أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف المرزوق - هل أضاءت الآخرون لصبا الحرز الجوانب المعتمة من الخصوصية السعودية؟














المزيد.....

هل أضاءت الآخرون لصبا الحرز الجوانب المعتمة من الخصوصية السعودية؟


يوسف المرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


تطرح رواية (الآخرون) للكاتابة صبا الحرز موضوعا شديد الحساسية بلغة شعرية
ذات الرهافة بالغة. ومع أن الموضوع شائك والكتابة في تلك الجوانب كالمشي
في حقول الألغام، استطاعت الحرز أن تقدم عملاً ذا قيمة أدبية عالية.
تضمن نقدا عميقا وقاسٍ، وبجرأة وصراحة، وشجاعة كبيرة بأسلوب شيق
وسلس تناولت ظاهرة اجتماعية، انتشرت في المجتمعات العربية وان بنسب
متفاوتة، تلك الظاهرة هي العلاقات الجنسية السحاقية بين الشابات، أما بطلات
الرواية فهن بعض الشابات السعوديات.

بدايةً ربما كان من الأولى لمثل موضوع الرواية استخدام لغة صلبة حادة
تناسب الموضوع المحذور المحظور والغير مطروق مسبقاً.
لكن على العكس من ذلك. اللغة في رواية (الآخرون) جاءت رقيقة متسامحة.
تنم عن قلم شاعرة تعشق الصور الجميلة.

أي أننا نلاحظ أنه وبرغم وعورة تلك الأرض التي افترشتها الرواية.
استخدمت الكاتبة خمائل جميلة لتغطي أرضها. ومع أن شخصيات
الرواية بلا قراءات فلسفية متعمقة أو اهتمامات أدبية رفيعة إنما
هن طالبات كغيرهن جاءت أحاديثهن بلغة بالغة الرقي. وهذا في
رأيي تكنيك يشد القارئ إلى العمل مالم ينتبه إلى أن الحديث يأتي من
الكاتبها ذاتها وليس من الأبطال.

على أرض الواقع تختلف مفردات أستاذ الجامعة عن مفرداته الجزار
مثلاً. أما في الأعمال الأدبية فالكاتب يدفعنا إلى الاقتناع طالما أجاد
الأمساك بأدوات العمل. باختصار.. في رواية الآخرون الكاتبة كانت
هي الواعية والمثقفة لا بطلات الرواية. ولكن هذا خلط لا يزعج
القارئ، بل يهبه متعة التلذذ بعذوبة البناء الذي شيدته صبا الحرز.

أعود إلى الرواية وأقول أنها كشفت وبكل جرأة، ما يحدث عندما
تُغلق الأبواب في مجتمع ذو ثقافة ذكورية 100% واقتحمت الكاتبة
بعملها أسواراً ليس من السهل اقتحامها.

لم تكن الرواية بضمير الغائب. بل بضمير المتكلم. وذلك
لأن الحرز استخدمت بطلة روايتها لتحكي على لسانها كل ما جرى
من أحداث. أي أن البطلة هي الناطقة داخل العمل. ويتوالى سرد الأحداث
على لسانها وكأنها تهذي طوال الوقت. لكنه الهذيان العميق. كاشفة
عن ثراء معرفي ضخم بخبايا النفوس وقدرة على تصوير تلك الخبايا
حينما أسهبت في شرح تفاصيل وقوعها تحت سيطرة صديقتها الحميمة
المدعوة (ضي) وقدرة ضي على استغلال جسدها لترتوي بنهم يكاد لا يتوقف.

ومن بين السطور يظهر لنا دائما كيف أن البطلة تنظر إلى جسدها
نظرة سلبية. فهي تسلمه دائما لضي وتخفي عن الجميع مرضها ربما
لكي يبقى هذا الجسد صالحا للاستخدام من قبل الأخريات ثم نكتشف
أن شذوذ البطلة لم يكن إلا لأن الرجل غير حاضر. غير مسموح به.
وفي غفلة من رقباء المجتمع الصارم وجدت رجلاً عن طريق الانترنت
فتغيرت حياتها.
شكرا صبا الحرز.. فقد تأخرت في قراءة الرواية كثيراً
لكني حيما قرأتها وجدت أدبا راقيا يستحق الإشادة.

يوسف المرزوق



#يوسف_المرزوق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في شارع العطايف الكاتب كان يحمل كاميرا ذات دقة عالية
- لماذا طغت الرواية، أما المسرح فلم يتمكن من الظهور في السعودي ...


المزيد.....




- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف المرزوق - هل أضاءت الآخرون لصبا الحرز الجوانب المعتمة من الخصوصية السعودية؟