شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 19:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في كل قرية يوجد شعلة – المعلم
ويوجد من يطفئها – رجل الدين
فيكتور هوغو ....
توجد طريقتان يمكن بهما أن يكون الكتاب المقدس مصدراً للأخلاقيات / أو قوانين العيش ,,,
الأول بالأوامر المباشرة – مثلاً عبر الوصايا العشرة ,,,
والثاني هو بالمثال – الله – أو أحد الشخصيات الإنجيلية الأخرى والذي يجب علينا اعتباره مثالاً أعلى ( بالتعبير الحديث ) ,,,
يقول ريتشارد داوكنز :
الطريقتين لو اتبعتا بتزمت ستقودنا لأخلاقيات معينة / أي شخص عصري متدين أم لا / سيعتبرها بغيضة ( ليس هناك تعبير ألطف ) ,,,
للعدل الكثير من الإنجيل ليس شريراً بشكل مقصود ولكنه مؤسي بشكل غريب ,,,
هل هو مفروض لكي يكون مصدراً للأخلاقيات ؟ أو طريقة حياة ؟
الأسقف / جون شيلبي سبونغ / في كتابه / آثام الكتاب المقدس / يقول بما معناه :
هؤلاء الذين يرغبون أن يؤسسوا حياتهم بحسبه لم يقرؤه أو يفهموه غالباً ...
الأسقف مثال لطيف لرجل الدين الحر وصاحب إيمان لا يعترف به الكثيرين ,,,
من خلال هذه المقدمة البسيطة سوف نحاول أن نأخذ بعض الروايات من / العهد القديم / لكي تكون مثالاً على ما قاله داوكنز من أن الأخلاقيات لا يمكن أن تأتي من الكتب المقدسة ,,,
وهل ما سنورده من الكتب المقدسة يعتبر أخلاقياً يحق لنا أن نتبعه ؟
هذا ما سنحاول تفصيله فيما يلي :
من أين نبدأ ؟
سفر التكوين والقصة المثيرة للإعجاب / نوح / ,,,
هي أسطورة بابلية لاوتانابشتيم / والمعروفة في أساطير أقدم عند كثير من الحضارات ,,,
قصة الحيوانات التي تذهب للسفينة زوجاً زوجاً جذابة جداً ,,,
لنمحص هنا أخلاقيات قصة / نوح / ,,,
نظر الله للبشرية نظرة ظلماء ,, وقرر ( طبعاً باستثناء عائلة واحدة ) أن يغرقهم جميعاً ,
ومن ضمنهم أطفال , وكذلك لأسباب جيدة كل باقي الحيوانات أيضاً ( المفروض أن لا عتب عليهم ) ,
بالرغم من اعتراض رجال الدين / سوف نختار بعض المقاطع وهي مقاطع رمزية / حكايات / ,
الغالبية من الناس تأخذ القصة بشكل حرفي ( وجميع الكتب المقدسة ) ,
50 % من المنتخبين في أمريكا والكثيرين من المتدينين الأسيويين ألقوا تبعة تسونامي لعام 2004 ليس على / التحركات التكتونية للأرض / ولكن على ذنوب البشر ,
ما هي هذه الذنوب ؟ / الشرب والرقص / في البارات حتى نقض بعض قواعد العمل يوم السبت / منقوعين بقصة نوح / ,
كل ثقافتهم تدفعهم للتفكير بأن الكوارث الطبيعية مرتبطة بأعمال البشر بدلاً من ارتباطها / بالحركات التكتونية للقارات / ,,,
من يلومهم ؟
لماذا يجب على الخالق والذي في عقله تكمن الأزلية والخليقة أن يكترث لتصرفات خاطئة تصدر عن إنسان تافه ؟
نحنُ البشر نهوى بل نعطي فخامة لتضخيم ذنوبنا الصغيرة لمستويات كونية ,
سأل ريتشارد داوكنز في مقابلة تلفزيونية / مايكل برأي / أحد الناشطين ضد الإجهاض عن سبب الهوس بأمور الجنس عند المتدينين الخصوصية كالمثلية والتي لا تؤثر على حياة أحد أخر ؟
أحتوى جوابه على شيء كالدفاع عن النفس ,,,
********************************************************
المواطنون الأبرياء يمكن أن يكونوا ضحايا غير مقصود ين عندما يقرر / الله / أن يضرب مدينة بكارثة طبيعية لأنها تحوي مذنبين ؟
في عام 2005 ضرب طوفان مدينة / نيو أور ليانز / الجميلة كنتيجة لإعصار كاترينا ,,,
على من تقع اللائمة ؟
/ بات روبرتسون / أحد المرشحين السابقين للرئاسة في الولايات المتحدة / ألقى باللائمة على إحدى الكوميديات / المثليات / التي تعيش في المدينة ؟
يقول ريتشارد داوكنز :
لابد أنك تفكر بأن إلها كلي القدرة سيتخذ أسلوباً أكثر تحديداً للهدف لو أراد عقاب مذنب ما ؟
/ سكتة قلبية مثلاً / عوضاً عن مدينة كانت لسوء حظ ساكنيها مكان سكن زوج من السحاقيات ...
