حكاية بحرينية

حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 17:16
المحور: الادب والفن
    

على خشبة مسرح سعيد المسحال للثقافة والعلوم وبحضور متميز من مثقفين وسينمائيين وأصاب ذائقة تستطيع التفريق بين الأعمال الأصيلة والدخيلة تم افتتاح فعاليات أيام السينما الخليجية في فلسطين بالفيلم الروائي حكاية بحرينية للمخرج بسام الذوادي . هذا الفيلم الذي يستحق عن جدارة افتتاح الفعاليات فيه ، لما يمتاز به من خاصية حضور المعنى والتألق للسينما الخليجية التي لم نتعرف على نهوضها المتوثب الذي يحاول الوصول بأسرع ما يمكن إلى مستوى أفضل مما وصلت إليه السينما العربية على امتداد عمرها الطويل . فإحداث الفيلم التي تدور حول فترة الحرب عام 1967م والخطاب القومي الذي تمثلته الشعوب العربية في تلك الفترة ، والآمال التي تعلقت بالنصر ، شكلت الإرهاصات الأولى لأسرة خليجية أراد منها المخرج أن تكون المعادل الموضوعي للهزيمة التي حملت في طياتها قمع المرأة في الحياة الأسرية وعدم السماح لها باختيار الزواج الذي تجد فيه السعادة والاستقرار ، وكانت النتيجة انتحار حرقاً بالنار للبنت التي تزوجت مكرهة ، فيما الأخت الثانية هربت مع فارس أحلامها بعد أن رفض الأب زوجها .
وعلى الرغم من حميمية الانتماء لمرحلة الرئيس جمال عبد الناصر والمد الثوري الذي ترافق معها ، إلا انه لم يكن متاحاً بما فيه الكفاية للشعوب العربية اختيار وجه المعركة التي تقود إلى النصر ، لاسيما وان الشعوب لم تشارك فيها من خلال صنع القرار ، الأمر الذي تمخض عنه الهزيمة المروعة ، تماماً مثل انتحار الزوجة وهروب الأخت . وفي الوقت الذي بدأ فيه البحث عن الفتاة تم الإعلان عن وفاة الرئيس جمال عبد الناصر فخرجت المسيرات الحاشدة بالجنازة الرمزية وبمشاركة أهل الفتاة متجاهلين البحث عنها .
بهذا يكون المخرج بسام الذوادي قد نجح في منحنا عملاً ذي قيمة ، لم يضع ثانية واحدة منه على مدار 92 دقيقة دون فائدة أو شعوراً بملل الاغتراب عن الموضوع الأمر الذي يسجل له وهذا ،القول لا يعني بالضرورة دعوة إلى البحث عن الفيلم ومشاهدته رغم انه عن جدارة ، يستحق الحضور والاستمتاع بما يقدمه .

#حبيب_هنا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات