، واهلها يموتون بطيئا والعالم المتمدن يتفرج ، وبعضه يذرف الدموع لقلة حيلته ، وقلوب البعض مع اهلها وسيوفهم عليها ، وبعض الاعراب والاصحاب اكثر صهيونية من صهاينة اسرائيل ذاتها في محاولة خنق غزة ، لانه موعود بالاحضان والامان من خلفاء البيت الابيض ، والبعض يتمنى لو تختفي هذه الغزة ويشربها البحر بسونامي اسرائيلي تنقذه من فضيحة ان غزة التي لا تظهر على الخارطة الا بصعوبة وبعدسات مكبرة تستطيع لوي ذراع البلطجة الاسرائيلية وانظمة لدول اقليمية كبرى تحير ماذا تفعل لارضاء اسرائيل !
هناك مثل يقول اذا لا تنفع فحاول ان لاتضر ـ وهو ينطبق تماما على موقف حكومة عباس وشريكها المصري الذي وبلا خجل يريد بناء جدار فولاذي بوجه الغزاويين امعانا بتاكيد سيادته ، ومن جانب اخر يفتحها على البحري للتغلغل الاسرائيلي زراعيا ونفطيا وسمكيا وسياحيا ومخابراتيا وحتى استراتيجيا !
اخيرا وليس اخرا هل ان شعارات بعض المواكب الحسينية المهمة واهازيجها المنددة بالحكم الطائفي الفاسد في العراق ومواقفه الذليلة ازاء الاحتلالين الامريكي والايراني هي مجرد صدفة وحالة طارئة ؟
الجواب القاطع هو النفي طبعا ، لان الكثير من هذه المواكب وبحسب مواقفها المتواترة تاريخيا ، كان لها ادوار وطنية مهمة وتعمل على اشاعة الوعي السياسي الوطني بين جمهور زوار العتبات المقدسة في العراق وتحديدا بمناسبة عاشوراء ومن هتافاتها يفهم ان هناك جمر تحت الرماد :
بالفكة دخلوا ليش ؟ وين الحرس والجيش ؟
شعب واحد سنة او شيعة هذا الوطن ما انبيعة !
حكمنة حكم ابوالطسة بيه الشرطي والحرامي يتشابه ابلبسة !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