هل رأيتم ؟ كيف يفكرون ؟ ومن يلومهم على هذا التفسير ؟
/ سوف نعود لقصة نوح من أجل المقارنة ولوجود الشبه / ,,,
صادوم وعامورة ,,,
المستقيم الوحيد من الرجال والذي قدر له النجاة مع عائلته أبن أخ إبراهيم والمسمى / لوط /
وهو الإنسان الموازي لنوح في تحطيم صادوم – عامورة ,,,
ملكان على هيئة رجال أرسلوا إلى لوط لتحذيره ودفعه لترك البلد قبل وصول الحريق ,,,
رحب لوط بالضيوف / الملائكة في بيته / ,,,
اجتمع رجال صادوم حول البيت وسألوه أن يسلم لهم الملائكة حتى يستطيعوا ,,,
( ماذا غير ؟ ) ممارسة الصادومين معهم ,,,
/ أين الرجال الذين أتوا إليك في الليل ؟ / أجلبهم لنا حتى نستطيع التعرف عليهم / التكوين 5 : 19 ,,,
نتعرف عليهم / معنى تلطيفي / ,,, ولو أنه يبدو مضحكاً في مثل هكذا موقف ,,,
كياسة لوط في رفض طلبهم / يقترح علينا ربما بأن الله يخطط لشيء ما / عندما أختار لوط من بين جميع الرجال كالرجل الوحيد والجيد في صادوم ,,,
تذهب الهالة التي على لوط وتتبخر عندما يعرض رفضه ,,,
كيف ؟ / أرجوكم يا أخوتي لا تفعلوا هذا الشر / أنظروا عندي أبنتان لم تعرفا الرجال من قبل / أرجوكم بأن أحضرهما للخارج إليكم وافعلوا بهم ما يحلوا لكم / ولكن لا تفعلوا شيئاً لهؤلاء الرجال / لأنهم تحت سقفي / التكوين 7 : 19 و 8 ,,,
ما هو رأيكم الآن ؟ ألم تتبخر الهالة التي على لوط ؟
المساومة التي يضحي بها لوط بعذرية بناته كانت غير ضرورية ,,,
لماذا ؟
لان الملائكة نجحوا في طرد اللصوص بأن جعلوهم عمياناً بمعجزة فجائية ,,,
وبعدها فوراً حذروا لوط أن يرحل مع عائلته لان المدينة ستدمر ,,,
/ طبعاً عدا زوجته المنحوسة والتي حولها الرب لكومة ملح لأنها ارتكبت معصية / ,,
( ربما بسيطة بالمقارنة مع العقوبة ) ,
التطلع للوراء لرؤية النار المستعرة ,,,
****************************************************
ماذا عن أبنتا لوط ؟
تحولت أمهما إلى كومة ملح / عاشتا مع أبيهما في كهف في الجبال / تحترقان على مصاحبة رجل / قررتا أن تسكرا والدهما / وتناما معه / ,,,
لوط لم يكن في وضع يسمح له بالملاحظة عندما اقتربت أبنته الكبرى من سريره أو عندما تركته ولكن لم يكن سكراناً بشكل لم يسمح له بجعلها / حامل / ,,,
وفي الليلة التالية اتفقت البنتان على أن دور الصغرى قد حان ومرة أخرى جعلها لوط حاملاً /
التكوين 31 – 6 : 19 ,,,,,,,,,,,,,
لو أن تلك العائلة المريبة هي أفضل الموجود في صادوم أخلاقياً / ربما يشعر البعض بالتعاطف مع الإله وقراره بإحراقها ,,,
أين نجد مثل قصة لوط مرة أخرى ؟
في الفصل 19 من كتاب الحكماء ,,,
إليكم القصة :
كان أحد القديسين مسافراً مع محظيته / أمضوا ليلتهم بضيافة رجل عجوز / بينما كانوا يتناولون العشاء / آتى رجال المدينة يقرعون الباب / يطلبون من صاحب المنزل أن يسلمهم الضيف الذكر ( حتى يتعرفوا عليه ) .....
