جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 13:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شخصيا اشعر بالقلق عندما اسمع كلمة شهيد و الاستشهاد لان الشهيد هو الشخص الذي يضحي بحياته الغالية و هو عادة في عنفوان شبابه او وصل الى مرحلة النضوج. وهو يقتل عند محاربة خصمة و قد لا يستطيع اخضاع الخصم اي يموت بخفي حنين يفقد حياته و يثير غضب الخصم اكثر. اما الخصم او بالاحرى العدو فهو يراه متعدي و مجرم و ارهابي وكل عملية قتل تجر وراءها الانتقام و قتل اكثر. لم ياتي مبدا الاستشهاد باية نتيجة ماعدا فتك الارواح من الجانبين. استعمل و استغل هذا المبدا من قبل كثير من الاحزاب و الحكومات و الاديان لدفع الشباب الى اعمال فدائية قذرة و خطرة تؤدي بحياتهم الغالية و حياة الابرياء الذين يفقدوا حياتهم دون ذنب. هؤلاء الابرياء هم الضحايا و الشهيد ليس الا ضحية التعصب و استغلال رؤساء جبناء يختبؤون وراء الخطوط الخلفية و غالبا ما يتمتع ابناءهم بالحماية والامان.
يا للماساة رغم ان فكرة الاستشهاد اصبحت قديمة او وسيلة لاستغلال الشباب اسمع دائما استشهد البطل فلان ابن فلان من اجل وطنه و تفرح وتفتخرعائلته من الاب والام بشجاعة هذا الابن و لكن وجهوهم تتكلم لغة ثانية فالام فقدت ابنها وارى الحزن في عينيها واذا كان المسمى بالشهيد متزوجا و له بنات و بنين فهذا يعني ارملة و يتامى و تدمير مستقبل عائلة في بداية التكوين لايستطيع اي رئيس جبان او اية عقيدة جبانة التعويض عن هذه الخسارة الفادحة.
واني استغرب كيف يفضل شاب الموت على الحياة من اجل مصير ومستقبل مجهول اذا لم يكن مريض نفسيا او غسل دماغه ؟ ماذاكان يقول لو سنحت له فرصة للتفكير ولو لدقيقة واحدة بعد استشهاده؟ هذه الاسئلة اتركها لغيري لاني لا استطيع الاجابة عليها و لاني اعتقد ان الانسان يحب روحه بطبيعته اكثرمن وطنه و قومه و دينه . الروح اغلى من كل شئ تاتي في المرتبة الاولى. هناك مثل الماني يقول: افضل الاحمر (الشيوعية) على الموت.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