|
الكلمة الأخيرة على لسان النهاية !
عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 02:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قبل أن يتوقف قلب الإنسان عن النبض ، يلفظ كلمته الأخيرة .. وكأنها تختصار لسيرته . وهنا .. أقوال تفوّه بها بعض من العظماء والمشاهير عند ساعة وفاتهم ؛ لنكتشف من خلالها ، ملامح عن : حياتهم ، وطباعهم ، وميولهم ، وصدق نظرتهم ، قبل أن تنغلق عيونهم إلى الأبد ! ... ... ... أول كلمة تستحق أن نذكرها ، هي آخر كلمة نطق بها السيد المسيح على صليبه قبل أن يسلم الروح ، مشيراً إلى تتمة النبوات فيه : " قد أكمل " ! ونعود إلى النبي داود وهو يقول لابنه سليمان عند وفاته : " أنا منصرف في سبيل أهل الأرض ؛ فتشدد وكن رجلاً ، واسلك في طريق الرب إلهك واحفظ رسومه ووصاياه " ! وقيل أن آخر كلمة قالها سليمان الحكيم عند موته ، ما جاء في آخر كتاب الجامعة : " اتق الله واحفظ وصاياه فإن هذا هو الإنسان كله " ! أما ألعازر الكاهن ، لما عرض اصحابه أن يتظاهر بأكل اللحوم المحرمة ؛ لينجو من الموت ، قال : " لا يليق بسننا الرياء ، فأجلب على شيخوختي الرجس والفضيحة ، فإني ولو نجوت الآن من نكال البشر ، لا أفر من ايدي القدير ، لا في الحياة ولا بعد الممات " ! أما سمعان الشيخ ، فلما رأى يسوع ، كوعد الروح القدس ، ودع الحياة ، بقوله : " الآن تطلق يارب عبدك بسلام ؛ فإن عيني قد أبصرتا خلاصك " ! وعندما كان اليهود يرجمون اسطفانوس الشهيد ، قال : " يارب لا تقم عليهم هذه الخطيئة " ! ولما حكم على القديس اندراوس الرسول بالصلب ، قبّل صليبه ، قائلاً : " رعاك الله أيها الصليب ، ما أشهاك منذ رقيك المسيح ربي ، فيقبل عليك حياتي من عليك مات فداء عني " ! وبينما وباء الطاعون يقترب من قلب بيركلس ، قال لأصحابه الذين أتوا ليعودوه : " أتعرفون أكبر خير صنعته في حياتي ؟.. أنني لم أدع أحداً من شعبي يحزن على قريب " ! وعلى سرير الموت ، قال أوغسطس الكبير : " هل أحسنت تشخيص روايتي ؟ .. فإن سركم لعبي لدوري ، صفقوا " ! ولما اضطر نيرون إلى قتل نفسه ، وكان يعد ذاته ماهراً بالفنون الجميلة لا سيما الموسيقى ، قال : " أي رجل حاذق بالفنون سوف يخسره العالم بموتي " ! أما كسيسيان ، فقال وهو يطلب أن يوقفوه على سريره في النزع الأخير : " يجب على الإمبراطور أن يموت واقفاً " ! أما مرقس أوريليوس ، فقال : " هيا على الشغل " ! وقال المأمون وقد واتته المنية بالقرب من طرسوس ، عندما كان سائراً إلى محاربة ملك الروم : " يا من لا يزول ملكه ارحم من يزول ملكه ، يا من لا يموت أرحم من يموت " ! وكان آخر كلام قاله كلوتير، أحد ملوك فرنسا : " ما عسى أن يكون ملك السماء الجبار الذي يميت هكذا أعظم ملوك الأرض " ! وملك فرنسي آخر ، هو : كيرلس الكبير ، قال : " إلهي إني استودع نفسي بين يديك " ! وآخر ما أوصى به الملك هزيكوس الثاني ، ابنه .. وهو يتأرجح بين الحياة والموت في نهاية لعب المصارعة : " يا بني إني أوصيك بالكنيسة ، وبشعبي " ! ولما شعر هزيكوس الرابع بظلال الموت ، أرسل سيفه إلى ابنه الذي كان قد أنزله من تخت الملك ، قائلاً : " هذا كل ما ابقيته لي " ! ولما أصيب لويس التاسع بالطاعون قريباً من تونس ، جعل يردد " أورشليم ، سنذهب إلى أورشليم 00 يارب أدخل في مقدسك ، واسجد لك في هيكلك ، واعترف لاسمك القدوس " ! وقال لويس الرابع عشر : " ما كنت لأظن أن الموت عذب هكذا " ! ، ثم قال للحضور الذين كانوا يبكون على فراقه : " ما لكم تبكون أتظنون بأني خالد ليس خالد إلا الله تعالى " ! وآخر ما تلفظ به لويس السادس عشر قبل قتله : " إني أموت بريئاً من كل الآثام التي نسبت إلى زوراً ، وأغفر لكل من سعى بقتلي ، ويا ليت دمي لا يعود أبداً على فرنسا " ! و قال نابليون الكبير قبل موته : " إني أموت في حجر كنيستي كما أني في حجرها ولدت قبل خمسين سنة " ! ، وتوجه للطبيب انطوماركي ، وقال : " أنتم معشر الأطباء تعودتم معالجة اللحم ، فلا ترون