ماذا قال العجوز صاحب المنزل ؟
نفس ما قاله لوط :
لا يا أخوتي لا أرجوكم بدون شرور ,,,
ترون أن الرجل قدم لمنزلي فلا تمسوه بحماقة ,,,
أنظروا هذه أبنتي العذراء / وتلك محظيته / سأحضرهما إلى الخارج ولتفعلوا بهما ما يرضيكم ولكن لا تؤذوا هذا الرجل بأي شكل ,,,
الحكماء 4 – 23 : 19
مرة أخرى الأخلاقيات الشريرة المضادة للنساء تحضر بكل قوة ووضوح ,,,
ما هو تفسيركم لهذه العبارات التي تصيب بالقشعريرة ؟
/ تمتعوا باغتصاب أبنتي ورفيقة القديس ؟ ولكن قدموا الاحترام لضيفي لأنه قبل كل شيء رجل ذكر ؟
( أي احترام للضيف ؟ ) ,,,
هل رأيتم التماثل بين القصتين ؟
/ في جميع الكتب المقدسة تظهر لنا نفس الأخلاقيات في قصة نوح / ,,,
ولكن ما هي خاتمة قصة الحكماء بالنسبة لرفيقة القديس ؟ / مخيفة / مرعبة / ؟؟؟
كانت خاتمتها أقل سعادة لرفيقة القديس من مثيلتها لابنتي لوط ,,,, لماذا ؟
لان القديس سلمها للعصابة التي اغتصبتها طول الليل ,,,
/ لنقرأ معاً ما جاء في الحكماء 6 – 25 : 19 /
/ تعرفوا عليها واستخدموها طوال الليل / وعندما حل الفجر تركوها تذهب /
/ ووصلت المرأة عند الفجر وسقطت على الباب / حيث كان سيدها حتى طلوع النهار / ,,,
وفي الصباح وجد القديس محظيته ساجدة على درج المنزل وقال :
انهضي ودعينا نذهب / ولكنها لم تتحرك / كانت ميتة / ,,,,
فاخذ سكيناً وقطع محظيته لاثني عشرة قطعة وأرسلها إلى كل شواطئ إسرائيل ,,,
مرة أحرى سيعترض رجال الدين بأن القصص الواردة في الكتب المقدسة لا يجب أن تؤخذ كواقعة / إذن ماذا تؤخذ ؟
إبراهيم وتضحيته لابنه / لوط / نوح / الخ
يقول داوكنز الإجابة لها شقان :
الأول : الكثير من الناس في عصرنا لا يزالون يأخذون الكتب المقدسة كأحداث واقعية حصلت وهؤلاء لديهم قوة وسيطرة سياسية على الآخرين ,,,
الثاني : لو لم نأخذ القصص كواقع فكيف علينا أن نأخذها ؟
فقط كحكاية ؟ ولكن حكاية عن ماذا ؟ بالتأكيد لا شيء يستحق التقدير فيها ,,,
أنأخذها كدرس في الأخلاق ؟ ولكن ما نوع الأخلاق التي يمكن أن نستوحيها من تلك القصص المروعة ؟
الخلاصة : لا نستقي أخلاقنا من الكتب المقدسة ,,, أو إذا فعلنا ذلك فإننا نختار ونبقي ما هو لطيف ونرمي ما هو عكس ذلك ,,,
ولكن يجب أن يكون لدينا تصنيفات مستقلة والتي بواسطتها نقرر ما هو التصرف الأخلاقي ...
تصنيف مهما كان مصدره / لا يمكن أن يكون من الكتب المقدسة ويجب أن يكون المصدر متوفراً للجميع سواء كانوا متدينين أم لا ,,,,,,,,,,,
/ ألقاكم على خير / ,,,,,,,,,,,,
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