أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - التقارب السوري-اللبناني: تغليب كفة المصالح المشتركة














المزيد.....


التقارب السوري-اللبناني: تغليب كفة المصالح المشتركة


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قام رئيس الوزراء اللبناني (سعد الحريري) بزيارة –وصفها كل المتتبعين- بالتاريخية إلى الجارة سوريا؛ و التقى الرئيس بشار الأسد وجها لوجه؛ و تباحثا معا في مجموعة من القضايا التي تهم البلدين الشقيقين.
من وجهة النظر الدبلوماسية؛ يمكن أن نعتبرها زيارة ود و إخاء؛ كما يؤكد على ذلك الناطقون بأسماء الزعماء؛ لكن الأمر في الحقيقة أعقد من ذلك؛ خصوصا إذا علمنا أن هناك سنوات من الجفاء؛ التي وصل إلى حدود القطيعة مع سوريا؛ عبر اتهامها المباشر بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق ( رفيق الحريري).
و قد كان تيار المستقبل؛ الذي يقوده سعد الحريري؛ من نتائج هذا الجفاء و هذه القطيعة؛ لأن مشروعه السياسي قام في البداية على مواجهة الأجندة السورية في لبنان؛ و على قائمتها سلاح حزب الله؛ الذي يدخل ضمن هذه الأجندة.
و نزيد زعما؛ لنذهب في اتجاه أكثر حدة؛ إذا قلنا أن وصول الزعيم الشاب سعد الحريري إلى قيادة الحكومة اللبنانية؛ كان مدعوما بشكل مباشر بمواجهة النظام السوري؛ سواء داخل لبنان؛ أو عبر المحافل الدولية.
إن هذه الزيارة؛ بتعبير أكثر تسييسا؛ زيارة مصالح – لا مصالحة حتى- فالشيخ (الشاب) سعد الحريري أدرك خلال هذه السنوات الأخيرة؛ من خلال مواجهته للنظام السوري؛ أدرك بالملموس أنه لن يجني نتائج سياسية؛ يمكنها أن تدعم مسيرته السياسية الفتية؛ خصوصا و أن هذا النظام قد اشتد عوده في المنطقة؛ و نسج علاقات استراتيجيسة واسعة؛ سواء مع إيران أو مع تركيا؛ و هو يسعى إلى فك الحصار العربي؛ عبر التدشين لحوار عميق مع المملكة العربية السعودية .
كلها أوراق قوية و رابحة؛ استطاع النظام السوري بحنكة سياسية كبيرة حصدها؛ و بذلك فإنه يكون قد حصن نفسه من أية ضغوطات مستقبلية؛ سواء أكانت أوربية أو أمريكية. في ظل هذا الوضع السياسي يجد سعد الحريري و معه تيار المستقبل نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما :
الخيار الأول: الاستمرار في بناء مشروعية التيار داخليا؛ عبرا لاستمرار في سياسة المواجهة مع النظام السوري؛ بادعاءات متعددة؛ منها ضلوعه في اغتيال رفيق الحريري؛ و ما يرتبط بذلك من محكمة دولية؛ و منها التدخل في شؤون لبنان الداخلية؛ عبر دعم حزب الله.
و هذا الخيار من المنظور الطاكتيكي الصرف؛ لا يمكن أن يحقق أية نتائج سياسية؛ سواء لتيار المستقبل؛ أو للبنان ككل؛ خصوصا إذا استحضرنا الأوراق الرابحة الكثيرة التي يتوفر عليها النظام السوري .
الخيار الثاني: التدشين لأسلوب سياسي جديد؛ في التعامل مع الجار السوري؛ بناء على المعطيات السياسية الموجودة على أرض الواقع؛ مع محاولة تجاوز كل ما يرتبط بمراحل الصراع السابقة؛ و هذا الأسلوب الجديد؛ يفترض أن يكون نهجا لتيار المستقبل؛ قبل أن يكونه نهجا للدولة اللبنانية؛ الشيء الذي يفرض على هذا التيار التأسيس لمراجعات عميقة في مشروعه السياسي؛ عبر ربطه –على الأقل- بالمرجعية الوطنية و القومية؛ في منأى عن أية خدمة مجانية للأجندة الأمريكية-الأوربية؛ في لبنان بشكل خاص و في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
إن ما يبدو واضحا الآن؛ و من خلال الزيارة ألأخيرة؛ التي قام بها زعيم تيار المستقبل و رئيس الحكومة اللبنانية؛ ما يبدو واضحا هو ترجيح كفة الخيار الثاني؛ لأن مصلحة تيار المستقبل؛ ومصلحة لبنان ترتبط بهذا الخيار في الأخير؛ الشيء الذي يعني تغليب كفة المصالح المشتركة بين البلدين؛ لأن ما يربط سوريا و لبنان-في الحقيقة- يتجاوز المصالح الآنية؛ إلى مصالح طويلة الأمد؛ ترتبط بالتاريخ و الثقافة و المجتمع؛ قبل أن ترتبط بالاقتصاد و السياسة .
إن هذه الحقيقة هي ما وعى بها مبكرا زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي (وليد جنبلاط) حينما فك الارتباط مع تيار المستقبل؛ و اتجه في منحى التقارب مع الجار السوري؛ و قد كان ذلك ناتجا عن قراءة سياسية واعية لوضع منطقة الشرق الأوسط؛ و منها وضع سوريا؛ الذي تغير جذريا؛ عبر ربحها لأوراق سياسية باهظة الثمن؛ في صراعها مع الأجندة الأمريكية-الأوربية في منطقة الشرق الأوسط .
و هذا الوعي هو الذي انتقلت عدواه إلى عمق تيار المستقبل؛ الذي يبدو أنه غلب مصلحته و مصلحة لبنان؛ على الاستمرار في الجدل العقيم الذي ينهك القوى الحية للوطن؛ و يعمق جراحه أكثر؛ عبر توسيع دائرة الخلاف بين القوى السياسية.







#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرة اعتقال تسيبي ليفني: مصداقية القضاء البريطاني على المحك
- أزمة ديون دبي في نقد المقاربة الإيديولوجية
- أزمة المآذن في سويسرا في الحاجة إلى نقد مزدوج لثقافة التطرف
- الوضعية السياسية الجديدة لحزب الله ما بين التصريح الحكومي و ...
- وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق
- حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة ...
- طرد الموريسكيين مأساة إنسانية في عز النهضة الأوربية
- تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي


المزيد.....




- شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت ...
- -لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل ...
- وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت ...
- شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان ...
- شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف ...
- باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف ...
- أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
- لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
- -فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - التقارب السوري-اللبناني: تغليب كفة المصالح المشتركة