ماوراء اللحم .. أما أنا فأعترف بخلود النفس " ! ، أما شيشرون الخطيب الروماني ، فقال قبل أن يقطع رأسه : " يا علة العلل أرحمني " ! أما ابن سينا ، فلما قوى عليه المرض الأخير ، أهمل مداوة نفسه ، وقال : " إن المدبر الذي كان يدبرني قد عجز عن التدبير ، والآن لا تنفع المعالجة " ! أما الشاعرالألماني جوته ، فقال على سرير رحيله : " النور ! النور ! دائماً بلا نور " ! ويروى عن الفيلسوف الإنجليزي : هوب ، أنه قال للذين كانوا محدقين بسرير موته : " آه أيها الأصحاب أي قفزة سأقفزها من الدنيا إلى الأبدية " ! أما انيبال ، كبير القرطجنيين ، فقال وهو يشرب السم ؛ لينجو من الرومانيين : " فلنخلصن الرومان من الخوف الذي استحوذ عليهم من شيخ مثلي " ! أما يوليوس قيصر ، فقد قال وهو يسقط ميتاً ، بعدما رأى صديقه بين الذين تألبوا عليه ؛ ليغتالوه : " وأنت أيضاً يابروتوس " ! أما جستاف أدولف ، فقال وهو يموت في لتزن ، بعد انتصاره على النمسويين : " لغيري الدنيا " ! وقال الوزير كولبر عند وفاته : " لو كنت صنعت في خدمة ربي نصف ما صنعته لملكي ما كنت مرتاباً في خلاص نفسي . أما الآن فلا أعلم إلى أين مصيري " ! ولما سيقت المادام رولان إلى الموت ، قالت صارخة : " أيتها الحرية كم من إثم يقترفه البشر باسمك " ! ولما ضرب أحد هم ، الرئيس جرسيا مورنيو ، بمدية .. صرخ قبل موته : " إن الله لا يموت " ! وكانت الكلمة الأخيرة ، التي فاه بها توم باين : " آه اني على استعداد أن أدفع كل العوالم ، لو اعطيتها ، في سبيل سحب كتابي : عصر العقل .. آه يارب ساعدني ، يايسوع المسيح اعني .. كن معي . انه الجحيم بعينه ان تتركني وحيدا " ! وتاليرات ، يصرخ على فراش الموت : " انني اقاسي ويلات اللعنة " ! وهمس ميرابو : " هيا إليّ بالمخدر ، حتى لا افكر في الابدية " ! أما فولتير ، فيصرخ صرخاته المرة : " لقد هجرني الله والبشر وليس امامي سوى الجحيم .. 0ياسيدي المسيح .. يا يسوع المسيح " ! أما شارل التاسع ، فصرخ : " يا للدماء ، يا للمذابح ، يا للمشورات الرديئة التي اتبعتها ، لقد ضعت إلى الابد " ! أما ياجودا ، أحد ضحايا ستالين ، فقال : " لابد وأن يكون هناك إله ؛ لأن آثامي حاقت بي " ! اما ياروسلافسكي ، الملحد ، فقد هتف على فراش موته أمام ستالين : " احرقوا كل كتبي 0انظروا . أنه هنا ينتظرني 0احرقوا كل مؤلفاتي " ! ،...،...،... إن هذه الكلمات النهائية ، التي تفوه بها هؤلاء ، وغيرهم ... يمكنها أن تكون هي نفسها موعظة الوداع التي ينطق بها عامنا هذا ، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ربيع فى الخريف !
-
أفراح وأحلام !
-
خطر المشاهير !
-
صوت الشيوخ !
-
ثورة الشياطين !!
-
صداقة الشياطين !!
-
ثقافة رمضان !
-
الهزيمة الحلوة !
-
ليس كمثله بغض !
-
جيل التكفير !
-
ليست النهاية بعد !
-
البحث عن فارس
-
الإنسان ، ذلك السؤال الأبدي !
-
ثورة الحب !!
-
لنطلب الحكمة البصيرة !!
-
محاكمة العقل !!
-
نشيد الغضب !
-
قراءة ما لا يقرأ !!
-
القراءة الخاطئة للحروف المتفرّقة !
-
الخطر البشري على الإنترنت !!...
المزيد.....
-
مشاهد توثق انفجار أجهزة -البيجر- اللاسلكية في عدد من المتاج
...
-
مصادر عسكرية رفيعة: تناقض شديد بين الجيش ونتنياهو ونخسر حرب
...
-
ألمانيا تتعهد بتقديم 100 مليون يورو إضافية لأوكرانيا في الشت
...
-
مصرع 4 أشخاص وإصابة 40 جراء حرائق الغابات في البرتغال
-
وزير القوات الجوية الأمريكية: روسيا ستواصل تهديدنا بغض النظر
...
-
قيس سعيد: جهات أجنبية تسعى لإفشال حركة التحرر الوطني في تونس
...
-
البرلمان الجورجي يتبنّى مشروع قانون حظر الدعاية للمثلية وتغي
...
-
مالي: مسلحون يهاجمون مقرا للقوات المسلحة في العاصمة والجيش ي
...
-
عاجل: عدد من الإصابات في حدث أمني غير واضح في الضاحية الجنوب
...
-
تطوير صمام قلب جديد لتفادي مشاكل عمليات استبدال الصمامات
المزيد.....
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
المزيد.....
|