|
أسير العبارة (رواية)- 10
عبدالحميد البرنس
الحوار المتمدن-العدد: 2874 - 2009 / 12 / 31 - 02:30
المحور:
الادب والفن
Dearest The Love Of My Life,
Hello baby!! I missed you all day today. I just wanted you to know that I will try my hardest to succeed in school and work. I want to be able to buy our children beautiful things that he or she desires..... I love you so much William. I have to wait for my forms from back home. I will call my old work on Monday. Also I will call that school to see what their decision is on when I would start. Well your going to be home any time now I cannot wait. I want to kiss your
Love always your wife
في ذلك المساء الخريفي البعيد، جلسنا حول مائدة داخل صالة المعيشة، أنا وعمر و"جيسكا" و"أماندا"، كانت تطل علينا، من جوانب مختلفة لوحة شقيقي فان جوخ "نجوم الليل"، أية أسطورة ملحمية للألم كانها، وزيتية لأخي "رينوار" تصور أوراقا نباتية تطفو فوق بحيرة ساكنة أول الفجر، لكنها تبدو متعبة بعد رحلة مع تيار كسول توقف بعد مسيرة استغرقت الليلة كلها، بينما مثلت صورة "بيكاسو" الأصلع قبل عقد أويزيد من موته نشازا لا أعرف كيف قمت بوضعه بيدي نفسها على الحائط الأوسط للصالة، كانت له هيئة محتال من نواحي "تورنتو"، لاحقا أخبرتني "أماندا" أن ملامحه تكاد تطابق ملامح رئيسها السابق في العمل. كان من المستحيل عليَّ، وأنا أسبح في وجه "أماندا" ذي البراءة، أن أتخيل، ولو للحظة واحدة، أنها كانت تعمل لبعض الوقت كتاجرة مخدرات صغيرة. كنت قد قررت بيني وبين نفسي قضاء السهرة مع "جيسكا". لا يعقل أن أستأثر بالفتاة الأجمل: "أماندا". كانت نظرتي إلى جهود عمر في هذا الشأن أقرب إلى نظرة راهب. لقد أنفق جهدا طيبا وهذه ساعة الغنائم. لكني كإنسان أدمن فنون العيش في مكان ومراقبته في آن لمحت "أماندا" وهي توميء لصديقتها "جيسكا" أن تقوم من مكانها حول المائدة وتجلس مجاورة لمقعد عمر الذي فرغ في تلك اللحظة لقيامه بإعداد طبق طعام ل"جيسكا" التي أعلنت منذ الوهلة الأولى عن شراهة بدائية للطعام. "أماندا" عللت ذلك في ما بعد بأنها شعرت دفعة واحدة بوجود شيء يربط بيني وبينها، وأضافت بكثير من الصراحة أنها أحبت دائما رجالا من ذوي قامات طويلة. خفت أن تعلن رأيها هذا لعمر. لشقائه كان لا يعشق على قصر قامته سوى المرأة الطويلة. أنا أعشقها كيفما كانت. ولا أبالي حتى بوجود عاهة واضحة في موقع ما من جسدها الملغز مثل سر مكوَّن من آلاف الطبقات.. كل طبقة لها مفاتيحها الخاصة وأنغامها المختلفة. لحداثة عهدي بالمكان، أولجهلي وقتها بأساليب عيش القوم، بدا لي بُعيد حضورهم أن اختياري لصانع الفرح، "موتسارت"، كخلفية موسيقية شديدة العذوبة، كان خطوة غير موفقة تماما، عندما أخرجت "أماندا" من حقيبة يدها أسطوانة غنائية جديدة للأمريكي "فيفتي سنتس". وطلبت بلباقة أن أقوم بتجريبها. خطفتها من يدي "جيسكا" التي شرعت منذ وقت في دفع جرعات متتالية إلى بطنها من "فودكا" محلية بنكهة البرتقال. وهي عائدة متمايلة مع لحن "الراب" الصاخب رفعت رأسها المثقلة، ورأت صورة الأصلع مفكرا، سألتني عما إذا كان "بيكاسو" وكانت تجهله تماما ينتمي لي بصلة قرابة ما، ويبدو أن مثل تلك الملاحظة قد دفعت عمر إلى الضحك بصوت دفع الفتاتين لثوان إلى التطلع إليه بدهشة وحيرة. بدا واضحا، مع مرور الوقت، أن "أماندا" أخذت تلعب دور مندوبة مبيعات، وهي تسوِّق نفسها، على نحو بدا لي غامضا وقتها، لا كبضاعة إستهلاكية، ولكن كشيء دائم أبدي. كنت سعيدا في قرارة نفسي برغم شبح المبيت بلا عشاء تلك الليلة. لقد آن الوقت أخيرا ليعثر المنفي الغريب على من ستفتح له باب بيته من الداخل وتسأله في غضب مصطنع حميم: "أين تأخرت كل هذا الوقت"؟.
Hello baby! I was just missing you.... Your at work so I thought I would send you a sweet little e-mail!! Here is a poem I wrote especially for you.....
كنت في الصالة، والوقت ظهرا لا شمس له، حين غابت "أماندا" في غرفة النوم لدقائق، قبل أن تعود، وتجلس ملاصقة لي على تلك الكنبة. كانت ترتدي قميص نوم أحمر قصير أحاطت به حواف مشرشرة من الساتان الأبيض المورَّد. كانت حمالتاه الرقيقتان تبين وتختفي أسفل شعرها المنسدل على كتفيها في تراخ وكسل. وأنا أحس بدفئها يسري هناك، في دواخلي، مبددا بقايا وحشة بدت حتى عهد قريب مثل داء عضال لا فكاك منه، لمحتها من زاوية عيني اليمنى، وهي تفتح ما بدا لي بعدها ألبوم صور قديم، أخيرا تناهى صوتها بطيئا مثقلا بكل ذلك الأسى أوالحنين: "هذه صور العائلة، يا وليم"!. كان وراء كل صورة حكاية ونظرة ساهمة إلى قطع الزمن المتجمدة. "أماندا" في بص المدرسة الأصفر أيام الحضانة في رحلة ترفيهية إلى نواحي "شيروودبارك". كانت في نحو الخامسة، تعتلي كتف والدها أثناء مهرجان غنائي أقيم وقتها في حدائق "الفوركس"، ملتقى نهري "ريد ريفر" و"واسيني بويني"، تشير بيدها اليسرى إلى نقطة تقع خارج إطار الصورة، لكن وجهها بدا متجها إلى وجه أبيها الذي لم يظهر منه سوى حاجبيه الكثيفين. "أماندا" في نحو التاسعة، صحبة شقيقتيها "مليسا" و"مليشا"، يجلسن متقاربات أسفل شجرة آش عريقة نواحي "أوسبرن فيلدج". أكثر ما أثار انتباهي، من كل ذلك، كان تلك الصور التي تجمع بينها وبين "سمانتا". "مسكينة "سمانتا"، لم يتبق لها سوى القليل في هذه الحياة".
#عبدالحميد_البرنس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسير العبارة (رواية)- 11
-
أسير العبارة (رواية)- 12
-
أسير العبارة (رواية)- 13
-
أسير العبارة (رواية)- 1
-
مرثية للطيب صالح
-
إني لأجد ريح نهلة
-
وداع في صباح باهت بعيد
-
ملف داخل كومبيوتر محمول
-
لغة
-
نصّان
-
زاوية لرجل وحيد في بناية
المزيد.....
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|